Archive for March 22nd, 2019
Articles of Leader Antoun Saadi. Part 12
Speech during the opening of Palestine Union in 1933
مصطفى الأيوبيposted on Fb
تحيا سورية،
[…] أما نحن فلا نزال نختلف ونتخاصم من أجل تعيين مصدر واحد ننتسب إليه، فالبعض يريدنا أن نعتقد أننا فينيقيون فقط، وبعضنا الآخر يريدنا أن نؤمن بأننا عرب فقط، وآخرون يريدوننا أن نسلّم بأننا آراميون فقط، والحقيقة أننا، نحن، جميع هؤلاء، وأن لنا وراثة مشتركة بين هذه الشعوب جميعها.
وهل يضيرنا أن يكون فينا آراميون، وهم قوم نظّموا شؤون المعاملات في الشرق الأدنى، وحاربوا اليهود، ونكلوا بهم تنكيلاً أبقى في قلوبهم كوامن أخذت تتفجر من فم عاموس بالدعاء، وبهلاك دمشق التي بناها الآراميون وجعلوها عاصمتهم، وهم الذين بسطوا نفوذهم حتى أصبحت لغتهم لغة المخابرات والمفاوضات الدولية الرسمية في الشرق الأدنى؟
وهل يضيرنا أن يكون منا الفينيقيون، وهم كانوا أفعل عامل في ترقية المدنية الحديثة بما نشروا من معارف وصناعات وكتابة، وهم الذين حفظوا البحار وحافظوا على سلامة المواصلات البحرية، ومنهم خرج محاربون بحريون من الطراز الأول، ومنهم خرج أعظم نابغة حربي في كل العصور وفي كل الأمم، وصار حجة ضد القائلين أنه ليس بين الساميين نبوغ بالمعنى الصحيح، هو هاني بعل، الذي إبتكر خططًا حربية لا تزال مثالاً ينسج على منواله قوادُ الحروب الحديثة، وصار إسمه مثالاً للشجاعة والبطولة، كما كان شبحًا يرعب روما في إبان صولتها حتى صار القول “هاني بعل على الأبواب!” مثلاً يضرب لكل خطر مداهم؟
ففي خطاب ألقاه موسوليني، منذ بضعة سنين، في المجلس الإيطالي، جوابًا على مناورات فرنسا ويوغسلافيا، قال:”إن إيطاليا لن تخاف شيئًا فهاني بعل ليس على أبواب روما”.
والحقيقة التي يذكرها المؤرخون، هي أن خطط هاني بعل في معركة “كاني” الشهيرة، التي سحق فيها أعظم جيش أرسلته روما لمحاربته، هي التي عوّل عليها أركان حرب الجيش الألماني في وضع خططه الباهرة في الحرب العظمى الأولى.
وهل يضيرنا أن يكون بعضنا عربًا، والعرب برهنوا، بفتوحاتهم وما أدوه للمدنية من خدمات، على أنهم شعب له مزايا تمكنه من القيام بأعباء المدنية، متى وجد في محيط صالح، فالعرب في الأندلس – والسوريون كانوا يشكلون قسمًا هامًا في الأندلس ضمن التسمية العربية – كانوا من أهم عوامل ترقية المدنية في العلوم وإطلاق حرية الفكر حتى أصبحت اللّغة العربية لغة العلم في الشرق والغرب. وكثير ما يمكن التحدث به عن العرب وأكثره معروف عندكم.
يا بني وطني،
إننا جميعًا من هذه العناصر لا من أحدها، إن رمتم الصحيح. فهل نستمر على سماع هذه الأصوات المتنافرة في كل مشروع يهمنا جميعًا:
“نحن عرب. نحن فينيقيون. نحن آراميون”. ألا يكفينا أن نكون سوريين شرفاء، متحدين لدفع الشر والسعي إلى الخير؟ أفلا نستطيع أن نزيل هذه العوامل المفرقة، ونقول كما قال تنيسون في أمته:
“نحن نمثل مزيجًا راقيًا من هذه العناصر الكريمة، وهو مزيجنا الخاص الذي به صرنا نحن ما نحن”.
سعاده
خطاب في إفتتاح النادي الفلسطيني، بيروت، 1933
“الإتحاد العملي في حياة الأمم”
#إضاءة_اليوم