Adonis Diaries

Archive for December 21st, 2019

Memoir of Kamal Nader: Amber and Ashes. Part 21

ذكريات الجمر والرماد . 21.

كان شتاء العام 1976 فترة فاصلة في تاريخ الاحداث الجارية على ارض لبنان وفي الشرق عموما ،

وبعد الفرصة التي حملها الدكتور عبدالله سعاده والتي تمثلت بارساء تفاهم ينهي الحرب ضمن تلك الفترة الزمنية ، سقطت فرصةٌ ثانية عندما فشل الاجتماع الطويل الذي انعقد بين وفد الحركة الوطنية برئاسة الاستاذ كمال جنبلاط والرئيس حافظ الاسد في اواخر شهر شباط 76 ، وخرج الرجلان اكثر تباعداً واختلافا .

وما هي الا ايام قليلة حتى وقع انقلاب ” الاحدب ” في 11 اذار وانشق الجيش اللبناني وظهر “جيش لبنان العربي ” بقيادة الرائد احمد الخطيب تدعمه منظمة التحرير والحركة الوطنية ،

فانفصل الجنود والضباط عن بعضهم والتحق كل فرد بمنطقته الجغرافية والطائفية ونهبت الاسلحة والثكنات ، واصبحت الميليشيات تمتلك دبابات ومدفعية ثقيلة مع طواقمها ، ووقعت كوارث فظيعة في عدة مناطق .

ففي المتن الشمالي جرت معارك طاحنة ابرزها معركة المتين التي ربحتها الحركة الوطنية لكنها توقفت عند حدود بولونيا ولم تتقدم الى ضهور الشوير ،

ثم حدث شيء مفاجئ وغريب إذ انسحب الجيش من عينطورة وتراجع الى مجدل ترشيش دون اعلامنا ، فدخلت قوة من الكتائب وارتكبت مجزرة رهيبة راح ضحيتها واحد وعشرون من ابناء البلدة بينهم نساء واطفال ومنهم الامين نسيب عازار وما زالت تلك المجزرة ترخي بثقلها على تاريخ المتن وعلى الحزب القومي ، وتقام كل سنة في 28 اذار مراسم لاحياء ذكرى الشهداء .

اما في الكورة فقد كدنا نقع في ورطة كبيرة عندما استولت احدى الميليشيلت الشمالية على كتيبة مدفعية ثقيلة للجيش ، واخذتها نحو منطقة تمركزها ، لكننا تنبهنا للأمر وهي تمر في اميون فاوقفنا القاقلة واخذنا المدافع وهي من عيار 122 ميدانية ، مع ذخائرها وشاحناتها ، ثم اطلقنا سراح الجنود وساعدناهم على الوصول الى قراهم في البقاع وعكار .

في تلك الفترة خسرنا عدة شهداء اذكر منهم الشهيدين جرجي جنورة وسعاده ضاهر من اميون وحنا غازي من ” بصرما ” وطه القدور من طرابلس وشوكت علم الدين من المنيه ،

وازدادت وطأة الحرب والموت علينا كما تصاعدت حدة التوتر بين الكورة والمناطق الجبلية المحيطة بها .

وفي بيروت قام جيش لبنان العربي بقصف القصر الجمهوري بالمدفعية الثقيلة على يد ضابط محترف سدد اصابات دقيقة اليه غرفةً غرفة ، ما اضطر الرئيس سليمان فرنجية الى مغادرة القصر فانتقل الى بلدة ” الكفور ” في كسروان بجوار بلونة وسهيلة ، واقام هناك وادار امور الرئاسة من القصر البلدي الفخم في ذوق مكايل .

هناك جاءه في شهر نيسان 76 موفدٌ امريكي يدعى ” دين براون ” وحاول اقناعه بترحيل المسيحيين من لينان الى كندا واوستراليا ، وفسح المجال لتوطين الفلسطينيين مكانهم ، فما كان من الرئيس فرنجية الا ان رد يوجهه ردا قاسيا وانهى الاجتماع معه بشكل حازم رافضا هكذا افكار وعروض ،

فغادر المبعوث الامريكي وهو يضمر غضبا وتهديدا مبطنا للبنان . والى اليوم ما زال الموفدون الامريكيون يحملون الينا التهديدات ومشاريع التوطين والخراب وكل ذلك خدمةً للكيان الصهيوني .

بعيد ذلك ” المبعوث ” اشتد الحصار على مخيمات تل الزعتر وجسر الباشا والنبعة ، ودارت معارك كر وفر وقصف عنيف ، فقررت ” القوات المشتركة ” اللبنانية والفلسطينية ان تقوم بهجوم واسع على المتن وكسروان بشكل رئيسي ، وحصل ذلك في اواخر ايار انطلاقاً من ” عيون السيمان ” باتجاه ميروبا وحراجل وعجلتون ،

ولم تستطع قوات الكتائب والجبهة اللبنانية أن تصمد طويلا امام الهجوم الكثيف ، وبدأ الناس يهجرون القرى والمدن هناك باتجاه قبرص عبر البحر ،

واصبحت الجبهة اللبنانية امام كارثة حقيقية فاجتمع الرؤساء فرنجية وشمعون وشارل حلو وشربل القسيس ووجهوا نداءً عاجلاً الى الرئيس حافظ الاسد لإنقاذ المسيحيين ، وذلك بعدما اتصل كميل شمعون مع الامركان عبر ابنه دوري الموجود في واشنطن ، طالباً تدخل الاسطول السادس الامريكي ، فكان جواب هنري كيسينجر :” نحن لا نستطيع ان نتدخل واسرائيل غير قادرة نتيجة الظروف الشرق اوسطية ، وننصحكم بالاستعانة بالاسد ” .

تلقت دمشق النداء فتحركت قواتها بسرعة لوقف الهجوم حتى انها استعملت الطيران الذي رسم بالنار خطا احمر في اعالي جبال كسروان ومنع تقدم القوات المشتركة الى ما دون ذلك الخط فتوقف الهجوم وشعر المواطنون بالامان وعاد الذين هاجروا الى قبرص .

حصل ذلك في يومي 30 و31 ايار 76 ، ويقول التاريخ إن هنري كيسنجر كتب في مفكرته بتاريخ 1 حزيران عبارة بليغة التعبير قال فيها : ” لقد دخل الاسد الى الفخ الذي نصبتُه له في لبنان ” .

إن كل من يريد ان يفهم مجريات تلك الحرب التي سماها الاستاذ غسان التويني ” حرب الآخرين على ارضنا ” يجب ان يعرف مغزى عبارة هذا الوزير الامريكي اليهودي ويتمعن في معانيها ،

واذا شئتم ان تربطوا بينه وبين اليهودي ” كوشنير ” صهر الرئيس الامريكي الحالي ترامب والمبعوثين اليهود الذين ياتون الينا ومعظمهم يحملون اسم ” ديفيد ” ، فان الصورة عما يجري ولمصلحة من هذا الذي يجري ستصبح واضحة .

يطول الحديث فنترك بعضه الى الحلقات القادمة ، والى اللقاء ، واسلموا للحق والخير والنضال لأجل بلادكم وشعبكم المصلوب على تقاطع مصالح الامم الكواسر .

After 50 years of struggle: What Lebanon political systems offered me?

لقد مرّ نصف قرن من عمري وليس للبنان الرسمي فضل عليّ

إيماني بالتراب وبالأرض أنا، مثل كل مواطن ومواطنة لبنانية، صامدة بالرغم من كل الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي قَطَعتُ بها أنا ووطني.

أنا صامدة!!!!
منذ نعومة أظافري وأنا أذهب الى المدرسة تحت القصف والقتل… ولبنان الرسمي مساهم … لكن لبنان الوطن مثلي يُصارع…..

رسمتُ لنفسي خطوطاً عريضة وقررت أن أغيّر في نفسي وأخرج عن كل ما فُرض عليّ من تراكم تقاليد لأغيّر في مُحيطي. دخلت الجامعة الأميركية درستُ علم الاجتماع وعلم الانسان ولكن دراستنا كانت متقطعة بسبب كثرة القتل والاجرام بين أبناء الوطن الواحد… ولبنان الرسمي مساهم… لكن لبنان الوطن مثلي يُصارع ليبقى…

أذكر مرة أُعدم جارنا تحت شرفة منزلي.. شاب كان بعمري… في غياب أمه أُعدم على الطريق.. ثم وُضع في كيس نفايات ورُمي في المستشفى، ركضت الى المستشفى أفتّش عنه بين الأكياس المتراكمة من القتلى لأنظّف وجهه كي لا تراه أمه في هكذا حالة. منذ ذلك الوقت وأنا مصممة على التغيير فليس لوطني ذنب بالذي يحصل ويدور إنما ذنب لبنان الرسمي…

أصبح هاجسي الخدمة العامة وخدمة كل من لا يجرؤ….
أصبح عملي نشر الوعي ومحاربة الجهل…..
أصبح شغفي نشر المحبة والتآلف بين قلوب أبناء الوطن الواحد…

ولكن لبنان الرسمي يعمل مضاداً لهكذا قيم ولبنان الوطن الذي يفتّش عن نفسه بدأ يتلاشى مع تقطّع أوصاله…
ولكنني عملتُ كافحتُ تطوّعتُ وخدمت وجاهدت لأكوّن نفسي فبنيتُ عائلتي الصغيرة وتبنّيت عائلات كثيرة وليس للبنان الرسمي فضلٌ عليّ….

مرّ نصف قرن من عمر السنين وأمضيتُ عمري أكافح…
في وطني أرض المياه أرض الخير والكرم مازلت أشتري ستيرن المي إلى منزلي ..…..
في وطني ما زلت أغلق نوافذ غرفتي هربا من ضجيج الموتورات ورائحة المازوت القاتلة….
في وطني وطن الحرف ووطن الثقافة أصبح العلم قليل والجهل كثير..

في وطني يموت المريض على أبواب المستشفيات وليس هناك من محاسب…
في وطني مازال أولاد المرأة اللبنانية بلا هوية وبلا وجود ، هل نحن نعي أهمية وخطورة هكذا قضية…
في وطني الفساد مستشري في كافة مؤسسات الدولة وليس هناك من مُحاسب…..

في وطني إذا ما إلك ضهر إنت ما إلك وجود… ممكن تنحبس وملفّك يضيع في غياهب أروقة المحاكم وتبقى سنين محبوس من دون حكم وما حدا بيعرف شي عنك.. والأنكى من ذلك إنك ممكن تنقتل بالحبس من قبل المافيات وما حدا يعرف شو صار……
في وطني لبنان الرسمي يترك لبنان من دون رئيس لحسابات مذهبية أساسها شخصية.

في وطني الذي يتغنى بدستوره، لبنان الرسمي لا يحترم دستور ولا قانون ويُخيط الامور ويُقولب القوانين لتُناسب مقاسه.
في وطني أنا رقم ما بعرف إذا معدود…
في وطني أنا ما إلي حقوق أنا مش إنسانة …

وهيدا كلّه بسبب لبنان الرسمي بينما لبنان وطني يُصارع ليبقى، فينتظر….

خارج الوطن…….
في السفارات… للحصول على الفيزا، أنا بتجرّص
في المطارات….. أنا لبنانية وكأنها كلمة موازية لشيء مُخيف مشبوه بالاضافة إلى كوني درجة ثالثة في الانسانية…
في المحافل الدولية…. أفتخر لأنني أمثل بلدي الذي عملت كل عمري في خدمته ولكن أجد لبنان الرسمي قد سبقني في الوجود فأجد ترتيب

وطني في أسفل اللوائح من الانجازات والعمل الدؤوب والتغيير ذلك لأن الرسمي يذهب إلى المؤتمرات لهدف السياحة والترف بالاضافة إلى الرسوم التي تُدفع للرسمي لكي يمثّل الوطن!!!!!
ترتيبنا في اللوائح العالمية على جميع الأصعدة والمجالات هو شئ مخزٍ ومُجرّص إلى أقصى درجة …

السؤال هنا، من ذا الذي يجعل لبنان الرسمي رسمياً؟
من ذا الذي يُكلّف هذا أو ذاك في منصب يُسخّره لمصلحته الخاصة ولملذّاته؟
من ذا الذي يسمح لهذا أو ذاك أن يغتصب خيرات وطني؟

من ذا الذي يسمح لهذا أو ذاك أن يُختصر وطني في اسمه؟
من ذا الذي أعطى هذا أو ذاك صك ملكية الوطن ليبيع ويشتري فيه كيف ما يشاء؟

ألسنا نحن من نأتي بهؤلاء؟
ألسنا نحن من نخاف أن نغيّر؟
كيف من الممكن أن تكون الأوضاع أسوء من ذلك؟

فلنتجرأ ونجّرب التغيير كفانا تجريص

نريد أن نُعيد للوطن كرامته..
نريد أن نعمل جميعاً بيد واحدة ونُبعد أفكارهم الخبيثة عن فكرنا…
نريد أن نغيّر..
نريد أن نُطّور وأن ننتج وأن نحقق…

نريد أن يبقى أولادنا في الوطن وأن يكونوا هم ديناموا التطور والتوسّع…
نريد أن نرفع رأسنا في وطننا وفي خارجه ونقول أنا لبنانية أنا لبناني!

#صار_الوقت هلق لحتى نتحرك بشكل بنّاء ونرفض كل تراكمات تاريخنا وكل ما فرضته علينا عوامل الجغرافيا من المحيط والمنطقة …

صار الوقت لكي نتكاتف ونوحّد صوتنا ومطلبنا الأساسي من الحصول على حقنا الإنساني من الحياة الكريمة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى… فلنستغل هذه الفرصة لمصلحتنا التي تنبع من مصلحة وطننا الجامعة.
وكل إنسان فينا مسؤول #منا_وجر

خلود الوتار قاسم 15/12/2019


adonis49

adonis49

adonis49

December 2019
M T W T F S S
 1
2345678
9101112131415
16171819202122
23242526272829
3031  

Blog Stats

  • 1,518,867 hits

Enter your email address to subscribe to this blog and receive notifications of new posts by email.adonisbouh@gmail.com

Join 764 other subscribers
%d bloggers like this: