How West Beirut resisted to world pressures in 1982?
Posted by: adonis49 on: February 25, 2020
How West Beirut resisted to world pressures in 1982? Part 30
Kamal Nader posted on Fb his biography Amber and Ashes
ذكريات الجمر والرماد . 30 .
عندما وصلت الحرب الى بيروت وتم حصار القسم الغربي منها ، جرى تحصينها بشكل قوي جدا وغير قابل للاختراق برغم كل القصف الجوي والبحري والمدفعي ،
وكان المدافعون عنها مصممين على الصمود الى ما لا نهاية ، ومن بين المدافعين كان هناك لواء من الجيش السوري هو اللواء 83 صمد وقاتل الى جانب القوات الفلسطينية واللبنانية المدافعة عن بيروت .
ولقد بدا واضحا لإسرائيل وامريكا وللدول العربية ان اختراق بيروت الغربية شبه مستحيل خصوصاً بعد معركة المتحف التي اشرنا اليها في الحلقة السابقة .
والجدير بالذكر ان اهالي بيروت تحملوا الحصار والعطش والحرمان من الكهرباء والنقص في المواد الغذائية وحتى الخبز والطحين ، ولم تصدر اصواتٌ تطالب الصامدين بالاستسلام والخروج من بيروت .
كانت الروح القومية ما زالت قوية ولم تتحول الى تيار يتحرك بالعصبية المذهبية والمال كما حصل بعد 1992 .كما أن القيادات السياسية والشعبية ابدت الصبر والصمود ولم تطالب المقاتلين بالتسليم لشروط العدو .
وكان فيليب حبيب يفاوض نيابة عن بيغن وشارون ، تارةً بالديبلوماسية وطوراً بالقصف الجهنمي عندما يرفض المقاتلون شروط الاستسلام والرحيل . وقد توصل اخيرا الى اتفاق مع منظمة التحرير يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من لبنان الى بلدان عربية بعيدة عن فلسطين كاليمن وتونس والسودان
، وخروج اللواء 83 السوري الى البقاع، وأن تزال الالغام والتحصينات من محيط بيروت الغربية وان تفتح الطرقات مقابل ان يتوقف القصف الاسرائيلي ، وقدمت امريكا ومجلس الامن الدولي ضمانات بعدم دخول القوات الاسرائيلية او غيرها الى بيروت الغربية وبضمان امن المخيمات الفلسطينية ،
وعلى هذا الاساس غادر ياسر عرفات وقادة منظمة التحرير ومقاتلوها ومختلف الفصائل بيروت على متن سفن قدمت خصيصا لنقلهم الى ” المنافي البعيدة ” وجرى لهم وداعٌ مؤثر جدا شارك فيه كثير من السياسيين وقادة الاحزاب اللبنانية والحركة الوطنية .
في هذا الجو الصاخب والمذهل كان قد تم انتخاب بشير الجميل رئيسا للبنان ، وهو انتخاب مصاب بكثير من العيوب الدستورية والسياسية خاصة وانه تم تحت بنادق الاحتلال وجنازير دباباته ، فقد جرى جلب عدد من النواب الى ثكنة الفياضية بواسطة ملالات اسرائيلية وجمعوا هناك وصوتوا على تنصيب رئيس يتعامل مع دولة العدو وينسق معها منذ زمن بعيد اعمالا حربية ادت وتؤدي الى قتل ابناء الوطن وتدمير عمرانه وقصف مدنه وعاصمته ،
وكل هذا يقع تحت احكام الدستور وقانون العقوبات وبند الخيانة العظمى والتآمر على سلامة الوطن .
جرى هذا الانتخاب في القسم الاخير من شهر آب 1982 ، وشعر انصاره بالنصر وبشروا بولادة “لبنان الجديد ” وتوقع الصهاينة ان يعقد بشير معاهدة صلح معهم وان يكون لبنان رأس السهم في توجههم نحو الفرات ، الخط الازرق الاعلى في علم اسرائيل ، وان يكون الخاصرة الخطيرة التي تحاصر سورية وتلتف حولها من جهة البحر ،
واعتقدوا هم والامركان بأن الشام لا بد ان تستسلم وتوقع الصلح في وقت ليس بعيداً ، وقد جرى لقاء بين بشير الجميل ومناحيم بيغن في مستعمرة نهاريا الساحلية للطلب منه والضغط عليه لتوقيع الصلح في اقرب مدة بعد استلامه الرئاسة في 23 ايلول حسب المهل الدستورية للنظام اللبناني إذ انه في هذا التاريخ عادة ما تنتهي ولاية رئيس وتبدا ولاية الرئيس التالي .
لكن ذلك لم يحصل ففي 14 ايلول حصلت عملية حبيب الشرتوني في الاشرفية فقتل بشير الجميل وتحطمت احلام اسرائيل وامريكا فاصيبوا بنوع من الهستيريا والجنون ،
وفجأة سقطت كل الضمانات الدولية واندفعت قواتٌ اسرائيلية لتجتاح بيروت الغربية وسط ذهول الناس واحباط عام عند المقاتلين الذين خدعهم فيليب حبيب ففككوا خطوط دفاعهم وتحصيناتهم ، وهكذا اصبحت كل بيروت تحت الاحتلال وسادت حالة من الفوضى والضياع عند القيادات والشعب ،
ثم جلب الاسرئيليون ميليشيات عميلة لهم جلبوها من الشريط الحدودي وشاركتها مجموعات من القوات اللبنانية واباحوا لهم مخيمات فلسطينية طيلة ثلاثة ايام ونصف فارتكبوا مجزرة هائلة في مخيمي صبرا وشاتيلا ذهب ضحيتها اكثر من 1400 قتيل من النساء والاطفال والكهول وبعض الفتيان الذين لم ينسحبوا مع اخوتهم المقاتيلن الذين خرجوا الى المنافي ، وصحا العالم على اهوال مذبحة تعيد مشهد المذابح التي ارتكبتها عصابات الصهاينة في فلسطين ومصر وجنوب لبنان خلال كل تاريخ الصراع مع هذا العدو الذي ما زال يسفك دمنا كل يوم .
وسط هذا الجو الرهيب انطلقت اعمال المقاومة الوطنية ،
وكانت طليعتها عملية ” الويمبي ” الشهيرة التي نفذها البطل القومي خالد علوان في شارع الحمرا ببيروت حيث شاهد ضباطا اسرائيليين يجلسون في ذلك المقهى فهاجمهم بواسطة مسدس واصاب عددا منهم فسقطوا بين قتيل وجريح ليغيب هو بين الناس الذين امنوا له مجال التخفي والخروج من مسرح العملية دون ان يستطيع الصهاينة ان يعتقلوه .
كانت هذه العملية الصدمة الايجابية التي اوقفت روح الهزيمة والاستسلام واطلقت روح المقاومة والرد فتتابعت بعدها العمليات ضد الجيش الاسرائيلي وكانت ابرزها عند ” محطة ايوب ” وكورنيش المزرعة وجسر الكولا وعائشة بكّار وكلها عملياتٌ ناجحة وتشارك فيها مقاتلون قوميون وشيوعيون ويساريون جمعهم النضال ضد العدو وادت الى تدمير واعطاب آليات مصفحة ومقتل وجرح عدد كبير من الجنود الصهاينة ،
وهذا الامر ادخل الرعب في قلب جيش العدو فقرر الانسحاب من بيروت الى خلده وراح الجنود يذيعون بمكبرات الصوت نداءات يرجون فيها من الناس ألا يطلقوا النار عليهم ويؤكدون بأنهم خارجون من مدينتهم .
خرجوا اذن لكن العمليات لاحقتهم في الضاحية الجنوبية وعند تقاطع ” كاليري سمعان ” وكورنيش الحدث ، وخلده ،
وفي الجبل واشهرها عملية عاليه التي نفذتها مجموعة من القوميين بقيادة عاطف الدنف كمنت لمدة ثلاثة ايام في بستان يرتفع فوق طريق بيروت – شتورة وانتظرت الى ان وصل باصٌ محمل بالجنود تحرسه جيبات ودبابة ثقيلة فهاجموا الرتل بالقذائف الصاروخية ( آر بي جي ) وبالرشاشات فدمروا الدبابة والجيبات وامطروا الباص بالرصاص ثم انسحبوا الى قراهم الجبلية .
كانت حصيلة العملية باهظة جداً على اسرائيل وتبعتها عمليات عديدة في قرى بعلشميه ورويسة البلوط وراس المتن ،
الى درجة جعلت وزير حرب العدو ارئيل شارون يأتي شخصياً ليعاين هذه القرى التي كان يفترض من الناحية المذهبية بأن تكون موالية له او على الأقل مسالمة مع قواته .
ويروي القوميون في الرويسة انهم اثناء وجود شارون وجدوا أن من الممكن الاغارة عليه وعلى موكبه وقتله لكنه غادر بسرعة قبل ان تكتمل خطواتهم لضربه ونجا من موت شبه مؤكد .
لكن وبكل اسف كان هناك عملاء لهذا العدو وشوا بالمقاومين فجرى اعتقال البطل عاطف الدنف وسجنوه مع رفاقه في معتقل ” انصار ” حيث كان هناك ايضاً سمير خفاجة وامين الاحمر وفيصل الحلبي وهم الذين كانوا في 21 تموز 82 قد نفذوا عملية بارزة سموها ” اسقاط سلامة الجليل “ وهو الشعار او العنوان الذي اعطاه الصهاينة لحربهم واجتياحهم لبنان .
ففي ذلك التاريخ 21 تموز تمكن القوميون من توصيل ثلاثة صواريخ ” غراد ” بواسطة شاحنة بيك أب محملة بالخضار من البقاع الى حاصبيا ، ثم نصبوها عند نقطة ” سوق الخان ” واطلقوها على مستعمرة كريات شمونة في الجليل ليقولوا لبيغن وشارون إنكم لن تكونوا بمأمن لا انتم ولا مستعمراتكم في ارضنا المحتلة .
كان بيغن قد تباهى امام اليهود والعالم قبل يومين من العملية بأن قال ” إنه بتعهد بان لا يسقط اي صاروخ او قذيفة على الجليل طيلة اربعين سنة “ ، فجاءه الرد ليس ببيان كلامي بل بالنار والارادة والشجاعة ،
ويقوم حالياً نصبٌ تذكاري في النقطة التي اطلقت منها الصواريخ في سوق الخان … والمؤسف انه كان هناك ايضا عملاء وشوا بالمقاتلين فتم اعتقالهم وسجنهم في معتقل ” انصار ” وهناك التقوا مع رفاقهم ليخططوا لعملية الخروج الكبير من المعتقل في 8 آب 1983 . وهي عملية اذهلت اسرئيل وترقى بمستواها لتشابه عملية ” الفرار الكبير ” في الحرب العالمية الثانية والتي يتفاخر بها الامريكان ووثّقوها في فيلم سنمائي يحمل هذا الاسم .
طال النص فالى اللقاء واسلموا للحق والجهاد لأجل بلادكم الجميلة والعظيمة والكريمة .
Leave a Reply