Archive for July 13th, 2019
A version of how Leader Antoun Saadi was executed in a quick mock trial on July 8, 1949
Posted by: adonis49 on: July 13, 2019
A version of how Leader Antoun Saadi, Founder of Syria National Social Party, was executed in a quick mock trial
Nascent state of Israel Prime minister Ben Gurion was elated for this execution and declared: “Now Israel can survive“.
#شهر_الفداء
بقلم الباحث الأمين الراحل أنطوان بطرس
فتح باب السيارة العسكرية من الخلف وأنزل سعادة، وحينما شاهد عمود الإعدام تطلع اليهم وقال “كنت أتوقع هذا المصير منذ اللحظة الأولى التي اعتقلت فيها”.
وذكرت”بيروت” أنه لما وقعت عيناه على خشبة الموت وقد اصطف أمامها 12 جنديا فلم يبد عليه أي تأثر أو انفعال بل سار نحوها ثابت الخطى وهناك ألبس الثوب الأبيض ثم وقف يستمع الى قرار الحكم بالإعدام .
بعد ذلك تقدم منه الطبيب النقيب النجار وفحص قلبه وجس نبضه فقال له سعادة مبتسما “أتحسب نبضي متسارعا من الخوف؟” وبحسب الرواية المتداولة فإن الطبيب قد سجل “أن النبض كان طبيعيا”. ولكن العميد جنادري الذي رافق نسيبه أبو شقرا ( وكان ابن خالته) الى حقل الرماية لمشاهدة الإعدام، يقول ونقلا عن النقيب النجار أن نبض سعادة تسارع الى المئة .
تقدم الملازم أول بريدي ليعصب عينيه فقال له “لماذا تعصب عيني؟هي لحظة تطلقون فيها النار فأموت.وقد قلت لك أنا لا أخاف الموت”.فأجابه إنه القانون .ولما عصبت عيناه قال “شكرا “. ( وفي رواية ” القبس” ” مهلا خفف الرباط”).
ثم طلب منه أن يركع على ركبتيه فأجاب أنا لا أخاف الرصاص أفليس من سبيل الى الإستغناء عن هذه المسائل ؟. فأجيب إنه القانون.فأركع ثم تقدم الملازم أول بريدي لربطه بالعمود فسأله سعادة إذا كان ذلك ضروريا فأجابه إنه القانون.
فلف جسمه لفا بالحبل مع العمود، بعدها وقف الكاتب يتلو عليه نص الحكم ولم يجب سعادة سوى بابتسامة مرة وكلمة “شكرا”. ثم شكا من أن بحصة تحت ركبته تؤلمه فتولى الجندي سحاقيان وهو كندرجي الفوج الثالث ،إزالتها، فقال له شكرا.
وأضافت “بيروت” أن الجلاد جاء بخرقة ووضعها تحت ركبتي سعادة ، وبحسب مدونات جورج عبد المسيح الذي تعقب معظم “أبطال” الإعدام وسجل معلوماتهم فإن سحاقيان بكى مرارا كلما ذكر لفظة شكرا تأتيه من رجل مربوط الى عمود الإعدام.
كانت مفرزة الإعدام التي اختيرت من عناصر فوج القناصة الثالث برئاسة النائب الياس ابراهيم، تقف على بعد ستة أمتار منه، وفي لحظة ركع نصف المفرزة على ركبة واحدة بينما بقي النصف الآخر واقفا، وشق سكون الليل كلمة ” نار ” وبحسب يوسف كسبار ، احد عناصر سرية الإعدام ،
صدر الأمر بكلمة “feu” أطلقها الملازم أول بريدي ، وعندها سمع صوت سعادة يقول :”قل نار”،ومعه انصبت دفعة واحدة إحدى عشرة رصاصة من اثنتي عشرة بندقية فمزق الرصاص صدره ورأسه فسقط جانب من كتفه وانكفأ رأسه وتدلى مفارقا الحياة .
ثم تقدم الملازم اول بريدي وأفرغ رصاصة الرحمة من مسدسه على رأس سعادة فيما تقدم النقيب النجار لمعاينة الجثة وأعلن الوفاة،
وبعد مرور حوالي خمس دقائق حل رباط الجثة من العمود ووضعت في النعش ، والأصح كوموها فيه وكان النعش”أشبه منه بصندوق” وسلم الى المفوض حسن الزين الذي كلف بتأمين دفن الجثة . فنقلت الى سيارة الصليب الأحمر التي أقلته الى مدفن مار الياس،
وكانت الدماء تسيل طوال الوقت من شقوق النعش المرتجل . وكادوا يدفنون سعادة من غير صلاة لو لم يتعال صياح الكاهن.فقالوا له ” صل, إنما اسرع. صل, من قريبو“.
وفي بعض الروايات ان الاب عبد الكريم ، راعي الكنيسة شارك في القداس وحضور مختار محلة المزرعة.
وفي المدافن تولى “المقبرجي” نصري تادروس يعاونه رجل من بيت سبير، إنزال التابوت ونصبا صليبا صنع على عجل من خشب السحاحير . وعلى الأثر رابطت قوة من الجيش حول القبر وفرض على كل زائر أن يسجل اسمه وأوصافه.
حينما جلس ابراهيم داغر يكتب تحقيقه الصحافي مدونا ما كان يمليه عليه نسيبه موسى جريديني ، سأل الأول الأخير “ما هو أكثر شيء أثر بك في عملية الإعدام؟” أجاب رئيس قلم النيابة العامة الإستئنافية “حينما ارتفع صوت سعادة قبل انطلاق الرصاص بكلمة ” تحيا سوريا “. وبعدها هوى رأس سعادة على كتفه وساد سكون رهيب .
