Adonis Diaries

Archive for December 19th, 2019

Amber and Ashes: Memoir of Kamal Nader. Part 20

ذكريات الجمر والرماد . 20 .

مع قرب انتهاء العام 1975 كانت الحرب قد اصبحت خطراً يلقي بثقله على الحياة الاجتماعية والسياسية وعلى امن الناس وسلامتهم وممتلكاتهم ،

وكانت مناطق واسعة قد تعرضت للتهجير وبات سكانها مشردين ونازحين الى مناطق اخرى ضمن لبنان ،

ويمكن ان نعدد المناطق هذه بأنها حي الكرنتينا والمسلخ وحارة الغوارنة وسبنيه ، في ضواحي بيروت الشرقية والمتن ، تقابلها الدامور والسعديات في الساحل الجنوبي لبيروت ،

واعتداءات طالت بلدات في اطراف البقاع الشمالي لأسباب طائفية سببت وقوع عدد من القتلى والجرحى ،

وكل هذه الاحداث زادت التوتر وسخونة الاوضاع والاحقاد وبات اللهب عندما يخبو لبعض الوقت يرخي تحته جمراً شديد الخطورة لا يلبث ان يشعل جبهات اخرى بعد وقت قصير .

ومع بداية العام 76 وسيل الاماني بان تكون السنة الجديدة سنة خير وسلام على لبنان واماني عريضة بأن يكون الميلاد برداً وسلاماً وسروراً على اللبنانيين ، وقداديس ترفع الابتهالات للأمل المرتجى ، كانت قلوبنا تخفق بدقات الخطر الماثل امامنا ،

وقد تعرضت مراكزنا في بيت شباب وديك المحدي وجل الديب وضهور الشوير لحصار عسكري من طرف الميليشيات اليمينية فاضطر رفقاؤنا الى الانسحاب منها تباعاً دون اراقة دماء ،

كما سقط مخيم الضبيه المجاور لكسروان ونهر الكلب بيد قوات الكتائب ونمور الاحرار ، من دون ان تقع فيه اعمال دموية كبيرة نظرا لكونه يضم المسيحيين الذين هجروا فلسطين عام 1948 .

كما كانت مناطق الدكوانه وسن الفيل وجسر الباشا والمنصورية تشهد جولات ساخنة من القتال مع مخيم تل الزعتر وجسر الباشا والنبعة وضهر الجمل ، وتقع فيها ضحايا مدنية من وتصاب الابنية والمؤسسات باضرار كبيرة .

وأذكر ان رفقاء لنا من آل حاموش تعرضوا للتصفية الجسدية في منصورية المتن ورفقاء آخرين من آل خليل في الضبيه ايضاً وعدد مهم من آل الحشيمي في برمانا ،

كما جرت تصفية الرفيق سمير دكاش وعائلته في منطقة العقيبة وهُجر كثيرون من القوميين عن تلك المناطق ، وخضع الباقون للضغوط والاعتقالات المتكررة .

وفي تلك الفترة دخلت على الميدان العسكري قوات الصاعقة وجيش التحرير الفلسطيني وتمركزت في عكار ومحيط طرابلس وفي البقاع .

وعلى الصعيد السياسي اصدرت الحركة الوطنية وثيقة تشبه ” مانيفست ” الثورة تتضمن مطالبها الاصلاحية في ما يتعلق بتطوير النظام اللبناني من جهة وحماية المقاومة الفلسطينية من جهة ثانية ،

كما اصدر الرئيس الجمهورية سليمان فرنجية ” الوثيقة الدستورية ” بالتشارك مع الجبهة اللبنانية التي تضم حزب الكتائب وحزب الوطنيين الاحرار برئاسة الرئيس كميل شمعون وتنظيم الرهبانية اللبنانية بقيادة الاباتي شربل القسيس ، وغاب عنها عميد الكتلة الوطنية ريمون اده بعدما تعرض لعدة محاولا اغتيال بين جبيل وبيروت فغادر لبنان نهائياً واقام في فرنسا ورفض ان يشارك حزبه في القتال .

يبرز هنا حدثٌ مهم تمثل بزيارة خارقة للروتين وللتاريخ ، قام بها الامين عبدالله سعاده الى دمشق حيث عقد عدة اجتماعات مع القيادة السورية المكلفة بمتابعة ما يجري في لبنان وهي تضم وزير الخارجية آنذاك عبد الحليم خدام ورئيس اركان الجيش السوري اللواء حكمت الشهابي وقائد القوى الجوية اللواء ناجي جميل ، وهم مكلفون من الرئيس حافظ الاسد بالملف اللبنلني .

عن هذا الموضوع المهم يقول الامين سعاده ان الاجتماع الاول كان عاصفاً جدا واستمر الى ساعات الفجر وتخلله صراع حاد واتهامات متبادلة بينه وبين الضباط الكبار وفتح لتواريخ قديمة وحديثة وكلها خطيرة الى درجة ان احد الضباط قال له كيف تواجهنا بهذه الحدة والصراحة وانت على بعد امتار قليلة من سجن المزة ، وهو يقصد ان يذكّره بما اصاب الحزب القومي من اضطهاد وتعذيب في هذا السجن الرهيب ،

ولكن الامين الذي لم يرهبه حكم الاعدام وعذاب السجون في لبنان بعد الانقلاب ، لم يكن يخيفه اي تهديد وتذكير .

وفي اليوم التالي كان الاجتماع اكثر هدوءاً ودخلوا في بحث الوضع اللبناني والفلسطيني بالتفصيل فطرح الامين سعاده مطالب الحركة الوطنية ومنظمة التحرير والوثيقة الدستورية ودار نقاش موضوعي حول كل البنود الى ان وصل الامر بالطرفين الى تفاهم مفصلي وتاريخي على معظمها ،

حتى انه بعد مراجعة الرئيس الاسد ، تم تفويضه بأن يبلغ الاطراف اللبنانية والفلسطينية بموافقة دمشق على الوثيقتين وعلى حل يوقف الحرب ونزيف الدم في لبنان ويحفظ المقاومة الفلسطينية ويحمي ظهرها لتستطيع متابعة عملها تجاه العدو . وقالوا للامين سعاده : ” معك كارت بلانش ” ان تبلغ باسمنا الموافقة على كل هذه الشروط .

وعلى هذا الاساس عاد الدكتور عبدالله الى بيروت فابلغ رئيس الحزب الامين انعام رعد بالنتيجة الايجابية ثم ابلغ الرئيس ياسر عرفات فابدى موافقته واثنى على عمله ثم قال له بأن من الضروري ان يذهب ويبلغ قائد الحركة الوطنية الاستاذ كمال جنبلاط ، فاجتمع به وابلغه النتيجة ورحب بها لكنه قال انه يعتقد بأن الرئيس الاسد محشور بالضغوط العربية والدولية ولذلك وافق على المطالب ، وانه من الافضل ان نستمر في المواجهة للحصول على ما هو اكثر .

لقد ضاعت فرصة ثمينة لإنهاء الحرب باقل الخسائر وستضيع فرص ٌ اخرى تباعاً .

عند هذا الحد توقفت المساعي وباءت بالفشل وانفتح الميدان على جولات اخرى من العنف في كل لبنان وزاد الشق والشرخ بين دمشق من جهة والحركة الوطنية ومنظمة التحرير من جهة ثانية ، ليكون ذلك الشق فرصةً تاريخية استفادت منها الجبهة اللبنانية استفادة كبيرة في تنفيذ مشروعها وحربها ضد الفلسطينيين واليسار اللبناني .

وهذا ما سنبيّنه في الفصول اللاحقة ، فالى اللقاء مع ذكريات الجمر والرماد ، واسلموا للحق والجهاد وانتبهوا لما يجري اليوم ولوجه الشبه في ( تفويت فرص الحلول ) وتدهور الاوضاع نحو الحرب لنتفاداها قبل فوات الاوان

“Storm on the great Middle-East” by French Ambassador Michel Rainbow

Preparation for Syria onslaught in 2011 started in 2001 with the  US/Israel Syria Democracy Program.

In 2009, Italy defense minister Mario Moro witnessed the construction of many building in Kurdistan  Iraq and they told him that they preparing, ahead of time,  for the massive Syrian refugees.

كتاب جريء لسفير فرنسي سابق
الاسد اصلاحي، وسورية ضحية مؤامرة

سامي كليب :
لو صدر كتاب السفير الفرنسي السابق ميشال ريمبو قبل عامين لكن تعرَّض، على الارجح، لهجمة شرسة من الراغبين باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد، لكن صدوره الآن في مناخ القلق من ارتداد الارهاب الى اوروبا، وفي ظل بداية الانعطافة الاطلسية صوب التعاون مع الاسد، قد يسمح للقاريء الفرنسي بأن يعرف حقيقة ما حصل في سورية وفق نظرة دبلوماسي عريق يشرِّح الاهداف الاميركية والاسرائيلية والخليجية والتركية، ولكن أيضا الاسباب النفطية الكامنة وراء الرغبة في تدمير سورية .

عنوان الكتاب الذي صدر قبل يومين هو :  Tempete sur le grand Moyen-Orient  ( عاصفة على الشرق الاوسط الكبير) ، وفيه تشريح للصراع الدولي بين محورين وللأحلام الاستعمارية وغيرها ناهيك عن حاجة اسرائيل الى تدمير سورية. ويخصص قسما مهما من الكتاب للازمة السورية والصراع فيها وعليها،

مُقدِّما معلومات دقيقة وخطيرة عن بعض رموز المعارضة وارتباطها بالاستخبارات الاميركية وبكيفية تصنيعها من قبل الغرب، كما يشرح أسباب السعي الدولي والخليجي والتركي والاسرائيلي للقضاء على آخر دول المواجهة العربية.

اليكم مثلا هذه القصة ( ص 397 ) : في كانون الثاني/ يناير 2014 روى وزير الدفاع الايطالي السابق السناتور ماريو مورو انه كان يقوم بزيارة الى كردستان العراقية عام 2009، فزار ورشة بناء، وسأل عن الغاية من تشييد كل هذه المباني، فكان الجواب : ” انها للاجئي الحرب في سورية ” . اي ان ذلك حصل قبل اقل من عامين على بداية الحرب السورية. بمعنى آخر ان التخطيط للحرب بدأ قبل كل ما وصف بالربيع العربي.
ا

لقصة خطيرة ؟ عال ، اليكم أخطر منها : ” ان الثورة السورية قد خُطِّطت بمساعدة Syria Democracy Program ( برنامج سورية للديمقراطية ) الذي تموله احدة المنظمات غير الحكومية المرتبطة بالاستخبارات الاميركية سي آي اي … وان العدوان الامبريالي على سورية قد تمت برمجته منذ صيف عام 2001

ومن المهم التذكير ان دنيس روس احد المستشارين من المحافظين الجدد لباراك اوباما ثم المستشار الخاص لهيلاري كلينتون هو الذي كان خلف فكرة جعل المجلس الوطني السوري المعارض، محاورا اولا للغرب .

معروف ان روس هو شخصية يهودية صهيونية اميركية داعمة بشدة لاسرائيل ووصفته صحيفة هآرتس بانه الشخصية الاكثر قربا من نتنياهو، و بعد شهر من تنحيته عن منصبه كمستشار لاوباما للشرق الاوسط عاد الى تولي منصب رئيس مشارك في ‘معهد تخطيط سياسات الشعب اليهودي’ ومقره في إسرائيل. ( يعرف السوريون والفلسطينيون انهم حين كان يأتيهم مع الوفود الاميركية للتفاوض كان اكثر شراسة من الاسرائيليين انفسهم )
ا

لواقع ان السفير والكاتب الفرنسي ريمبو يعرض في كتابه هذا اسماء مسؤولين او ناطقين رسميين في المعارضة السورية مرتبطين بالمخابرات او الاجهزة او المؤسسات الغربية . ويشرح كيف قام الائتلاف المعارض بمبادرة قطرية ورعاية فرنسية وتركية، بينما تم تهميش المعارضة النخبوية والعلمانية والديمقراطية وبينها مثلا هيئة التنسيق والدكتور هيثم مناع .

ولا يستني الكاتب أحدا من الفصائل المسلحة فهي جميعا تدور في فلك التطرف الاسلامي، وبينها الجيش الحر الذي ” ومنذ المواجهات الاولى تشكَّل من ناشطين متطرفين تابعين للاخوان المسلمين وسرعان ما صار تحت الوصاية الاميركية والتركية وخضع لاملاءات الشيخ عدنان العرعور الداعية المتطرف والمهووس بفكرة قتل العلوي بشار الاسد ” .

كل هذا مهم ، ولكن من المهم كذلك في الكتاب صورة الرئيس بشار الاسد، فهذه بحد ذاتها جرأة كبيرة من سفير فرنسي سابق وسط مناخ سياسي واعلامي رافض اي كلمة ايجابية عن الرئيس السوري . فهو يرى ان الاسد :” اصلاحي صادق، ورجل علماني عرف كيف يطعِّم القومية القومية العربية بمكتسبات التربية الغربية، وهو منفتح على الحداثة “

ويقول انه فور وصول الاسد الى السلطة قدَّم اكثر من 150 مرسوما لتحرير الحياة السياسية ولبرلة الحياة الاجتماعية والاقتصادية ، كما انه ومنذ بداية الازمة قام بالعديد من خطوات العفو لصالح الذين لا دماء على اياديهم ، وحين كان للتوصيف مكان كان يمكن القول انه رئيس دولة تقدمي مختلف تماما عن الحكومات الظلامية التي سعت للاطاحة به ” .

ويضيف الكاتب : ” ان صور الجزَّار التي لا تتوافق مع هذه الشخصية، انما اختُرعت من قبل وكالات اتصال دفعت لها اموال من قبل دول البترو دولار ” ، ويحلو للسفير السابق ان يسمي بعض هذه الدول برافعة شعار ” البدوديمقراطية ” . ويعود الى استطلاع للرأي اجرته الاستخبارات الاميركية سي آي اي يؤكد ان الرئيس لا يزال يتمتع بشعبية تتراوح بين 60 و 80 بالمئة .

كما يفند كل الاكاذيب الغربية والعربية التي تقول انه نظام علوي ويشرح ان 80 بالمئة من اعضاء الحكومة والبرلمان هم من السنة اضافة الى ادارات الدولة ومؤسساتها والطبقة البرجوازية فيها .

وخلافا للمنطق القائل بان المعارضة كانت سلمية وان النظام هو الذي دفعها للسلاح ، فان الكاتب يعود الى 6 حزيران/ يونيو تاريخ مجزرة جسر الشغور التي قتل فيها اكثر من 120 جنديا وضابطا بدم بارد، ليشرح ان عناصر الامن والجيش كانوا عرضة لكمائن منذ الاشهر الاولى للانتفاضة .

واذ يسخِّف السفير الفرنسي السابق المعارضات التي اخترعها الغرب والخليج وتركيا، فانه يعتبر ان معظمها قد انتهى ومات، ويتحدث عن صلابة المحور الذي يجمع النظام السوري مع حزب الله وبغداد وطهران وموسكو وبكين . ويشن حملة شعواء على التحالف الدولي من اصدقاء سورية الذي يضم ” في سلة العقارب نفسها كل الدول المعادية للقضايا العربية والاسلامية ”

ويعيد نشر وثيقة سرية ومهمة حول مستقبل سورية ” لو نجح التحالف الاسلامي الامبريالي ” وفي مقدم ما تحمله : ” التخلي عن هضبة الجولان ولواء اسكندرون وتسليم كل اعضاء حزب العمال الكردستاني والغاء كل الاتفاقيات مع الصين وروسيا وتمرير المياه من سد اتاتورك الى اسرائيل وتجميد العلاقات مع طهران وبكين وموسكو وقطعها مع حزب الله واقامة نظام اسلامي لا سلفي ” .

وماذا عن النفط ؟
يجيب السفير الفرنسي السابق ريمبو : ” في خلال البحث في ملف النفط، اكتشف جيوستراتيجيونا فجأة الموقع –المفتاح لسورية، ذلك انه لتمرير النفط والغاز من الخليج وايران وقطر والشركات الاميركية والروسية الى اوروبا يجب المرور حكما بالاراضي السورية… وقد اكتشف معهد واشنطن لسياسات الشرق الاوسط المرتبط باللوبي اليهود الاكثر تأثيرا في اميركا ( ايباك ) ان الاراضي السورية تضم احتياطات نفطية هائلة وكذلك دول الجوار حيث بدأت اسرائيل منذ عام 2009 باستخراج الغاز ..

وبدأت رحى الحرب تدور لاجل ذلك ، كما ان قطر بحاجة لضمان تصدير غازها الى اوروبا لمواجهة المنافسة الروسية والايرانية وحاولت بالتالي الحصول بالقول على طريق لانبوب الغاز عبر سورية ”

صحيح ان اميركا لن تعود بحاجة الى نفط المنطقة بعد اكتشافاتها الاحفورية الصخرية الهائلة في هذا المجال، ” لكنها تريد منع منافسيها وخصوصا الصين من الوصول الى هذه الآبار ” . نذكر ان هذا كان سببا خلف احتلال العراق ايضا وفق ما يقول الخبير النفطي الفرنسي بيار تيريزيان .

لا شك ان الكتاب جريء وفيه تحليل مهم يتخطى المعلومات، وفيه خصوصا وضع اصبع على احد ابرز اسباب الحرب في سورية ، اي صراع المصالح الكبرى والقوى الدولية . فلولا سورية لما تفاقمت ازمة اوكرانيا، ولولا صمود سورية لما استطاع فلاديمير بوتين ان يكون لاعبا بهذه الاهمية . هذا ايضا ما نفهمه من الكتاب .

لا شك ان مجرد قول كل ذلك فهو انجاز كبير ومهم وجريء من قبل سفير سابق، ولا يسعني الا ان اشكر الزميل ماجد نعمة السوري الاصل والقلب وصاحب مجلة “ Afrique-Asie ” افريقيا آسيا الذي اهداني الكتاب ليلة نزوله الى المكتبات، والذي يعرض ابرز اجزائه في العدد الشهري لمجلته الذي يصدر اول نيسان/ ابريل وفيه غلاف هام حول اسباب خطأ الغرب في سورية .

لعلنا سنشهد الكثير من هذه الاسرار في المرحلة المقبلة، لان الجيش السوري عاد حاجة غربية اساسية لضرب الارهاب .


adonis49

adonis49

adonis49

December 2019
M T W T F S S
 1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
3031  

Blog Stats

  • 1,518,878 hits

Enter your email address to subscribe to this blog and receive notifications of new posts by email.adonisbouh@gmail.com

Join 764 other subscribers
%d bloggers like this: