Articles by Leader Antoun Saadi. Part 18
Posted May 7, 2019
on:Articles by Leader Antoun Saadi
مصطفى الأيوبيposted on Fb.
تحيا سورية،
إضاءة اليوم:
[…] لعلّ أعظم فئات الشعب استحقاقاً للحقارة، هي الفئات التي لا تقتصر على العمل الضروري الحر في عملها ضد مصلحة الأمة، بل تتعدى ذلك إلى تنظيم العمل المجموعي لخدمة القضايا الرجعية والمصالح الأجنبية المرتبطة بها فتُنشىء التشكيلات شبه الوطنية وشبه القومية وتسمّيها “منظمات”،
وتبتدىء تبث في الشباب الذين تجمعهم باسم “الوطن” الطائفي و”القومية” الدينية أو اللغوية روح الغايات الملتوية، وتزّيف لهم المبادىء وتشوِّه القيم،
وتقدم لهم عقائد مزيفة تَسجن نفوسهم في قوالبها، وتُنشىء لهم حول الحقارة التي تتمرغ فيها وتنزل في مهاويها، هالةً من المجد المزيَّف تخدع الشباب وتغرر بهم فيندفعون، بما في طبيعتهم السورية من نُبلٍ وخير، وراء سراب العقائد الزائفة والمبادىء المنتحلة، وينحدرون إلى حضيض المثل السفلى والقضايا الخسيسة وهم يظنون أنهم يرتقون إلى قِنَنِ المجد! […]
[…] بينما كانت جريدة الوحدة اللبنانية تعلن أنه إذا اقتصر زعيم الحركة القومية الاجتماعية على لبنان فالشباب اللبناني (أي الماروني في عرفهم) يكون مستعداً للسير بقيادته،
كان “رئيس الكتائب اللبنانية الأعلى” يُعلن في خطاب أو تصريح في بكفيا، أنه يجب كسر رأس أنطون سعاده لإنقاذ لبنان الحزبية والطائفية من دعوته القومية الاجتماعية،
ولم تكتفِ هذه التشكيلات بذلك، بل قامت تشوِّه البلاد والقومية اللتين حَيِيَ فيهما السوريون الذين يشكلون أمّة حية عظيمة ومنهم آباء الموارنة وأجدادهم العظماء،
وأخذت تبث بترتيب روح الكره للاسم السوريّ الجميل العظيم،
وتعلِّم كره لبنان السوري القومية الاجتماعية، وتحبيب لبنان الأجنبي الثقافة،
ولكي تضلِّل اللبنانيين وتخدعهم صارت تسمّي الثقافة الأجنبية الغريبة عن النفس السورية وأصولها الثقافية العريقة: اقتراباً من الغرب والثقافة الغربية أي اقتراباً من حالة التقدم الغربي،
مع أنّ الحقيقة هي بالعكس، اي أننا لا يمكننا أن نضاهي الأمم الغربية المتقدمة المتفوقة إلا بوعي حقيقتنا السورية الأصلية واستخراج نهضتنا من روح أمتنا ومواهبها كما ينص المبدأ الأساسي السابع من مبادىء النهضة السورية القومية الاجتماعية.
سعاده
صناعة العقائد المزيفة (1) مثالب الذل والخداع
الجيل الجديد، بيروت، العدد 16، 1949/4/27
#إضاءة_اليوم
Leave a Reply