Return from Exile of Leader Antoun Saadi to Lebanon in 1947
Posted by: adonis49 on: March 19, 2020
Return from Exile of Leader Antoun Saadi to Lebanon in 1947
The greatest mass for welcoming exiled Leader Antoun Saadi in the Near-East: People flocked from Syria, Jordan, Palestine and even from Iraq to meet Saadi at the airport. Saadi founded the Syria National Social party in 1933 under the French mandated power to Lebanon
The Lebanese government, headed by President Bechara Khouri and Riad Solh PM, immediately issued a decree to arrest Saadi, but failed.
This treacherous government, allied to Israel, finally managed to execute Saadi after a mock 24-hour trial in 1949.
Nabil Mahfoud posted on FB. March 10 at 9:23 AM ·
أضاء سعاده سماءنا لحظة كالشهب ثم اختفى. لكنه فعلاً لم يختفِ. ها نحن نحتفي بمرور مئة عام على ميلاده،
وها نحن قد أتممنا جمع أعماله الكاملة في أحد عشر مجلداً نضعها في أيدي الاجيال الطالعة. نحن مدينون لهذا الانجاز الكبير الى مؤسسة سعاده الثقافية وللباحثين والعاملين فيها.
أذكر اليوم الذي شاهدته فيه للمرة الاولى. وكان لدى عودته من المهجر في آذار عام ،1947 أي سنتين وبضعة أشهر قبل انطلاق الثورة القومية الاجتماعية الاولى وإعدامه.
كان آتياً من طريق القاهرة حيث ذهب نعمة ثابت وأسعد الاشقر لاطلاعه مسبقاً على التغييرات السياسية في لبنان بعد الاستقلال ولإيضاح المحاذير التي يتوجّب عليه الانتباه اليها عند إلقاء خطابه الاول والمقرر مسبقاً عند وصوله الى بيروت.
كنا في انتظاره في مطار بيروت القديم، فؤاد نجار ولبيب زويا وجورج عطية وأنا.
أراه من بعيد ينزل سلّم الطائرة ويلوّح بيده اليمنى للآلاف من القوميين الذين أتوا لاستقباله من انحاء لبنان كافة ومن فلسطين وشرق الاردن والشام.
مشى يحيط به اعضاء المجلس الاعلى والمسؤولون في الحزب. رأيت فايز صايغ وكان عميد الاذاعة آنذاك، وعبدالله سعاده وعصام محايري يسيرون الى جانبه.
اما جورج عبد المسيح فقد كان يركض من مكان الى آخر. في ذلك الوقت لم يكن عبد المسيح أميناً في الحزب ولم يكن يتمتّع بسلطة او موقع متميز فيه وكان يتفادى البروز في المناسبات الحزبية العامة كافة.
عقد الاجتماع الذي ألقى فيه سعاده خطابه بعد مغادرته المطار في بيت نعمة ثابت (لا يزال قائماً بالقرب من مستديرة المطار). وقفت أنا وفؤاد الى جانب المنصّة حيث كان في الامكان رؤيته عن قرب.
أذكر هواء البحر يهبّ علينا ناعماً من النوافذ المفتوحة على مصارعها. كان يوماً ربيعياً نادراً بسمائه الزرقاء وبعبير اشجار الصنوبر المحيطة وبالدفء والفرح الذي يتأجج في صدورنا.
يقف امامنا صامتاً ينظر الى الوجوه المتطلعة اليه مبتسماً. ثم يقول: “هذا اليوم هو أسعد يوم رأيته في حياتي حتى اليوم”.
وترتفع الهتافات. من كان يظن ان ذلك اليوم قد حدّد بداية العدّ التنازلي لحياة لم يتبقّ لها الا فترة سنتين وبضعة أشهر على هذه الارض.
كان الخطاب منعطفاً سياسياً مهماً،
فيه أقرّ سعاده بواقع استقلال الكيان اللبناني وبالدولة اللبنانية لكن دون التنازل عن مفهوم الأمة السورية. قال: “أعظم حقيقة لهذا الاستقلال هي أنها الخطوة الاولى التي نقول إن خطوات أخرى ستعقبها الى أن تنال الأمة الأمل الاخير الذي ترمي اليه” (الاعمال الكاملة، ج،1 ص205).
أعلن، من ناحية أخرى، وللمرة الاولى، ان العراق (ما بين النهرين) جزء من الأمة السورية وأنه يكوّن الى جانب لبنان والشام والاردن وفلسطين جزءاً من الوطن السوري. هذا ما رمى اليه عندما اضاف: “إن عملكم القومي كان أصدق تعبير عن ارادة الأمة في لبنان وفي الشام وفي فلسطين وفي شرق الاردن وفي ما بين النهرين” (المصدر نفسه).
وأكد مركزية القضية الفلسطينية والصفة القومية للصراع ضد الاستعمار الصهيوني.
قال: “إن انقاذ فلسطين هو أمر لبناني في الصميم، كما هو أمر شامي في الصميم، كما هو أمر فلسطيني في الصميم. إن الخطر اليهودي على فلسطين هو خطر على سوريا كلها، هو خطر على جميع هذه الكيانات” (المصدر نفسه).
ما أدهشنا وأعاد الينا الثقة بأنفسنا وبالحزب كان ليس فقط ما قاله في خطابه بل ايضاً اسلوبه القوي الهادئ واللغة الجديدة التي تكلم بها والوضوح التام الذي أسبغته هذه اللغة الجديدة على كل القضايا التي تناولها في خطابه.
في لحظة وامضة لمحتُ الاسلوب الذي كنّا نسعى اليه للخروج من اللغة الانشائية الخشبية العتيقة التي حكمت تفكيرنا وعرقلته، وتبيّنت إمكان الدخول في خطاب حيّ نعيش فيه. لغة تعكس حقيقة حياتنا وتجاربنا وتكشف عن حقيقة الواقع الذي نعيشه.
قبل أن يغادر سعاده المكان دعانا نعمة ثابت للتعرف اليه. بدا عن قرب شاباً أصغر من عمره. صافحنا بحرارة. سألنا عن دراستنا وبدا كأنه يودّ أن يجلس معنا ويتحدث الينا. قال وهو يسير للخروج: “سوف نلتقي قريباً. سنلتقي قريباً”.
(صـورة شـخـصـيـة عـن قُـرب لأنـطـون سـعـاده الدكتور هشام شرابي)

Leave a Reply