Archive for October 2021
One of the main cultural cities in Syria: Al Rouha/Urfa occupied by Turkey
Posted October 30, 2021
on:لرها – إطار تاريخي عام
الرها التي اختطفتها أورفا التركيّة!!
عاصمة الثقافة والتقاليد السورية
الرها في اللغة العربية، وفي اللغة السريانية: ܐܘܪܗ تلفظ أورهاي، في اللغة اليونانية: Ἔδεσσα إديسسا. هي مهد الفلسفة والأدب السرياني. في حين كانت مدينة أنطاكية عاصمة التقاليد السورية الغربية في العصور الكلاسيكية، كانت الرها عاصمة التقاليد السورية الشرقية.
ذاع صيت المدينة عبر قصتها الشهيرة في الأدبيات المسيحية؛ قصة المراسلات الشخصية بين ملكها السرياني أبجر الخامس بن معنو وبين المسيح بن مريم.
تحتل هذه القصة شهرة عالمية في تاريخ المدينة الديني.
تحولت الحاضرة السورية عبر اهتمام ملوكها بالديانة المسيحية منذ البدء، للعب دور ديني مركزي، بالغ الأهمية في نشر المسيحية بعد أنطاكية، عبر الكرازة والتبشير بالإنجيل في البلدان القريبة والبعيدة منها، في الشرق والغرب.
يعتقد أن أول ذكر لاسمها في التاريخ يعود للآشوريين، الذين دونّوا في حولياتهم اسم بلدة في المنطقة قرب مدينة حران باسم Adma أو Admum التي يعتقد أنها تشير إلى بلدة الرها ويعود تاريخها إلى القرن السابع قبل الميلاد، لكنها لم تكن ذات أهمية كبيرة في العهد الآشوري.
عادت المدينة للظهور بشكل صريح في المصادر التاريخية، في فترة إعادة تأسيسها في القرن الرابع قبل الميلاد على يد الملك الإغريقي سلوقس نيكاتور، خليفة الإسكندر في سوريا.
كانت مهداً للأدب والفلسفة السريانية بكل أدوارها وفي المرحلتين؛ الآرامية الوثنية، والمسيحية السريانية.
عاشت شهرة وتاريخاً غنياً بعد دخول الإغريق اليونانيين إلى سوريا، الذين أسسوا في عام 304 ق.م حاضرة إغريقية جديدة في الرها عاملين على توسيع البلدة الآشورية القديمة وبناء منشآت جديدة فيها.

أطلقوا على المدينة الجديدة لقب عاصمتهم المقدونية الأم في شمال بلاد اليونان Edessa ليرافق الاسم المدينة في العهد السلوقي حتى عام 175 ق.م.
اهتم الملك السلوقي أنطيوخوس الرابع إبيفانيوس Antiochus IV Epphanes بالمدينة وأعاد تحصينها، ثم أطلق عليها اسماً جديداً هو Αντιόχεια η επί Καλλιρρò أنطاكية كاليروهي: التي تعني أنطاكية الحسنة المياه.

بعد انهيار الحكم السلوقي في الرها، حكمت المدينة أسرة محلية من أصول سريانية، عرفت بسلالة الأباجرة، التي بدأت حكمها في النصف الثاني من القرن الثاني قبل الميلاد. أسست هذه الأسرة مملكة الرها المعروفة تاريخياً بمملكة أوسروينا؛ التي عرفت في اللغة اليونانية باسم Ὁσροηνή وفي اللغة السريانية: ܡܠܟܘܬܐ ܕܒܝܬ ܐܘܪܗ. في التاريخ العالمي باسم The kingdom of Osroene كانت عاصمتها الرها.
صنفت المملكة ضمن الممالك الهلنستية الطابع والتاريخ، لكنها كانت ذات خصائص ثقافية سورية محلية. أسست المملكة في عام 132 ق.م بعد انهيار الحكم السلوقي في المنطقة وحكمها الملوك المحليين الأباجرة حتى عام 216 ميلادي.
عادت المملكة في عهد الإمبراطور الروماني كركلا إلى حكم الرومان المباشر، الذين عملوا على إنهاء وجودها السياسي. حملت الرها في عهد أسرة الأباجرة في القرن الثاني قبل الميلاد اسمها السرياني الأصيل أورهاي. في القرن الأول الميلادي، نقرأ اسم المدينة لدى المؤرخ الروماني بلينيوس Plinius الذي تؤرخ كتاباته بحدود 79 ميلادي، نقرأ الاسم بصيغة Arabes Orrhei والتي تعني الرها العربية.
في العصر الروماني المتأخر البيزنطي سميت المدينة Justinoplois أي مدينة جوستين الإمبراطور البيزنطي الشهير. في النصف الأول من القرن السابع الميلادي، دخل المسلمون مدينة الرها بقيادة عياض بن غنم الذي نجح في ضم الجزيرة السورية للدولة الإسلامية الناشئة.
حملت المدينة في العهد الإسلامي اسم الرها واستمرت عليه حتى الاحتلال الصليبي، حيث عرفت في العهد الصليبي، خلال الحملات المتتالية لهم، في المشرق ضمن العصور الوسطى باسم كونتية الرها The County of Edessa
التي أسست من قبل الملك الصليبي الفرنسي بلدوين الأول Baldwin of Boulogne في عام 1098 م.
بعد نهاية الحقبة الصليبية دانت المدينة للسيطرة الإسلامية؛ الأيوبية، المملوكية، من ثم العثمانية.
في نهاية الحرب العالمية الأولى، اقتطعت من سوريا وضمت إلى جمهورية تركيا، التي غيرت اسم المدينة في ستينيات القرن الماضي إلى أورفة Urfa ولاحقاً إلى شانلورفة Şanlıurfa.
موقعها ومعالمها
تتموضع مدينة الرها جغرافياً في أعالي الجزيرة الفراتية، في شمال سوريا بين نهري دجلة والفرات. بنيت في موضع أقرب إلى الفرات منه إلى نهر دجلة، تبعد عن الفرات 8 كيلو متر إلى الشرق. تتوزع أحياء المدينة على السهل والهضبة، يخترقها نهر ديصان الشهير في تراث وأدبيات المدينة، يعتبر النهر جزءاً من نهر البليخ أحد روافد نهر الفرات. يحيط النهر بمدينة الرها من الشمال إلى الجنوب الشرقي، ينحدر باتجاه الجنوب حيث يلتقي مع نهر كولاب، الذي يمر في مدينة حران حيث يصب في نهر البليخ. إحاطة النهر بالمدينة، أتاح لها مناعة تحصينية كبيرة من الشمال والجنوب الشرقي، بالإضافة إلى إحاطتها من قبل جبل الرها المقدس في الشمال الغربي، الذي يعرف اليوم بجبل طوب داغ، الجبل مليء حتى اليوم بالكهوف والقلايات، التي كان الرهبان السريان يستخدمونها للتعبد في المنطقة، وصل عددها إلى ثلاثمائة من أشهرها كهف القديس أفرام السرياني نفسه: الذي كان من أوائل الشخصيات المسيحية، التي رسخت تقاليد الرهبنة السورية في بداية القرن الرابع الميلادي.

من أشهر المعالم المتبقية اليوم في المدينة، الأماكن المرتبطة بالأدبيات الأسطورية؛ ككهف النبي إبراهيم، التي توجد في جامع الرها اليوم وبركة إبراهيم الشهيرة، البركة الأخرى المسماة بركة زولها (البركة المقدسة)، أيضاً لدينا بقايا القلعة المعروفة بقلعة النمرود، الذي ينسب له سكان المدينة في إرثهم الشفوي تأسيس المدينة. تنفتح الرها في الجنوب على سهول أراضي مدينة حران الحاضرة الشهيرة في تاريخ الروحانيات السورية. كان لفيضانات نهر ديصان أهمية كبيرة في تراث المدينة الشفهي، التاريخي على السواء، أشهر القصص التي تتناول فيضان النهر حادثة الطوفان التي حصلت في 201 م، الفيضان الذي دمر الكثير من الأبنية في المدينة، منها الكنيسة المسيحية، الحادثة التي يذكرها الرهاويون السريان في مروياتهم حتى اليوم.
زودت المدينة في العصر الهلنستي بمستلزمات المدينة الإغريقية؛ أسوار، حمامات، ساحات عامة، مسارح، ميادين للخيل، كما أنشأ فيها السلوقيون الكثير من القصور، صممت أبنيتها وفقاً للنظام الإغريقي الشطرنجي. في تلك الحقبة أيضاً؛ أقيمت فيها العديد من الجسور والقناطر على نهر ديصان. كان سور المدينة التحصيني الطابع، سوراً ضخماً، يحتوي على أبواب عديدة مشهورة حتى اليوم بأسمائها؛ الباب الشمالي الذي يدعى باب سميساط والذي يفضي إلى الشمال إلى سميساط ومنها إلى أرمينيا، الباب الغربي الذي يعرف بباب الأقواس ويفضي إلى مدينة أنطاكية، الباب الشرقي والذي يدعي باب كيساس و يفضي إلى الشرق إلى مدينة نصيبين، الباب الجنوبي ويعرف باب الشمس أو بيت الشمس و يفضي إلى حران التي يسمى الباب باسمها اليوم.
المصادر التاريخية للإرث الثقافي في الرها
قبل الدخول في الحديث عن تاريخ الرها في العصور الكلاسيكية، يجب أن نشير إلى بعض المصادر التاريخية التي وثقت وغطت محطات مهمة في ذاكرة وتاريخ المدينة، مسجلة إرث سكانها، خصوصاً سكانها السريان المسيحيين.
1– من أوائل المصادر التي تتحدث عن تاريخ المدينة نقرأ؛ اسم أبرسيوس، الذي كان أسقفاً على مدينة جيرابوليس السورية في نهاية القرن الثاني ومطلع القرن الثالث الميلادي، يصف في كتاباته رحلة قام بها إلى منطقة ما وراء االفرات؛ أي نصيبين وغيرها من المدن المجاورة، يشرح فيها شهادات عن أخوة مسيحيين، كما يصف في كتاباته، ممن التقاهم في تلك المدن ومنها الرها.
2-من المراجع التاريخية الأخرى كتابات المؤرخ الكنسي أوسابيوس القيصري Eusebius; the bishop of Caesarea في الربع الأول من القرن الرابع الميلادي، تؤكد كتاباته على أصالة الديانة المسيحية في مدينة الرها و مدن ما بين النهرين، يذكر في كتابه التاريخ الكنسي Historia Ecclesiae قراراً اتخذته الكنائس في ما بين النهرين، من بينها كنيسة الرها بالاحتفال بعيد الفصح يوم الأحد، يعود القرار إلى عهد البابا فكتور في السنة العاشرة لحكم الإمبراطور كومودوس أي 189 م، مما يدل على قدم وعراقة المسيحية في تلك المدن.
3-تاريخ الرها: هو كتاب تم جمعه في القرن السادس الميلادي عن الوثائق المحفوظة في الخزانات الرهاوية الكنسية، يبدأ الكتاب بسرد الوقائع التاريخية بداية في عام 201 ميلادي، السنة التي فاض فيها نهر ديصان بقوة، أضرت بالمدينة، مدمراً الكثير من الأبنية فيها، منها كنيسة المسيحيين، من ثم يذكر الكتاب أنه في عام 202 م وضع الأسقف نونا أساس كنيسة الرها الجديدة، هذه الإشارة إلى وجود أسقف للرها في مطلع القرن الثالث الميلادي، يشير إلى أن الكنيسة التي أسسها لم تكن الأولى، بل كان هناك كنائس قبلها، فالكنيسة التي بنيت في عهده، كانت للتعويض عن الكنيسة التي دمرها فيضان نهر ديصان، وهو ما يرجح وجود كنائس في الرها في القرن الثاني الميلادي، ما يدل على أسبقية متقدمة في تاريخ المسيحية.
4- كتابات يوليوس الإفريقي، الذي عاش في مطلع القرن الثالث الميلادي، يقول في تاريخه أنه رأى في بلاط أبجر ملك الرها 179.. 214 م الفيلسوف برديصان المسيحي الغنوصي، الذي وصلتنا من مدرسته في الفكر، الكتابات السريانية الأولى في المدينة، نعلم من كتاباته أن الملك المقصود كان أبجر التاسع، مع أن يوليوس الإفريقي، لا يذكر في كتابه شيئاً عن تنصر الملك، لكن بوسعنا أن نستنتج من الحديث، بأن المسيحية كانت منتشرة في الرها وأنها كانت مرعية من قبل البلاط نفسه.
5-من المراجع المحلية المهمة في تاريخ المدينة؛ كتاب الفيلسوف برديصان المسمى شرائع البلدان، إن مؤلف الكتاب هو فيلبس أحد تلاميذ الفيلسوف برديصان، كان قد كتبه في سنة 196..226 م وجاء على غرار حوار يدور بين المعلم الفيلسوف برديصان وتلاميذه، حول أدبيات تخص مواضيع مسيحية منها؛ الخطيئة، الشر، الحرية، القدرة وقوة الشرائع، لقد جاء في الكتاب أيضاً، معلومات عن تنصر الملك أبجر التاسع.
6-من المصادر الدينية المهمة في إرث المدينة أيضاً؛ دياطسرون ططيانس (الإنجيل الموحد) وهو إنجيل جمعه ططيانس بين 150 و 170 م في روما باللغة اليونانية وحين عاد إلى المشرق ترجمه إلى الآرامية. إن وجود إنجيل موحد في النصف الثاني من القرن الثاني في المدينة وسعة انتشاره في كنائس ما بين النهرين دلالة واضحة على وجود المسيحية في المنطقة في فترة أبعد تاريخياً، خصوصاً أننا نقرأ فيما بعد أن ططيانس كان منحرفاً عن الدين القويم حسب ادعاءات الكنيسة الرسمية ومن ثم مناوأة الكنيسة لإنجيله الموحد، هذا الجدل يدل على أن المسيحية كانت قد استقرت منذ عهد طويل في المنطقة، بالمفهوم العام نعلم أن الديانات لا تبدأ بالهرطقات.
7-من المصادر التاريخية والكنسية، شهادة المؤرخين البيزنطيين سقراط وسوزومين Sozomenus هذا الأخير يذهب للقول بأهمية الرها في كتابه تاريخ سوزومين الكنسي بتسعة أجزاء إلى أبعد من سابقيه، إذ يؤكد أن الرها من أول المدن والممالك في العالم التي اعترفت بالديانة المسيحية، فيقول في كتابه بعبارة صريحة: إن المدينة قبلت بالإيمان بالمسيح مند البدء.
8-من المصادر المسيحية المحلية في المدينة؛ كتاب المؤرخ السرياني برحذبشبا عربايا الذي توفي في عام 630 م يتحدث في كتابه عن التقليد المحلي الجاري في مدينة الرها، يشرح فيه سبب تأسيس المدراس الفلسفية في البداية، حيث يقول؛ إن المفسرين كانوا يعتمدون -قبل انتشار شرح المفسر الكبير أي يقصد تيودوروس المصيصي-كتابات القديس أفرام السرياني، التي كانت في ماهيتها نقل لتعاليم مار أدي؛ مؤسس الجماعة المسيحية الأولى في الرها.

إضافة إلى هؤلاء المؤرخين لدينا عدداً كبيراً من المؤرخين المتأخرين، الذين تكلموا عن الرها منهم؛ توما المرجي في القرن التاسع الميلادي، إيشوعدناح البصري في القرن التاسع، ميخائيل السرياني 1199 ميلادي، ماري بن سليمان في القرن الثاني عشر الميلادي، صليبيا بن يوحنان الموصلي القرن الرابع عشر، ابن العبري 1286 ميلادي.
الرها في العصور الكلاسيكية
العصور الكلاسيكية في سوريا هي العصور التي تبدأ بدخول جيش الإسكندر المقدوني في القرن الرابع قبل الميلاد إلى سوريا، وتنتهي بالدخول الإسلامي إلى سوريا في بداية القرن السابع الميلادي. استمرت العصور الكلاسيكية في سوريا قرابة ألف عام. يعرف العصران الأولان؛ أي اليوناني والروماني منها بالعصر الكلاسيكي، الذي يمتد من القرن الرابع قبل الميلاد إلى القرن الرابع الميلادي، ليبدأ بعدها في سوريا العصر البيزنطي.
لم ترزح سوريا تحت السيطرة البيزنطية، إلا ثلاثة قرون من منتصف القرن الرابع الميلادي، إلى بداية القرن السابع الميلادي، أي مع الدخول الإسلامي إلى سوريا. يصنف العصر البيزنطي أكاديمياً، ضمن قائمة ما يعرف بالعصر ما بعد الكلاسيكي، كغيره من العصور الوسطى الدينية التي نشأت الدول فيها على تفتت الأراضي، التي كانت تشكل قبلاً جسم الإمبراطورية اليونانية الرومانية الموحد. هذه الدول التي نمت قيها أدبيات العصور الوسطى، بعيداً عن الأدبيات التقليدية الكلاسيكية الوثنية في أثينا وروما. كانت هذه الدول متأثرة بالتقاليد اليونانية والرومانية إلى حد كبير عبر اللغة والإرث التاريخي، لكنها كانت مختلفة ثقافياً عن الإمبراطوريات الكلاسيكية للعالم القديم؛ سواء في نظم الحكم أو في الدين، لذلك يطلق عليها أو تصنف ضمن العصر ما بعد كلاسيكي -Postclassical-Era. يعود هذا التحول في الإمبراطورية الرومانية، إلى أسباب بنيوية عديدة؛ سياسية، اقتصادية حصلت في القرن الثالث الميلادي، وعوامل أخرى ثقافية، كان من أهمها توجه الإمبراطورية نحو المسيحية في القرن الرابع الميلادي. في سوريا يتم دوماً إلحاق العصر البيزنطي بالعصور الكلاسيكية، لأن سوريا كانت قد عاشت الحقبة البيزنطية الأولى فقط، التي تعرف بالعصر الروماني المتأخر، لم تكن الفوارق قد ترسخت بعد بين تقاليد الإمبراطورية الرومانية وتقاليد الإمبراطورية البيزنطية، التي نراها مترسخة باستقلالية في وقت لاحق في العصور الوسطى.
يقسم التاريخ البيزنطي إلى ثلاث فترات؛ الفترة البيزنطية المبكرة: التي تمتد من القرن الرابع الميلادي حتى بداية القرن السابع الميلادي؛ أي من عهد الإمبراطور قسطنطين حتى عهد الإمبراطور هرقل. الفترة الثانية: تمتد من القرن السابع حتى القرن الثالث عشر بعد احتلال الصليبيين في الحملة الصليبية الرابعة للعاصمة البيزنطية القسطنطينية. الفترة الرابعة: تمتد من القرن الثالث عشر حتى سقوط الإمبراطورية في يد الأتراك العثمانيين عام 1453 م لتنتهي الإمبراطورية سياسياً من الوجود. لم تستمر السيطرة البيزنطية في سوريا حتى العصور البيزنطية المتأخرة؛ أي بقيت سوريا تحت الحكم البيزنطي خلال الفترة الأولى؛ أي من بداية القرن الربع الميلادي حتى بداية القرن السابع الميلادي، على خلاف أماكن أخرى في العالم استمرت فيها سيطرة الإمبراطورية البيزنطية قرابة تسعة قرون أخرى؛ كآسيا الصغرى، شبه جزيرة البلقان.
الرها في العصر الهلنستي والروماني (الكلاسيكي):
كانت مدينة الرها قبل العهد السلوقي، مقراً لبلدة آرامية قديمة ازدهرت فيها في العصور المتأخرة الآداب الآرامية الشفوية، من مرويات وأدب تقليدي، كخطاب مار سرابيون، أو كقصة أحيقار السرياني وغيرهم من الآباء السريان الذين حفظت المدينة إرثهم شفوياً. عاشت المدينة فترة ازدهارها التاريخي الحقيقي، بعد إعادة تأسيسها من قبل السلوقيين، فلقد بنيت المدينة من جديد في عام 304 ق.م على يد سلوقس نيكاتور، الذي أطلق على مدينته السورية الجديدة المنشأة في الرها، لقب عاصمة المقدونيين إديسسا Ἔδεσσα في شمال اليونان. حظيت المدينة في عهد السلوقيين برعاية كبيرة، كالرعاية التي أولوها بالمدن التي أسسوها في سوريا خلال حكمهم. عملوا على تزويد المدينة بكل ما تحتاج إليه من مقومات المدينة الحضرية الإغريقية؛ كالمعابد، المسارح، الساحات، ميادين الخيل والأسوار. بلغت المدينة ذروة عظمتها الاقتصادية في ذلك العهد، فلقد كان لموقعها الجغرافي، على طول الطريق بين الغرب والشرق، بين الإمبراطوريات المعاصرة، أثراً كبيراً في غناها وخاصة وقوعها على مفترق طرق القوافل القادمة من الشرق من الصين والهند، على طريق الحرير والمتجهة غرباً إلى أراضي الإمبراطورية الإغريقية بداية، والرومانية فيما بعد. هذا الدور أكسبها غنى وأهمية تجارية كبيرة على المستوى الاقتصادي في العصور الكلاسيكية، هيأت هذه الفرصة الاقتصادية الأجواء في الرها لنهضة ولانفتاح ثقافي كبير. ازدهرت في ذلك العهد الكثير من الأديان المحلية؛ كديانات الآراميين الوثنية، ديانات سوريا الوافدة من حران، تدمر وجيرابوليس، أيضاً ازدهرت في المدينة الأديان الإغريقية الغربية، لتتلاقح الأفكار والثقافات والروحانيات على أرض المدينة، لتنتج تقاليدها السورية الصياغة والطابع، التي ستظهر بوضوح في العهد البيزنطي.

عاشت الرها في العصر الكلاسيكي في ظل مناخ ثقافي تاريخي، منفتح على كل الأفكار العالمية لحضارة ذلك الزمن؛ الحضارة الكلاسيكية. هذا المناخ سمح فيما بعد، لتلقي المدينة لأفكار المسيحية بكل رحابة، لتكرس منذ البدايات أعرق التقاليد المسيحية وأكثرها أصالة في قصة المسيحية، ليس في سوريا والمنطقة فحسب، بل في كل العالم المسيحي. وسط هذه الأجواء من الاهتمام بها في العصر الإغريقي، نقرأ أنه في عام 175 ق.م قام الملك السلوقي أنطيوخوس الرابع إبيفانيوس Antiochus IV Epphanes بالعناية بالحاضرة السريانية الرها، مولياً اهتماماً خاصاً بالمدينة السورية، فعمل على ترميم الكثير من الأبنية و تجديدها وأطلق على المدينة لقباً جديداً أسماها Antiochia Kallirhoe تيمناً باسم العاصمة السورية في العصور الكلاسيكية؛ أنطاكية على العاصي، مضيفاً لاسم أنطاكية لفطة كاليروهي و التي تعني أنطاكية حسنة أو كثيرة المياه، لتعرف الرها بعد عهده، باسم أنطاكية كاليروهي.
كان الاهتمام بالرها من قبل الملك السلوقي عائد لعدة أسباب:
أولها؛ أهميتها الثقافية في تلك الحقبة كمهد للآداب السريانية السورية والهلنستية الإغريقية.
ثانيها؛ أهميتها الاقتصادية على طريق القوافل التجارية.
أيضاً كان يخشى من الظهور والصعود الجديد للفرس الفرثيين في الشرق ومزاحمتهم للسلوقيين عبر تهديد طرق التجارة، مما فرض على السلوقيين الاهتمام بالمنطقة بالعمل على تقويتها والمحافظة على ازدهارها كجزء مهم من أراضي المملكة السلوقية. بعد عام 150 ميلادي، أصبحت القوة الفارسية الجديدة ممثلة بحكم السلالة الفرثية، أمراً قائماً في المنطقة، أضحت تهدد بكل جدية المملكة السلوقية وممتلكاتها في الشرق، خصوصاً مدن منطقة ما بين النهرين كمدن نصيبين والرها. كانت المملكة الإغريقية السلوقية في ذلك الوقت، قد وصلت إلى مرحلة من الضعف والانحطاط، جعلت من الفرس يتوسعون على حساب أراضيها وممتلكاتها. بعد عام 150 ق.م انهارت السيطرة السلوقية في منطقة ما بين النهرين السورية تحت هجمات الفرس، وسط هذا الانهيار وفي قمة الصراع بين الفرس والسلوقيين، وصلت إلى حكم المنطقة أسرة من أصول محلية سريانية، عرفت باسم أسرة الملوك الأباجرة، أسست هذه الأسرة ما يعرف بمملكة الرها، التي عرفت في التاريخ باسم أوسروينا Ὁσροηνή وعاصمتها أديسسا Edessa الرها. حكمت من قبل الأسرة المحلية السريانية، التي عرف حكامها في اللغة والأدبيات اللاتينية الرومانية باسم أبجاروس Abgarus كان تأسيس مملكة الرها وسط هذه الظروف المليئة بالصراعات، والقدرة فيما بعد على الحفاظ على خط التوازنات القائم بين الإمبراطوريات، إنجازاً سيحسب للسلالة الحاكمة، وسيدفع المدينة للتطور والازدهار عن طريق تبادل التجارة، تبادل الثقافة، فيما بعد ستلعب المدينة دور نقل الآداب السريانية المسيحية بين الشرق والغرب.
مملكة الرها وملوكها

كان تأسيس المملكة قد بدأ بدقة في عام 132 ق.م ذلك بعد أن قضى الفرس على قسم كبير من جيش أنطيوخوس السابع السلوقي، في معركة جرت قرب نصيبين، هنا قامت الأسرة المحلية، باستغلال الفوضى والأوضاع الجديدة الناتجة عن الصراع الفارسي السلوقي، لتملأ الفراغ الناشئ من انسحاب السلوقيين، لتقف في علاقات متفاوتة مع الفرس، لتنجح في القرن الأول قبل الميلاد في تحقيق استقلال نسبي عن الفرس والسلوقيين وعن الرومان فيما بعد. انحصرت هذه المملكة بين مملكتي السلوقيين وفارس بداية، من ثم في العصر الروماني بين روما وفارس المتنافستين. أول ملك محلي استوى على عرشها كان الملك الرهاوي المدعو آريو الذي حكم في عام 132 ق.م ولمدة خمس سنين، كان أول ملوك مملكة الرها السريان، ثم خلفه على حكم المملكة الملك عبدو بن زرعو (127_120) ق.م، الذي خلفه أبراداشت (120_115) ق.م، وخلفه بكرو الأول (115_112) ق.م، الذي خلفه أبنه بكرو الثاني. في سنة 94 ق.م شاركه في الحكم معنو وذلك لمدة أربعة أشهر. ثم شاركه في الحكم أبجر بيقا الذي قتل الملك بكرو الثاني في سنة 92 ق.م واستولى على عرش المملكة، واستمر حكم أبجر بيقا حتى سنة 69 ق.م، وخلفه أبنه أبجر الثاني (68_53) ق.م، وخلفه معنو الثاني الذي لقب نفسه بألاها (52_29) ق.م، الذي خلفه أبجر الثالث (29_26) ق.م، وخلفه أبجر الرابع سوماقا (الأحمر) (26_23) ق.م، وخلفه معنو الثالث بسبلول (23_4) ق.م، وخلفه أبجر الخامس أوكاما (الأسود) (4 ق.م_ 50 م)، كان من أهم الملوك المؤثرين في تاريخ المدينة، خصوصاً على صعيد الأسبقية الدينية المسيحية عبر مراسلاته الشهيرة مع المسيح وتلاميذه، عبر دعوتهم مراراً إلى المدينة لإضفاء البركة عليها، في السنة العاشرة لملكه حدثت فتنة في أورهاي نفي على أثرها الملك أبجر أوكاما وحكم عوضه أخوه معنو الرابع، لكن حكمه لم يدم طويلاً حيث رجع أبجر أوكاما، ليستلم زمام الأمور حتى وفاته سنة 50 م. خلفه أبنه معنو الخامس (50_57) م، وخلفه معنو السادس (57_71) م، وخلفه أبجر السادس (71_91) م. ومن سنة 91 م خرج الحكم من يد الأباجرة، لكنهم عادوا إلى الحكم سنة 109م واستوى على العرش أبجر السابع أبن إيزاط الذي قتله الرومان سنة 116م، فاستلم الحكم الفرثي برتسباط، الذي دام ملكه حتى سنة 123م، حيث عاد الأباجرة إلى الحكم بشخص معنو السابع بن إيزاط (123_139) م، وخلفه معنو الثامن الذي حكم حتى سنة 163م حيث استولى الفرثيون على الرها، فهرب معنو الثامن إلى روما، لكن الرومان طردوا الفرثيين من الرها سنة 164م و ملكوا عليها أبجر الثامن الذي حكم إلى سنة 167 م حيث رجع معنو الثامن وملك حتى سنة 179م. وخلفه أبجر التاسع (179_214) م، خلفه أبنه سيفير أبجر العاشر (214_242) م، وخلفه أبجر الحادي عشر أبراهاط سنة 242م، لم يستمر حكمه سوى سنتين، مع نهاية حكم أبجر الحادي عشر، انتهت مملكة الرها سياسياً، بعد أن رفعت سلالة الأباجرة رايتها فوق المنطقة مدة أربعة قرون.
كانت مملكة الرها قد عادت في عهد الإمبراطور فيليب كركلا للسيادة الرومانية، لتتحول فيما بعد بين القرنين الثالث والسادس الميلادي، لقاعدة انطلاق للرومان في حروبهم مع الفرس الساسانيين، حيث وقعت في تلك الحقبة، العديد من المعارك في المنطقة بين الرومان والفرس، كان أشهرها تلك التي المعركة التي وقعت في عام 260 م كان النصر فيها للرومان، الذين رسخوا سلطتهم وسيطرتهم في المنطقة.
في زمن الإمبراطور فاليريان 253..260 م، اهتم الرومان بالمدينة واتخذ الإمبراطور فاليريان نفسه، الرها كجبهة متقدمة لهجماته ضد الإمبراطورية الفارسية، نقرأ؛ أن فاليريان وفي سلسلة صراعه مع الفرس، كان قد أسر من قبلهم في معركة وقعت قرب المدينة، حيث استطاع الفرس الانتصار، من ثم دخول المدينة وأسر الإمبراطور الروماني فاليريان، الذي ألقي القبض عليه من قبل الجيش الساساني، الذي كان تحت قيادة الإمبراطور الفارسي شابور الأول.
شهد القرن الخامس فترة هدوء بين الإمبراطوريتين، لتعود الاضطرابات والمواجهات للظهور في العصر الروماني المتأخر، ففي بداية القرن السادس وبين عامي 502 و 506 م شهدت المدينة، ومنطقة ما بين النهرين العديد من المواجهات بين الإمبراطوريتين، تعرضت مدينة الرها خلالها لعدة حصارات واقتحامات من قبل الرومان ومن قبل الفرس على السواء.
لقد كانت الرها في العصر الهلنستي الروماني، مدينة صراع على النفوذ بين الإمبراطوريات الموجودة في المنطقة، عاشت خلالها فترات من الاضطرابات السياسية، محافظة على بعض من التوازن والاستقلالية في عهد أسرة الأباجرة المحليين، الذين ازدهرت المدينة في عهدهم، لتلعب دوراً كبيراً، على طريق التبادل التجاري العالمي، بين الشرق والغرب، الأمر الذي وفر لها غنى اقتصادي، ثقافي سيظهر بوضوح في العصر البيزنطي.
الرها في العصر البيزنطي المسيحي:
تعود أهمية الرها على صعيد الديانة المسيحية، إلى الطقس الديني السرياني، الذي صاغته وطورته في قصتها الطويلة مع المسيحية، التي اكتملت في العصر البيزنطي. هذا الطقس تشكل منذ اللحظات الأولى لوجود المسيحية، ترسخ مع الزمن، ليصبح جزءاً من تاريخ المدينة السريانية، التي قامت بتصديره إلى العالم المسيحي في الخارج، لتتأثر بها المناطق القريبة كأرمينيا بداية وروسيا في وقت متأخر.
وصلت شهرة المدينة في ذلك العصر إلى أقاصي أديرة وكهوف الرهبان في الغرب الأوربي فتربعت في العهد البيزنطي على قائمة المدن السورية في الأهمية بالنسبة للدين المسيحي، عبر تقليدها العريق في الأدبيات الدينية.
يبدأ التقليد المسيحي الرهاوي بنقاش فكرة دخول المسيحية إلى بلاد ما بين النهرين وإلى الرها على الأخص. إن التقليد في كنيسة الرها وما بين النهرين عموماً؛ يؤكد أن الرسل الذين بشروا في هذه المنطقة هم أربعة: توما الرسول؛ حواري المسيح، ثم التلميذ أدي من السبعين الذين اختصهم المسيح للكرازة، من بعد أدي جاء تلاميذه أجاي وماري. ترسخ هذا التقليد في كتب تاريخ مدينة الرها مع بدايات القرن الثالث الميلادي، ليزداد رسوخاً خلال القرون اللاحقة.
يرجح بعض المؤرخين أن يكون للمجوس الذين زاروا القدس، لرؤية المسيح، دوراً في نشر الدين في منطقة ما بين النهرين في القرن الأول الميلادي، بعد عودتهم إلى بلادهم. لا يعرف على وجه الدقة، إن كانوا قد سبقوا الرسول توما وتلاميذه في التبشير في المنطقة، أم أن الرسول توما كان قد سبقهم إلى المنطقة. يقول المؤرخ السرياني ماري بن سليمان في كتابه المجدل، الذي يعود إلى القرن الثاني عشر؛ (إن أدي السليح العبراني من السبعين الذين صحبوا سيدنا المسيح أرسله توما الرسول أحد الإثني عشر إلى المشرق و تبعه ماري تلميذه بعد صعود سيدنا إلى السماء بثلاثين عام)، هنا يؤكد على أن الذين قاموا بالتبشير كانوا؛ توما الرسول وأدي و ماري، مع أنه يضع أدي على رأس الذين بشروا بالمسيحية في المنطقة، لكنه يستدرك الموضوع في كتابه قائلاً؛ (ونتنائيل بن تلمي ولبي الملقب بتدي وتوما من الإثني عشرة وأدي وماري واحد من السبعين تلمذوا المشرق واستقامت أمور النصرانية على أيديهم أحسن استقامة). هنا نرى عبر المؤرخ ماري بن سليمان، تأكيداً على أسماء الشخصيات التي بشرت في المدينة.

أما المؤرخ السرياني صليبا بن يوحنان الموصلي، فيذكر في عمله، الذي قام به بتوسيع المعلومات في كتاب المجدل نفسه لسابقه المؤرخ ماري بن سليمان، بعد أن أضاف أجزاء جديدة عليه، يذكر المؤرخ في العمل؛ أن ماري هو من أسس كرسي المشرق، لكن تلمذ أيضاً البلاد من بعده رفيقه أدي (أقام في التلماذ بعد ماري أدي رفيقه ثلاثة وثلاثين سنة).
عبر دراسة جميع المصادر التي تخص الحدث، ومن قراءة أغلب الكتب التي تتحدث عن كنيسة ما بين النهرين نلاحظ؛ أن أغلب المصادر، تذكر الأسماء نفسها، بداية بالرسول توما وأدي وماري وآجاي، لقد أصبح من الثابت تاريخياً؛ أن الرسول توما، هو من بشر في منطقة ما بين النهرين، في طريقه إلى الهند للتبشير هناك. يقول أوسابيوس القيصري في تاريخه الكنسي؛ إن القديس توما الرسول بشر في بلاد الفرثيين أيضاً، لدى عبوره فيها في طريقه إلى الهند التي توفي فيها. يقول تقليد كنيسة الرها؛ أن رفات و ذخائر القديس توما الرسول، كانت قد نقلت بعد وفاته في الهند إلى الرها، حيث دفنت في كنيسة الرها الكبيرة.
تعليم أدي: أساس أدبيات المدينة المسيحية:
المرويات عن رسل المسيح، التي تخص التبشير في المنطقة، تبلورت في مدينة الرها في وقت مبكر، عبر ما يسمى بتعليم أدي وهو التعليم الأساسي في المدينة، الذي يقدم صيغة لتاريخ انتشار المسيحية فيها منذ البدايات كرواية متكاملة. إن هذا التعليم في صيغته الحالية محفوظ في مخطوطات كنسية، ترقى إلى القرنين الرابع والخامس الميلادي. يحتوي التعليم في صيغته، قصة المدينة مع رسل المسيح، الذين أتوا للكرازة، يضع التعليم الرواية بطريقة أدبية سردية. موجز التعليم يقول؛ أن ملك الرها Okhamo v Abgarus أبجر الخامس بن معنو الملقب بأوكاما (الأسود)، حينما سمع من أحد أشراف مملكته بالعجائب والمعجزات، التي يجترحها يسوع المسيح في فلسطين، رغب في الذهاب إلى فلسطين، لرؤيته والإيمان به، عبر حضور معجزاته شخصياً، إلا أن العداوة القائمة بينه وبين الرومان، حالت دون تحقيق ذلك. حدث في تلك الفترة نفسها إصابة الملك أبجر بن معنو بداء عضال (داء الملوك الجذام)، فأوفد إلى يسوع رجالاً لمراسلته، يطلب منه في الرسائل، أن يأتي إليه ويشفيه من مرضه العضال عارضاً عليه أن يشاطره ملكه. حينما وصل الرسل الرهاويون إلى فلسطين، وجدوا المسيح في بيت أحد رؤساء اليهود في مدينة القدس يدعى (كماليد)، قدموا له في بيت كماليد رسالة الملك أبجر بن معنو، فرح يسوع بهذه البادرة من الملك، لكنه تأسف لعدم إمكانية تلبية رغبة الملك في الذهاب إليه، لأن رسالته موجهة إلى فلسطين أولاً، مشيراً أن على رسله أن لا يخرجوا من هذه البلاد قبل صعوده إلى السماء، لكنه أردف قائلاً للموفدين من قبل الملك، أنه سيعهد إلى أحد رسله بعد صعوده إلى السماء، بالذهاب إلى الملك كي يشفيه، ويبارك المدينة. ألقيت هذه المهمة بعد صعود المسيح إلى السماء، على عاتق أدي أحد السبعين من أصحاب المسيح، فذهب بعد العنصرة إلى الرها، وشرع يبشر فيها ويجري العجائب. ما إن سمع الملك بتلك الأعمال المدهشة، حتى تذكر وعد المسيح له. فاستدعى أدي وأكرم مثواه، وشفي الملك أبجر على يد التلميذ أدي من مرضه العضال، قام الملك بعدها باعتناق الديانة الجديدة المسيحية تحت رعاية أدي، الذي منحه العماد مع الكثير من اليهود والوثنيين في المدينة. نصب أدي بعد ذلك كأول أسقف للرها في التقليد. لما أشرف أدي على الموت، عين تلميذه أجاي خلفاً له على كرسي أسقفية الرها. عند وفاة أدي عومل بإكرام بالغ من قبل الملك أبجر وسكان المدينة ودفن في مقبرة ملوك الرها.
يضع كاتب (التعليم) على فم المسيح أو في رسالته إلى الملك أبجر هذا القول: (وستكون مدينته مباركة ولن يقوى عليها عدو)، لم يرد ذكر هذه البركة للمدينة في تاريخ أوسابيوس القيصري، لكن معظم الكتبة السريان يوردونها في كتاباتهم من أمثال؛ القديس أفرام ويعقوب السروجي ونراها عند الكتاب الأرمن واللاتين، جميعهم يذكرون هذه البركة للمدينة، يظهر أنها كانت ناجمة عن الامتيازات التي نالها أبجر من المسيحية. سببت هذه البركة خيبة أمل لدى الكتبة الشرقيين، عند سقوط مدينة الرها ودمارها في منتصف القرن الثاني عشر الميلادي.
إن معظم المؤرخين والنقاد، يجمعون على القول؛ أن تعليم أدي في مدينة الرها بصيغته الحالية، متأخر عن تاريخ أوسابيوس القيصري. يفترضون بالإجماع وجود وثائق رهاوية، أقدم من تاريخ أوسابيوس الكنسي، كانت قد شكلت أساساً ونواة للتعاليم اللاحقة. أوسابيوس القيصري نفسه، استقى معلوماته من وثائق الرها. فهو يقول في سياق كلامه عن التلميذ أدي في تاريخه الكنسي: (لقد كمل وعد المسيح بواسطته (أدي) لديك شهادات على ذلك، في كتابات استقيت من مذكرات في الرها، التي كانت مملكتها ما تزال قائمة، فإن الأضابير الموجودة هناك، تضمنت ما قام به الأقدمون حتى أبجر. وما جرى هناك محفوظ إلى الآن)، لقد كانت الوثائق الرهاوية المصدر الذي اعتمد عليه أوسابيوس القيصري في كتابة تاريخه الكنسي. استفاد منها كثيراً، لتكوين معطيات تاريخه، عبر الحصول على أغلب المعلومات، التي تخص نشأة المسيحية فيما بين النهرين، قام بنقل أغلب المعلومات في هذه الوثائق على وجه التقريب في تاريخه الكنسي.
صورة وجه المسيح في المدينة، Mandilyon :
تستشهد المصادر التاريخية المسيحية، التي تتحدث عن بدايات تبلور الفن المسيحي، خصوصاً فن الأيقونة، بصورة المسيح، المرتبطة بأبجر ملك الرها، التي لم تكن ذات أهمية شفوية فقط، بل أيضاً لعبت درواً كبيراً في تأسيس الفن المسيحي، سواء في الأيقونات أو الرسوم الأخرى كالفريسك، مما أعطى دفعاً كبيراً للفن المسيحي في التجسيد والتصوير. الفن الذي كان ممنوعاً في العهد القديم. نعلم أن إله العهد القديم كان قد منع موسى من وصف وتصوير شكل الإله الذي ظهر له في السماء وفي طور سيناء. بينما في المسيحية على خلاف الأديان التوحيدية، نرى انطلاقة كبيرة للتجسيد والتشخيص، لأشكال المسيح والقديسين. تقول المصادر أنه كان بتشجيع من المسيح نفسه، عبر قصة منديل الرها المقدس. تروي الحادثة التاريخية المسماة بالمانديليون في اللغة اليونانية لذلك العصر Mandilyon قصة منديل المسيح القماش الذي طبع عليه وجهه. تبدأ القصة في المراسلات بين ملك الرها أبجر بن معنو والمسيح بن مريم. أخذت القصة شهرة عالمية عن طريق صورة وجه المسيح المفترضة والموجودة في الرها، التي صدرت فيما بعد، كنموذج شهير ومعروف في كل أنحاء العالم اليوم، كرسم يجسد شكل أو وجه المسيح.

تقول القصة؛ أنه خلال المراسلات والكتابات بين المسيح وملك الرها أبجر، طلب الملك من المسيح القدوم إلى المدينة، لشفائه من مرض الملوك الجذام، لكن المسيح، لم يستطع القدوم إلى المدينة، لكنه قام بوضع قطعة قماش على وجهه مبلولة بالماء، عندما جفت نزعها عن وجهه، فأخذت شكل الوجه، من ثم أرسل المنديل الذي يحمل صورة الوجه مع تلميذ المسيح أدي إلى الرها، فقام الملك أبجر بوضعه على وجهه، ليبرأ من الجذام فيما بعد، ببركة المسيح. أصبحت القصة تقليدًا مروياً في أدبيات كنيسة الرها. في قصة أخرى منقولة عن تراث المدينة الشفوي تروي؛ أن الرسل الذين أرسلهم ملك الرها أبجر لرسم وجه المسيح واحضار الصورة له، أخفقوا في رسم الوجه ولم يفلحوا في عملهم، فقام المسيح نفسه، فأخذ منهم منديلاً وطبقه على وجهه، فانطبعت صورته عليه مثلما كانت، فأتوا بالمنديل للملك أبجر، الذي وضعه في مدينة الرها ككنز مقدس.
في رواية أخرى منقولة عن كتاب سير الشهداء والقديسين الكنسي، في القسم الذي يخص شهداء الشرق، يروي الكتاب قصة أخرى تشير إلى أن الصورة المقدسة لوجه المسيح، التي كانت موجودة في الرها، تخص القديسة فيرونيكا في فلسطين، التي مسحت وجه يسوع المتألم على طريق الجلجلة، حصلت على صورة مطابقه لوجه المسيح على منديلها، عرفت الصورة فيما بعد طريقها إلى تلميذ المسيح أدي، الذي بدوره نقلها إلى الرها، فوصلت إلى الملك أبجر، الذي وضعها ضمن كنوز قصره، فيما بعد وضعت الصورة في كنيسة الرها حتى القرن التاسع الميلادي، تشير التقاليد إلى أنها نقلت بعد القرن التاسع الميلادي إلى القسطنطينية، ثم انتقلت إلى إيطاليا بعد أن أهداها إمبراطور بيزنطة إلى دوق جنوا. اليوم في إيطاليا، يوجد ثلاثة نماذج عن قصة اللوحة؛ إحداها في مدينة جنوا معروفة باسم Il mandylion di Genova الأخرى؛ في كنيسة القديس سيلفتسر في الفاتيكان في روما Il mandylion di Roma والثالثة؛ هي المعروفة بكفن مدينة تورينو La Sindone di Torino الذي يثير جدلاً واسعاً في أوساط الدارسين، لكونه الكفن الحقيقي للمسيح أو أنه حقاً يعود للقرن الأول الميلادي. أما نسخة مدينة جنوا التي يتحدث عنها التقليد الرهاوي، فلقد أرسلت من قبل إمبراطور بيزنطة يوحنا الخامس باليولوجوس إلى دوق جنوا دوجي ليوناردو مونتالدو. بالنسبة لنسخة مدينة جنوا، قامت الباحثة كوليت بوزو بدراسة وتحليل تاريخ النسخة، أثبتت الدراسة، أن النسخة تعود إلى القرن الرابع عشر فقط، هو ما يدل على أنها لم تكن الأصل، بل كانت نسخة عن تلك الموجودة في القسطنطينية، أهداها الإمبراطور البيزنطي لدوق جنوا. أخذت قصة المنديل بعدها، بعداً عالمياً في موضوعات الفن المسيحي وفي التأويل الديني والإسقاطات التاريخية. كثيرون يفسرون الحادثة، بتأويلات دينية مسيحية، تشير إلى العقيدة المسيحية نفسها، يؤكدون على أن القصة تشير إلى الخلاص والخطيئة في الديانة، فيرمز مرض الملك أبجر إلى الخطيئة الأصلية التي يحملها بني البشر، بينما يرمز منديل المسيح المرسل إلى أبجر ملك الرها والشفاء؛ إلى فكر الفداء والخلاص من الخطيئة الأصلية، التي جاء المسيح بدينه الجديد على أساسها.
أسقفية الرها في العصر البيزنطي:
كانت أسقفية الرها جزءاً من الكنيسة المشرقية السريانية. كانت كنيسة المدينة تتبع تنظيمياً لإكليروس يقع ضمن أراضي الإمبراطورية الفارسية، سواء في كرسي المدائن أم في كرسي ساليق الكنسي (سلوقية جنوب بغداد)؛ الكرسي السيادي على كافة الكراسي السريانية في منطقة ما بين النهرين. كان موقع الرها الجغرافي في أعالي الجزيرة السورية الفراتية، يفرض تبعيتها السياسية أغلب الأحيان إلى الإمبراطورية البيزنطية، بينما كانت تبعيتها الروحية للكراسي الدينية في الإمبراطورية الفارسية. سبب لها هذا الوضع، الكثير من المشاكل والنزاعات، كانت الكنيسة دوماً تتأثر بالسياسة وبالعلاقة السياسية بين الإمبراطوريتين البيزنطية والفارسية. ففي سيطرة الفرس على المدينة، نلاحظ دوماً وجود أسقف مونوفيزي من أصحاب الطبيعة الواحدة على كرسي المدينة، بينما نرى في أوقات السيطرة البيزنطية وجود أسقف خلقيدوني من أصحاب الطبيعتين. تأثرت الكنيسة كثيراً بهذا الوضع ودفعت الكنيسة السريانية أثمان كبيرة، بسبب السياسية الدولية لذلك الزمن. لقد تعرضت الكنيسة فيما بين النهرين، من ضمنها كنيسة الرها، لكثير من الاضطهادات الدينية في العصور الكلاسيكية والبيزنطية، من قبل الأباطرة الفرس والبيزنطيين على السواء. فالجماعة المسيحية الكبيرة في أراضي الإمبراطورية، كان ينظر لها في البداية، باحتقار من قبل الأباطرة الفرس، الذين كانوا يرون المسيحيين كخونة وعملاء لروما وبيزنطة، كذلك كانت هذه الجماعة المسيحية السريانية الكبيرة، تعرف طبيعة الحرية المسيحية خارج الأراضي الفارسية، كان لديها حنين دائم لمدن؛ أنطاكية، القسطنطينية، روما، وحسد للمواطنين المسيحيين، الذين يعيشون في كنفها. لم يكن باستطاعتهم إخفاء فرحهم، عندما كانت جحافل البيزنطيين وراياتهم المسيحية المقدسة، تقتحم بلاد ما بين النهرين وترتفع فيها.
على المقلب الآخر، كان الفرس ينظرون لهم بعين الريبة، كما كانوا في صراع ديني معهم أيضاً، لأنهم رأوا فيهم خطراً على معتقداتهم، ودياناتهم الفارسية القديمة. نرى في كل مرة كان البيزنطيون ينتصرون فيها على الفرس في منطقة ما بين النهرين، كان مستوى التسامح مع المسيحيين في الإمبراطورية الفارسية ينخفض ويتجهون إلى اضطهاد المسيحيين المتواجدين على أراضيهم، عبر تحميلهم أسباب الخسارة. أيضاً في أيام السيطرة البيزنطية، كانت الكنيسة السريانية المشرقية تدفع الثمن، من خلال الصراع اللاهوتي بين المسيحيين أنفسهم عبر الانشقاقات التي حصلت في جسم الكنيسة، فكثيراً ما تعرضت الكنيسة السريانية للاضطهاد من قبل الأباطرة البيزنطيين أنفسهم لهذا السبب، نراه بوضوح بعد الانشقاق في الكنيسة البيزنطية بعد مجمع خلقيدونية ورفض الكنيسة الشرقية له.
أكبر الاضطهادات التي نقرأ عنها في تاريخ الكنيسة الشرقية، اضطهاد شهير يعرف بالاضطهاد الأربعيني في التاريخ الكنسي، وقع في عهد الإمبراطور الفارسي شابور الثاني، الذي فرض ضرائب باهظة على المسيحيين، لسند مجهوده الحربي ضد الرومان، عندما لم يستطع المسيحيون دفع المستحقات، تعرضوا لحملة من الاعتقال والتنكيل. حدث ذلك في ربيع عام 341 م كان مار شمعون برصباعي ورفاقه المئة واثنين من دفعة الشهداء الأولى في هذا الاضطهاد الشهير. مار شمعون برصباعي؛ كان الرئيس الروحي على المسيحيين فيما بين النهرين، تم جلبه بعد حادثة الضرائب، التي كانت حجة للاضطهاد، فسيق مع رفاقه إلى المدائن إلى منطقة كرخ ليدان في منطقة الأحواز. كان قد اتهم باحتقار الشمس والنار المقدسة الفارسية وبرفضه السجود لملك الملوك الفارسي شابور الثاني، استطاع مار شمعون بحكمته، تفنيد كل الاتهامات الملفقة له. كان الملك يعرف مكانته بين النصارى، لذلك لم يكن يرد قتله في البداية، فعاد واتهمه بتحريض المسيحيين لرفض دفع الضرائب، فأجاب بأنه قائد روحي للمسيحيين، ليس جلاداً أو جابي ضرائب روماني، موضحاً؛ أنه لا يستطيع تحميل الناس أكثر من طاقتهم في دفع الضرائب، مما ألب عليه المجوس في القصر، الذين قاموا بالتحريض عليه أمام الإمبراطور، عندما طلبوا منه أن يسجد لرمز الشمس بداية فرفض، من ثم طلبوا منه السجود للنار الفارسية المقدسة، لكنه رفض بشدة، عندها استشاط الملك الفارسي غضباً، فأمر بقتله مع رفاقه، فساقوه مع الكاهنين حنانيا وعبد هيكلا والآخرين، فتم قطع رؤوسهم جميعاً.
بعد استشهاد مار شمعون ورفاقه المئة واثنين، بدأت حملة اضطهاد عنيفة للمسحيين في الأراضي الفارسية، استمرت عشرة أيام ذهب ضحيتها الكثيرون، حتى من الأبرياء الذين قتلوا بالخطأ، عندها طلب شابور الثاني، أن يأخذ الاضطهاد والاتهام صيغة قضائية، استمر القتل والتنكيل في أرجاء الامبراطورية بطريقة مهولة، لا زال صداها يتردد بأسى في الكنيسة السريانية.
في خريف 341 م ألقي القبض في كرسي ساليق رأس الكنيسة السريانية الشرقية على مار ساهدوشت؛ الذي خلف مار شمعون على كرسي المدائن، مع 128 شخصاً من الكهنة والشمامسة والرهبان والراهبات، استشهد هؤلاء في شباط عام 342 م، أما مار شاهدوست، فلقد سيق إلى بيت لاهاث حيث قطع رأسه خلال الصيف بعد محاكمة صورية.
في نهاية عام 344 م. نقرأ أنه خلال إقامة الملك شابور في ساليق، ألقي القبض على 120 شخصاً من الإكليروس وقتلوا في 6 نيسان عام 345 م بعد أن أمضوا فترة ستة أشهر في السجن تحت التعذيب. في شباط من العام نفسه ألقي القبض على بربعشمين؛ هو ابن أخت مار شمعون، كان قد خلف مار شاهدوست على كرسي المدائن، زج به في السجن مع 16 شخصاً من الإكليروس، ظلوا رهن الاعتقال مدة عام، ثم اقتيدوا إلى كرخ ليدان في الأحواز، حيث جرى قتلهم هناك في عام 346 م. بعد بربعشمين، ظلت الكنيسة السريانية الشرقية بدون راع مدة أربعين سنة تقريباً، إلى ما بعد وفاة الملك شابور الثاني.
على الرغم من كل ما حصل، لم ينجح الاضطهاد الكبير، في إخماد نفس الكنيسة السريانية نهائياً، فبالرغم من طول مدة الاضطهاد، التي يذكر بعض المؤرخين أنها استمرت إلى عام 379 م، إلا أن التقاليد السريانية المسيحية عادت للظهور بعد انتهاء موجة العنف، عاملة على إعادة إحياء الكنيسة وتأمين استمرارها، بكل ما تحمله من إرث وتقاليد سامية.
بعد الفترة العصيبة التي مرت في تاريخ كنيسة ما بين النهرين، عادت الأمور للتحسن والانفراج من جديد في عام 394 م. لكن المشكلة، تبقى في ذكر رؤوس الكنيسة في تلك الفترة المأساوية بعد مقتل (بربعشمين)، فالمصادر تذكر اسمين تعاقبا على سيادة الكرسي في المدائن، هما على الترتيب؛ تومرصوما المسمى (تموزا)، و قيوما، اللذان ذكرا في كتابات المؤرخين السريان؛ صليبا و ماري بن سليمان و ابن العبري، لكن الروايات التي ذكرت الاسمين تتضارب، خصوصاً حول التاريخ الذي وصل فيه تومرصوما لرئاسة الكنيسة، لكن أغلب المرويات، ترجح أن التنصيب حصل في عام 384 م واستمر إلى 392 م و أن الكرسي خلا بعده مدة سنة و نصف، أو سنتين كما يقول المؤرخ صليبا، فيكون والحالة هذه اختيار قيوما كرأس للكنيسة، قد تم حوالي عام 395 م وقام بهذه المهمة لمدة أربع أو خمس سنوات، عندما تنازل عنها لمار إسحق الذي ارتقى إلى الكرسي في عام 399 م في عهد الإمبراطور يزدجرد الأول. دامت رئاسة إسحق على الكنيسة الشرقية السريانية مدة 11 عاماً، كانت زاخرة بأهم الأعمال، أكثرها قيمة وأهمها على الإطلاق تمثّل في إعادة تنظيم الكنيسة السريانية عبر عدة خطوات:
أهمها؛ عقد مجمع ساليق الشهير عام 410 م المجمع الأهم في تاريخ الكنسية السريانية الشرقية، الذي كان لمار إسحق وماروثا الميافرقيني دوراً كبيراً في عقده وإقناع الإمبراطور الفارسي يزدجرد الأول بأهميته. كانت قرارات هذا المجمع، بمثابة أو بأهمية القرارات التي أصدرها الإمبراطور الروماني قسطنطين الأول في الغرب إبان مرسوم ميلانو الشهير وحملة التسامح والحرية الدينية الكبيرة بعده. أمر الإمبراطور الفارسي يزدجرد الأول الذي ترأس المجمع وتلقى الاطراء في بدايته من قبل رجال دين الكنيسة؛ بإقرار الحرية الدينية المسيحية داخل أراضي الامبراطورية الفارسية، منع اضطهاد المسيحيين الذين كانوا تحت حكمها، اعطاء الأمر بإعادة بناء الكنائس المتهدمة من الاضطهاد السابق. كل ذلك كان على صعيد الإمبراطورية والعلاقة مع الكنيسة، التي أعطي لأفرادها الحرية الكاملة في فارس، لتنظيم شؤونهم، لينبثق عن المجمع فيما بعد ترتيب الكراسي الدينية في الكنيسة السريانية ورسامة رهبانها وقادتها الروحيين.
الكراسي السريانية وتراتبيتها في ما بين النهرين:
كانت كرسي ساليق (سلوقية جنوب بغداد) تشكل رأس الهرم في الكنيسة السريانية في بلاد ما بين النهرين، حيث كانت كرسي الرئيس الأعلى جاثليق المشرق. وهي مع كرسي المدائن في العاصمة اعتبرت أهم كراسي الكنيسة السريانية التي أسسها مار ماري، الذي بشر في بلاد الفرثيين، وتحت سيادة هذه الكراسي؛ كان هناك خمسة كراسي رئيسية هي على الترتيب التالي:
1. كرسي بيت لافاط في الأرضي الفارسية.
2. كرسي نصيبين شمال شرق سوريا.
3. كرسي فرات ميشان وهي منطقة البصرة حالياً.
4. كرسي حدياب وهي مدينة أربيل الحالية.
5. كرسي كرخ سلوخ وهي كركوك الحالية.
في ألقاب رؤساء الكنيسة الشرقية:
لقب بطريرك هو كلمة يونانية تعني (الأب العام)، لم يظهر إلا بعد المجمع الخلقيدوني سنة 451 م، كان قد أطلق في البداية على رؤساء الكراسي الرئيسية: روما، القسطنطينية، أنطاكية، القدس، الإسكندرية. كانت قد تبنته أيضاً كنيسة السريان المشرقية في فترة ما بين القرن الرابع والقرن السادس الميلادي. لذا لا يجوز اطلاقه قبل هذا التاريخ على آباء الكنيسة. كان رأس الكنيسة السريانية في نهاية القرن الثالث يسمى Katholikos جاثليق: وهو اسم تبناه رئيس كرسي المدائن في فارس؛ كان يطلق الاسم على جابي الضرائب في الإمبراطورية الرومانية، ويعني (العام) أو (الشامل). في القرن الرابع الميلادي أصبح رئيس الكنيسة السريانية، يسمى مافريان Maphrian المشتقة من الأصل السرياني أفري Aphrī والذي يعني أعطى، فكانت اللفظة تشير إلى صاحب العطاء أو الغبطة. في مراحل متأخرة، أطلق على رؤساء كنيسة المشرق لقبهم الأول مع اللقب الجديد أي؛ الجاثليق البطريك: (قاثوليقا بطريركس) التي تستخدم اليوم في الصلوات الطقسية.
كرسي الرها وأساقفتها
كانت كنيسة الرها في القرن الرابع الميلادي، كرسياً لأسقفية، تابعة كهنوتياً إلى جاثليق ساليق رأس الكنيسة السريانية، التي تقع على نهر دجلة جنوب بغداد، داخل أراضي الإمبراطورية الفارسية في ذلك الوقت. بينما كانت مدينة الرها في أغلب الأحيان، منطقة نزاع تحت السيطرة السياسية البيزنطية. هذا الوضع زاد في تعقيد الوضع في أسقفيتها. على الرغم من تواتر أسماء لأساقفة مدينة الرها قبل القرن الرابع الميلادي، لكننا لا نستطيع تأكيد ترتيبها تاريخياً. على الرغم من ذكر التقليد أسماء العديد منهم في القرن الثاني: كالأسماء الأولى؛ آحي، آجاي، فالوط، عبشلاما، برسميا. لا نستطيع وضع ترتيب أكيد لهذه الأسماء الأخيرة الثلاثة، هناك شح في المعلومات التاريخية الدقيقة، أو المؤكدة عن أساقفة مدينة الرها في القرن الثاني والثالث الميلادي. حتى في مرويات الأحداث المدنية في الرها، خلال القرن الثاني والثالث الميلادي، نلاحظ فتوراً في العلاقة مع المسيحية وقلة حماس للدين، خصوصاً في قصة فيضان نهر ديصان التي وقعت في بداية القرن الثالث الميلادي، تؤكد القصة أن الملك وناس المدينة، كانوا أقرب إلى الوثنية منه إلى المسيحية، مدعية أن الفيضان، حصل بسبب غضب الرب على أهالي المدينة لقلة إيمانهم. هو أمر طبيعي في سياق التاريخ، عندما يفقد أي شعب الحماس حول موضوع معين، بعد ابتعاد القصة عن بدايتها وزخمها الأول والانصراف إلى طبيعة الحياة الجديدة.
مار أفرام السرياني / شمس السوريين
في بداية القرن الرابع الميلادي مع شرعنة الديانة المسيحية، عبر الدفع الذي أعطته الإمبراطورية البيزنطية، تعود المسيحية إلى زخمها الأول وحماسة مؤمنيها. تبدأ سلسة أساقفة الرها الموثقة بالظهور في ذلك الزمن بترتيب واضح، بداية مع الأسقف مار أفرام السرياني(Ephraem Syrus (373..363 ، كان أفرام أسقفاً سورياً ولد في عام 306 ميلادي قرب نصيبين في سوريا. تلقى العماد المسيحي في عمر الثامنة عشر، لينخرط بعدها في السلك الكنسي في المدينة، في عام 338 م أصبح شماساً، قام بنشاطات كبيرة في التبشر والرهبنة في منطقة الجزيرة العليا. في عام 361 م وصل مار أفرام السرياني إلى الرها التي عين فيها أسقفاً.

كتابات مار أفرام السرياني، تحمل أهمية وخصوصية كبيرة في تاريخ الكنيسة الشرقية السريانية، تعتبر مصدراً مهما في الكتابة عن المعلومات الكنسية والأمور الطقسية، عبر عدة مجالات؛ تخص النصوص الدينية والأدبية الشعرية. أيضاً له شهرته الكبيرة في ترسيخ وصياغة تقاليد الرهبنة، والحياة الديرية في سوريا في العصر البيزنطي. في فترة وجوده على رئاسة أسقفية الرها، تعرضت الكنيسة فيما بين النهرين، لغزو الفلسفة والأفكار المانوية الدينية للكنيسة، استطاع مار أفرام السرياني، بما يملكه من ثقافة وتمرس عميق في اللاهوت المسيحي، من مواجهة المانوية في الرها وتفنيد حججها، مما جعله يرتفع في نظر رعايا كنيسته، سكان الرها، الذين ارتبطت ذاكرتهم الجمعية الروحية بمحبة مار أفرام السرياني حتى اليوم. كان يطلق عليه في الرها لقب عمود الكنيسة السريانية السورية أو شمس السوريين.
الأريانيون والآريوسية
بعد وفاة مار أفرام السرياني في عام 373 ميلادي، نقرأ أن كرسي الكنيسة في الرها وقع بيد الأريانيين؛ أتباع آريوس في الديانة المسيحية، قام الأريانيون في الرها، بإثارة الكثير من المشاكل في المدينة مع الطوائف المسحية الأخرى، أدت إلى الاضطراب والفوضى في المدينة، مما أجبر الإمبراطور الروماني جوليان إلى إرسال الجيش إلى المدينة لإعادة الأمن واستخلاص الكرسي الكنسي الرهاوي من أيدي الأريانيين.في عهد فالنتينيان364 ) Valentinianus م) الذي كان امبراطوراً مسيحياً أريانياً، وقع اضطهاد من قبل الإمبراطور ضد سكان المدينة، خير فيه الإمبراطور سكان الرها بين اعتناق الأريانية أو الموت، لتحصل حملة كبيرة من التنكيل ضد مسيحيي المدينة في عهده. بعد وفاة الإمبراطور فالنتينيان، قام مسيحيو المدينة بعزل الأسقف الأرياني براسي Brasi وارساله إلى المنفى. عملوا بعدها على رسامة وتعيين الأسقف الجديد ربولا على كرسي الرها (411..436 م).
ربولا المونوفيزي
ولد الأسقف ربولا Rabula لأسرة سورية في مدينة قنسرين قرب حلب، لأب وثني وأم مسيحية. ترك الأسقف ربولا الأسرة في وقت مبكر وذهب لممارسة حياة الرهبنة ذات التقاليد القاسية في شمال سوريا. بعد ذلك انتقل إلى مدينة الرها، حيث تدرج في السلك اللاهوتي هناك، حتى وصل إلى رئاسة الأسقفية في عام 411 ميلادي. كان ربولا مونوفيزياً من أنصار الطبيعة الواحدة في المسيح، عندما وقع الصراع اللاهوتي بين نسطوريوس وبطريرك الإسكندرية، وقف ربولا إلى جانب كيرلس ودعم تعاليم المدرسة الإسكندرية ضد تعاليم نسطوريوس.
هيبا النسطوري
توفي ربولا في عام 436 ميلادي وخلفه على كرسي الرها الأسقف هيبا Hiba (436..457 م) كان الأسقف هيبا صديقاً لنسطوريوس، لذلك حاز على ثقة ودعم النساطرة في المدينة. في ذلك الوقت حصل صدام بين النساطرة وأصحاب الطبيعة الواحدة في المدينة، قام المونوفيزيون في الرها بالتشكي على الأسقف هيبا لدى بطريرك أنطاكية. الذي اتخذ قراراً في مجمع أفسوس الثاني، بعزل الأسقف هيبا عن كرسي الرها. توفي أسقف الرها هيبا في عام 457 ميلادي.
الرها مسرح صراع خلقيدوني – نسطوري
بعد وفاة هيبا، عاشت أسقفية الرها فترة طويلة من الاضطرابات والمشاكل، بسبب الصراع بين النساطرة وأصحاب الطبيعة الواحدة. بعد فترة الصراع هذه، نقرأ أنه في عام 469 ميلادي، تم تعيين أسقف للمدينة باسم نونا Nuna ) 469..471 م)، استمر الأسقف نونا على رأس الكنيسة لمدة عامين، لكونه أسقفاً خلقيدونياً، حصلت في فترة نيافته، الكثير من المضايقات للمسيحيين النساطرة في المدينة. بعد الأسقف نونا رسم على رأس الكنيسة في الرها الأسقف قورا Qura )471..489 م) كان الأسقف قورا خلقدونياً تابعاً لكنيسة العاصمة القسطنطينية، خلال وجوده على رئاسة كرسي الرها، استطاع الأسقف قورا اقناع الإمبراطور زينون Zenon بإغلاق مدرسة الرها اللاهوتية، التي كانت مركزاً سريانياً مهماً تأسس على يد مار أفرام السرياني، ولعب دوراً كبيراً في تطور اللاهوت المسيحي في المدينة. بحصول الأسقف قورا على موافقة الامبراطور زينون، لإغلاق مدرسة الرها، انتهت قصة آخر مركز لاهوتي نسطوري داخل أراضي الإمبراطورية البيزنطية. بعد إغلاق مدرسة الرها النسطورية وبعد وفاة الأسقف قورا في عام 498 ميلادي، عاشت كنيسة المدينة عامين من الصراع بين المونوفيزيين أصحاب الطبيعة الواحدة وبين الخلقيدونيين الذي يدعمون قرارات مجمع خلقيدونية التي رفضها أصحاب الطبيعة الواحدة في سوريا.
في عام 501 ميلادي اختير الأسقف بولس على رأس كرسي الرها، كان الأسقف بولس مونوفيزياً من أصحاب الطبيعة الواحدة. في عهده عاشت الأسقفية في الرها، فترة من الهدوء والسلام، خصوصاً أن امبراطور بيزنطة في تلك الفترة أنستاسيوس Anstasius كان مسيحياً مونوفيزياً، يدعم أصحاب الطبيعة الواحدة في سوريا، مما انعكس على المونوفيزيين، الذين عاشوا فترة مزدهرة من الحرية في عهده.

توفي الإمبراطور أنستاسيوس في عام 519 ميلادي، خلفه على عرش القسطنطينية، الإمبراطور جوستين Justin كان جوستين مسيحياً خلقيدونياً، أراد أن تكون مسيحية الإمبراطورية البيزنطية، مجتمعة على تعاليم مجمع خلقيدونية. وقع في عهده اضطهاد كبير ضد أنصار الطبيعة الواحدة، المونوفيزيين في سوريا الرافضين لقرارات المجمع المذكور. كانت فترة حكمه الأسوأ على المسيحيين الشرقيين. قام بقتل الكثير من الرهبان ورجال الدين في سوريا. أصدر أيضاً أمراً بمنع ممارسة أنصار الطبيعة الواحدة لمذهبهم، ليتحول المذهب المونوفيزي في عهده إلى مذهب سري، تمارس طقوسها في الخفاء. ضاق الخناق في عهده كثيراً، على أتباع الكنيسة السريانية السورية. في تلك الفترة لعب يوحنا أسقف تلا في شمال سوريا، دوراً كبيراً في المحافظة على التقاليد السريانية الشرقية في سوريا، حيث قام بالاهتمام بتنصيب الرهبان والأساقفة ورجال الدين بسرية تامة في سوريا، إلى أن تم القاء القبض عليه في منبج وقتله من قبل الجنود البيزنطيين.
في عام 527 م توفي الإمبراطور جوستين وخلفه ابن أخته الإمبراطور جوستنيان الكبير Justinaius I الذي رغب بتوحيد الكنيسة المسيحية ضمن أراضي الإمبراطورية؛ الكنيسة الشرقية والكنيسة الغربية. كان الإمبراطور يعرف أن وحدة الكنيسة، مهمة جداً على طريق وحدة الإمبراطورية، التي كان يسعى إليها جاهداً. فاتسم عهده بتسامح كبير، خصوصاً مع المونوفيزيين؛ أصحاب الطبيعة الواحدة في سوريا. يقال أيضاً أن زوجته الإمبراطورة تيودورا لعبت دورًا كبيراً في دعم المونوفيزية، خصوصاَ؛ أن المصادر السريانية لأصحاب الطبيعة الواحدة، تعيد أصلها إلى عائلة سورية وتؤكد أنها كانت ابنة راهب سوري مونوفيزي، كان على رأس كنيسة الرقة السورية (Kalinikos)، بينما تؤكد المصادر البيزنطية، أنها كانت ابنة مربي الدببة في سيرك العاصمة البيزنطية القسطنطينية. مهما يكن من أصل الإمبراطورة، فلقد لعبت دوراً كبيراً في مهمة دعم أصحاب الطبيعة الواحدة.
قام الإمبراطور جوستنيان في عام 543 ميلادي، بدعوة ملك العرب الحارث بن جبلة الغساني Arthas إلى القسطنطينية لتنظيم شؤون المقاطعة العربية. في تلك الزيارة طلب الملك من الإمبراطور جوستنيان والإمبراطورة تيودورا، مساعدته في دعم الكنيسة السورية، وترسيم أساقفة لها من قبل تيودوسيوس بطريرك القسطنطينية، فلبى الإمبراطور طلبه بدعم من الإمبراطورة تيودورا، قام تيودوسيوس بطريرك القسطنطينية بتعيين المطران تيودور على ولاية العربية في كرسي بصرى. من ثم قام بتعيين يعقوب البرادعي على أسقفية الرها، وخوله سلطة واسعة على منطقة الشرق. كان يعقوب البرادعي ابن كاهن من تلموزلت في شمال سوريا، ولد عام 490 ميلادي، ترهب في دير قرب نصيبين، جاء إلى القسطنطينية في عام 528 ميلادي. حصل فيما بعد على رعاية الإمبراطورة. عندما تم ترسيمه أسقفاً على الرها في عام 543 ميلادي واعطائه سلطة على منطقة الشرق، أخد يطوف في المناطق الشرقية ويرسم أساقفة وكهنة وشمامسة عديدين، حتى قيل إنه رسم 127 أسقفاً وبطريركين ونحو مائة ألف إكليركي على مختلف درجاتهم، بفضل نشاطه استطاعت الكنيسة المونوفيزية في سوريا، أن تنظم شؤونها وتستعيد نشاطها، وتحافظ على استمراراتها في البلدان التي عمل بها. بعد أفعال يعقوب البرادعي الجليلة في خدمة الكنيسة المونوفيزية، أطلق اسمه على الكنيسة، لفترة من الزمن، حيث انتسب أبناء المذهب له فترة طويلة فعرفوا (باليعاقبة) هذه التسمية باتت غير مرغوبة في هذا العصر، حل محلها اسم (السريان الأرثوذكس). توفي يعقوب البرادعي في الرها في عام 578 ميلادي.
توفي الإمبراطور جوستنيان في عام 565 ميلادي، خلفه على عرش القسطنطينية، الإمبراطور جوستين الثاني، عمل الإمبراطور جاهداً على توحيد الكنيسة داخل الإمبراطورية، لكنه لم يفلح في تحقيق ارادته. أصبح بعد إخفاقه من المتعصبين دينياً، بدأ حملة من الاضطهادات للمخالفين لمذهب خلقيدونية البيزنطي، مما أوقع الكثير من القتل والتنكيل بأنصار الطبيعة الواحدة في سوريا. لم تكن الأمور تسير بشكل جيد في الرها، فلقد تأرجح أساقفتها في تلك الفترة، تارة بين تعاليم الخلقيدونيين، وتارة على تعاليم الطبيعة الواحدة، لم يستقر أسقف واحد لفترة طويلة على رأس المدينة، التي بقيت في تلك الفترة ساحة للنزاع والصراع والاضطهاد.
في عام 609 ميلادي، دخل الإمبراطور الفارسي خسرو الثاني بجيشه مدينة الرها، فقام بعزل الأسقف بولس الذي كان في تلك الفترة على رأس الأسقفية، من بعدها قام بتعيين أسقف نسطوري على كرسي الرها. هرب رجال الدين الخلقيدونيين في تلك الفترة من المدينة باتجاه العاصمة. أرسلت الكثير من الشخصيات الدينية المونوفيزية في المدينة إلى المنفى في فارس، كان من بينهم الأسقف المونوفيزي للمدينة يونان الذي كان معاصراً للإمبراطورين موريشيوس وفوكاس. توفي أسقف الرها يونان عام 628 ميلادي، حيث تم تعيين خلف له الأسقف إيشعيا الذي كان منفياً في فارس من قبل. في نفس العام دخل الإمبراطور البيزنطي هرقل إلى مدينة الرها واستردها من أيدي الفرس. تفاجأ الإمبراطور بكثرة أعداد المونوفيزيين في المدينة في تلك الزيارة. حدث أن طلب الإمبراطور دخول الكنيسة الكبيرة لحضور القداس، أثناء القداس تروي المصادر؛ أن الأسقف إيشعيا رفض مناولة الإمبراطور الأفخاريستيا متذرعاً، بأن الإمبراطور على غير مذهبه، لذلك لا يستطيع مناولته. أحدثت القصة، اضطرابات في المدينة، قام هرقل على أثرها بعزل الأسقف إيشعيا عن رأس الكنيسة، وتنصيب أسقف خلقيدوني ملكي، لتبقى المدينة في يد الملكيين حتى دخول المسلمين الرها، الذين تركوا الأوضاع على ما كانت عليه، ليخسر أصحاب الطبيعة الواحدة، السيادة على أسقفية الرها فيما بعد، بسب أزمة الأسقف إيشعيا والإمبراطور هرقل في العصر البيزنطي. بدخول العرب إلى الرها، انتهت العصور الكلاسيكية التي كانت غاية في الأهمية في تاريخ المدينة وتاريخ سوريا بشكل عام. هذا الدخول العربي، أدى إلى خروج الإمبراطور هرقل وجيشه من سوريا، لينتهي العصر البيزنطي الذي كان المحطة الأكبر في ازدهار المسيحية السورية.
مدرسة الرها اللاهوتية (363..489 م)
كان لنشوء مدرسة الرها المسيحية اللاهوتية أسباب عديدة؛ أولها علاقتها المبكرة مع المسيحية. ثانيها الأنشطة التبشيرية والحماس للمسيحية مند اللحظات الأولى في المدينة، أتاح شهرة عالمية وصلت إلى كافة أماكن العالم المعروف، حتى أقاصي أديرة وكهوف الرهبان في الغرب. فوق ذلك نرى جميع المؤرخين يؤكدون على أنها مهد الأدب السرياني. كان لهذا الإرث، دوراً كبيراً في نشوء أدبيات النقاش الفكري واللاهوتي. تحولت المدينة أيضاً في وقت لاحق إلى مركز للحج المسيحي، أدى إلى استقبالها لأفكار وثقافات عديدة، مختلفة بين الشرق والغرب، أصبحت عبرها الرها بوتقة لصهر هذه الأفكار وإعادة صياغتها. هنا كانت الرها عقدة وصل ليس تجارياً فقط، بل ثقافياً أيضاً.
على الصعيد الديني: كانت عقدة وصل رباعية الاتجاهات؛ بين الكنيسة الشرقية في فارس والكنيسة الغربية في القسطنطينية. عقدة وصل سورية؛ بين مدرسة نصيبين اللاهوتية في الشرق ومدرسة أنطاكية اللاهوتية في الغرب السوري. دور آخر مهم لعبته المدينة لا يتم التركيز عليه؛ هو دورها كمركز سرياني أصيل لعب دور بوابة ثقافية في أقصى الشمال السوري، قام بنقل ثقافات المراكز السورية السريانية في الجنوب إلى الخارج خصوصاً أرمينيا وروسيا، لا نستطيع عدم رؤية الدور الذي لعبته الكنيسة الشرقية عبر الرها المركز السرياني الأقرب في إيصال التقاليد الأرثوذكسية الشرقية إلى تلك البلدان، لتتحول تلك التقاليد من إطارها السوري المحلي إلى صيغة عالمية اليوم خارج الوسط السرياني. هنا مكن موقع الرها الجغرافي المدينة من لعب دور استقبال وارسال وصياغة التقاليد اللاهوتية.
تعاقب الامبراطوريات على مدينة الرها في العصور الكلاسيكية، أدى أيضاً إلى تلاقح ثقافي كبير على كل الأصعدة. فمن الحكم الآشوري إلى الإمبراطورية السلوقية، إلى الرومانية ومن ثم البيزنطية. لعب هذا التعاقب الثقافي دوراً في منح المدينة غنى تراكمياً متجدداً. كان لإرسال العائلات الغنية أولادها للدراسة في حواضر العالم الكلاسيكي تأثير كبير، في تمهيد الأجواء في المدينة لتطور الثقافة. نقرأ من معلومات الكنيسة أن عائلات المدينة الغنية، كانت ترسل أولادها للتعلم في مدارس أنطاكية، الإسكندرية، بيروت، أثينا وغيرها من مدن العصر الشهيرة بالعلم والثقافة.
وجود جالية يهودية سورية كبيرة في المدينة، كان عاملاً آخر ساعد على بناء أساس أو قاعدة، لنشر الثقافة والأدبيات اللاهوتية المبكرة للعهد القديم، نقرأ في تاريخ المدينة الكنسي أن الجالية اليهودية في المدينة، قدمت في أوقات مبكرة من التاريخ الميلادي، مساعدات مالية لمعبد اليهود في القدس. عوامل خارجية أخرى ساهمت في هذا الغنى؛ كانت دخول الأفكار المانوية إلى المدينة وانتشارها بكثافة في فكر المدينة، من ثم كان لدينا الهرطقات التي دخلت في بداية المسيحية كالمرقيانية والنيكولية، كل هذا الجو؛ من الاستقبال والارسال والدفاع والرد على الأفكار الأخرى، خلق البيئة المناسبة لانتشار المسيحية كفكر سوري جديد. نعرف من خلال المراجع أن المملكة في الرها؛ كانت أول مملكة مسيحية في العالم.

أسست مدرسة الرها من قبل القديس أفرام السرياني سنة 363 ميلادي، تعود أسباب تأسيسها المباشرة، إلى فتح مدرسة للنازحين السريان من مدينة نصيبين بعد الاجتياح الفارسي للمدينة، فكان أغلب أساتذتها وطلابها من النازحين النصيبيين، لذلك تعرف المدرسة أيضاً باسم مدرسة الفرس في الرها. أصبحت المدرسة وبعدما توفر لها من مقومات ثقافية سابقة وإمكانيات لاهوتية مسيحية لاحقة، أن تصبح لمدة قرن وربع أهم مركز ثقافي في المنطقة الشرقية السورية وفي الشرق المسيحي كله. تخرج منها الكثير من العلماء في اللاهوت المسيحي السرياني الشرقي، تبوأ عدد كبير منهم كراسي أسقفية ومناصب رسمية مهمة في الإمبراطورية البيزنطية، سواء في أنطاكية أو في العاصمة القسطنطينية نفسها. تأثرت المدرسة اللاهوتية في الرها بالأفكار السائدة في أنطاكية، فسرعان ما تبنت المدرسة النظرية الأنطاكية، وما تمثله من تيار شرقي عقلاني، يطرح على النقاش كل الأفكار اللاهوتية، فأصبح تيودوروس الطرسوسي وتيودوروس المصيصي الرائدين الرئيسيين في هذه المدرسة بأفكارهما. بقيت مدرسة الرها اللاهوتية على أفكار المدرسة الأنطاكية على طول مسيرتها، لم تخرج عنه بشكل ملحوظ، إلا في عهد الأسقف ربولا الذي اتخذ موقفاً مناوئاً للمدرسة وفكرها، ظهر جلياً عندما وقف في الصراع بين تعاليم نسطوريوس بطريرك القسطنطينية السوري وكيرلس بطريرك الإسكندرية إلى جانب كيرلس، ودعم أفكار كيرلس ومدرسة الإسكندرية في مواجهة نسطوريوس وأفكار مدرسة أنطاكية والرها. يقال إن السبب يعود إلى خلافات قديمة، تعود إلى إفحام تيودوروس المفسر لربولا أمام الرهبان في قضية لاهوتية، في العاصمة القسطنطينية، لذلك حقد ربولا على تيودوروس ورفض تعاليمه وأفكاره وحاربها في مدرسة الرها. نقرأ أيضاُ أنه قام بحرق الكتب التي نقلها الأسقف هيبا لتيودوروس المفسر من اليونانية إلى السريانية. لكن بعد وفاة ربولا ورسامة هيبا على أسقفية المدينة في سنة 435 ميلادي، نلاحظ انفتاح المجال أمام هيبا لنشر تعاليم تيودوروس ونسطوريوس في المدينة، لا سيما أن هبيا كان صديقاً لنسطوريوس. بعد هيبا نقرأ اسم الراهب نونا الذي كان مونوفيزياً على رئاسة المدرسة والأسقفية. بعد نونا نقرأ اسم الراهب قورا في إدارة المدرسة، تابع قورا أعمال هيبا في دعم مدرسة أنطاكية في المدينة. بعد وفاة الراهب قورا، استلم إدارة المدرسة الراهب نرساي الملفان الشهير في تاريخ الكنيسة السريانية لمعرفته وثقافته اللاهوتية العالية. في عهده، عمل نرساي على نشر تعاليم تيودوروس المصيصي بكل حماس في الرها، مما أعطى دفعاً كبيراً لتعاليم المدرسة الأنطاكية في المدينة.
تسرب النفوذ المونوفيزي إلى فكر مدرسة الرها في فترات عديدة من تاريخها، خصوصاً بعد فترة طرد هيبا من الرها وتعيين الأسقف نونا المونوفيزي بأمر من المجمع الذي عقد سنة 449 ميلادي. بدوره الأسقف نونا أقصي عن كرس الرها وعن إدارة المدرسة بعد قرارات مجمع خلقيدونية 451 ميلادي. لكنه عاد واحتل الكرسي من جديد في سنة 457 ميلادي. نقرأ بعد عام 449 ميلادي مغادرة العديد من الأساتذة والطلاب لمدرسة الرها باتجاه نصيبين، منهم أسماء شهيرة كنرساي الملفان وبرصوما النصيبيني، أصبح برصوما أسقفاُ على نصيبين عام 457 ميلادي، عند مجيء نرساي الملفان من الرها ومدرستها باتجاه نصيبين، طلب الأسقف برصوما منه بالبقاء في المدينة وتأسيس مدرسة لاهوتية فيها، لكي تواصل عمل المدرسة التي كان يعقوب النصيبيني قد أسسها في نصيبين. أخذت مدرسة الرها بالانحلال والابتعاد عن الدور الذي لعبته في عهدها الزاهر، فبعد هجرة الأساتذة والطلاب المهمين فيها، بدأ الضعف يدب في هيكلها التنظيمي نفسه، فتحولت إلى مركز للمشاحنات والخصومات بين النساطرة وأصحاب الطبيعة الواحدة، بعد أن كانت مركزاً لتطوير الفكر اللاهوتي بصيغ أكثر رقياً وأدباً في بداية عهودها الأولى. استمرت المدرسة على هذا المنوال، من المشاحنات والاضطرابات، حتى عهد أسقف الرها قورا، الذي حصل على إذن من الإمبراطور البيزنطي زينون بإغلاق مدرسة الرها الفكرية اللاهوتية في عام 489 ميلادي، بإغلاقها انتهت قصة آخر مركز سرياني نسطوري داخل أراضي الإمبراطورية البيزنطية دام قرابة قرن وربع من الزمن.
دخل العرب المسلمين الرها في عام 639 ميلادي، بعد أن استطاع القائد الإسلامي عياض بن غنم ضم الجزيرة السورية للدولة الإسلامية الناشئة. لعبت المدينة أدواراً مهمة في العصور الوسطى، سواء تحت أيدي المسلمين أو تحت أيدي الصليبيين. استمرت الحياة فيها بشكل طبيعي، لكنها لم تكن بالزخم الثقافي والأدبي، الذي عرفته المدينة في العصور الكلاسيكية وفي العصر البيزنطي المسيحي.
From the lens of Theology for Liberation? The consequences of the battle of Maysaloun (Syria) with the French mandated power in 1920
Posted October 29, 2021
on:Christ in Maysaloun: A New Lens For Liberation Theology
28th October 2021
By Miriam Charabati
Lebanon was willed into existence after the battle of Maysaloun. The church stood proud as the most prominent religious institution that has refuted its oriental roots and adopted an imposed Latinization of its traditions, values, norms, and beliefs.
Like all other nations, Lebanon needed a myth to support its creation. Lebanon geographically was part of historic Phoenicia (whose string of City-States extended from Gaza to Turkey and became the supreme sea power on the Mediterranean Sea for 1000 year).
Phoenicia was not limited to Lebanon’s geographic location. Disregarding that fact and adopting the myth of Phoenician identification as it seemingly opposed both Syria and Palestine Arabism was the perfect myth to create a Lebanon under the leadership of the Patriarch of Antioch and the rest of the East.
The father of Lebanonism was the venerable Peter Elias Howayek, Patriarch at the time, and was given the glory of Lebanon by the French, who had decreed the borders of Lebanon were based on their war with the British.
The role of missionaries (Catholic and Evangelical sects) in the past century has not been secretive. They had a colonial role (through private schools and universities) that sought to uproot future generations from their cultural heritage.
The ultimate goal is to create a framework that allows these generations to refute their history and cultural heritage and to adopt a set of projected values that serve colonial powers.
These values are employed in the project of plundering the local wealth in the Middle-East (particularly dividing the one People into small States with fictitious borders) and developing human resources that support that project.
With plunder and divide to rule being the mission of colonial powers it is essential to understand the significance of portraying Lebanon as a Christian country like no other.
Noting that Christian monuments are more present and valuable in Palestine and Syria than they are in Lebanon in terms of geographical location.
That being said it is time to reflect on Liberation Theology and look at how such theory can be used to liberate Western Asian Christians from colonial Christianity. In the West, indigenous populations have been liberated or are in the process of liberating themselves from the Church as an entire institution. A very prominent example would be the indigenous peoples of Canada and their fight against the cruelty of residential schools from which they continue to suffer. The last residential school was closed in 1996, which is to show how recent these struggles are. The fight against Christian colonialism is not a fight against Christ, rather a fight for Christ.
For in the center of Palestine is the Church of The Resurrection. In Syria, is the birthplace and residence of Saint Maron, whose followers have founded the Maronite Church. This is to say that the French had interest in “preserving” Christian heritage from Islamic threat.
Christians, and the hundred of various Christian sects that spread in the Near-East after Jesus Crucification had been under Islamic rule since 650 AC for hundreds of years and despite tribal wars, the religious artefacts and historical monuments continue to stand to this very day and age.
In Latin America, Liberation Theology sought to protect the poor and help them liberate themselves from economic exploitation (by the colonial powers and their stooges of dictators).
In Western Asia (meaning the Middle-East), Liberation Theology should be a tool used to help Christians liberate themselves from political and cultural exploitation in the first place and economic exploitation in the second place.
The Church in Lebanon receives hefty monetary privileges every year that is untaxable and yet Christians continue to suffer heavy economic circumstances without seeing any support from the Church. (It is a fact that the various religious sects in Lebanon hoard more than 50% of the land)
If Christ were amongst us, he would have sold the gold in the churches and the Patriarch’s scepter and fed every person incapable of feeding themselves, taught every student struggling to get an education, and refuted any political neutrality when it comes to the exploitation of his followers and anyone within his reach. For it was He who kicked the temple merchants.
In liberating our church from colonial implications, we realize that our church extends beyond our borders. Perhaps, one could also argue that it extends beyond faith and it can seep into multiple cultures to unite in its core values and beliefs much more people than its fanatic projection ever can.
Looking at most of the recent political upheavals across Western Asia, it is clear that we are witnessing the same war we had in 1920.
Except, this time, the axis of resistance has much more power and a functional strategy that Arabists back in the day failed to have. We also see that the Christian church is committing to doing the same mistakes it did and go for a second round of the Maysaloun battle for the sake of imperial powers.
As Christians, it has become clear that many of us have felt detached from our surroundings because the church has always believed that it was superior due to its colonial standing. In fact, the church has failed to protect Christians across Western Asia and the only protection and support these groups had was from the Axis of resistance. (The axes of resistance are the political parties and organizations that view Israel as an existential threat to our development and social security)
Christians in the region are starting to lose faith in the church as an institution and, in many ways, this affects their faith. For Christians, in many regions, it is starting to feel like they have to choose between being Christians or belonging to their cultural heritage.
This is how distant the institution has become from the people. The road to liberating this church from colonialism and imperialism is to accept our Christian heritage as an aspect of the cultural heritage denouncing the institution of the church in its politics while having faith in a Christ liberated from this colonial church.
The various Muslim empires have harassed and excluded Christians from major political posts, after the first century of their existence, but it is mostly the colonial powers that threatened Christian presence and the many Christian sects/churches that have destroyed Christian communities across Western Asia.
Is it time for Christian voices to make it clear that they will not fight another battle at Maysaloun.
Note 1: You may refer to my previous article for further knowledge on Theology for Liberation https://adonis49.wordpress.com/2021/10/25/theology-for-liberation-isnt-an-oxymoron-title-how-can-the-notion-of-the-sacred-free-the-minds-of-the-oppressed-and-downtrodden/
Note 2: Comments in parenthesis are mine
Middle-East Christian churches being depleted of their Oriental culture, traditions and customs? By the colonial powers?
Posted October 29, 2021
on:Liberation Theology: What Western Asian Christians Can Learn From Latin America
Note: This is the original English version. The previous post was my editing version and comments.
To be noted that what is meant by Christian churches in the Middle East are mainly the Maronites and the Catholic Greeks and those sects that pay allegiance to Papal Rome, theologically and politically
- Myriam Charabaty
- Source: Al Mayadeen
- 2 Sep 2021
The struggle of entities has been overcome, and a unifying factor emerged. This resulted in reframing the struggle from a local entity-based struggle for power to a full-blown war against a hundred years of imperialism.
When we look at the current state of world politics, it is clear that we are witnessing changes that will result in dynamic and irreversible consequences. Whether we look at the Global North, the Global South, or even countries whose standing is generally disagreed upon, the alterations are unquestionable.
While the changes are happening on the economic, social, and political stages and the argument might vary depending on the lens through which it is perceived, it remains that the underlying philosophical problematic can unite the argument across the three stages.
If we look at Western Asia (meaning the Middle-East region and States), the most recent dynamic discussion has been framed to be between an undefined search for a secular Western Asia, on the one hand, and religiosity, divided between radical Christianity and radical Islamism, on the other hand. This framing fails to result in any radical change, and that is due to the fact that it is based on a false premise and that the social construct does not adhere, even remotely, to the premise it is claiming.
The main argument for a secular Western Asia has been promoted throughout the era of Arab Spring, the Syrian crisis, and most recently the Lebanese crisis. The ideal premise is that in a secular Western Asia, democracy and equality dominate all social, political, and economic life. While secularism here remains undefined and has resulted in the rise of the Muslim Brotherhood in Egypt, and radical Islamists and terror groups have shredded the Arab Syrian Republic.
That is due to the fact that by definition (democracy and equality) is inherently neither sectarian nor secular. It is my greatest belief that the current situation is put into historical context. This historical context debates the state of being of each entity within Western Asia, prior to dictating the dynamics of governing. This is a topic to be debated and detailed in another article to be published in the near future. However, some basic aspects are to be outlined immediately in order to discuss the fate of minorities in the upcoming changes bound to happen in the region.
The main idea is to understand that all entities created as a result of the Sykes-Picot agreement are unsustainable. The reason is that they were created according to specific prerequisites such as a rentier economic system that can be controlled remotely through the banking and services sectors.
Another aspect is the strategic function that each entity was created to fulfill, and which was based on the necessity of the colonial and imperial power’s needs for licit and illicit economic expansion. The strategic functioning also serves as a soft power and hard power tool in the global struggle of world domination and superiority. Another reason these entities were developed (with reservations on this terminology) and further employed through soft and hard power to become the entities they have become is the need for forced underdevelopment. Entities become a hindrance once they become in and by themselves productive and independent, thus the establishing of a rentier system and hiring the services of an economic hitman.
This world of entities has been challenged in the past couple of decades, some would say more, through the development of local resistance groups that will later become what are now considered major players in the region and crucial bodies of the axis of resistance on the regional level. For the major part, these groups have ideological and religious beliefs that have found a way to identify with the national and regional interests of the era. The struggle of entities has been overcome, and a unifying factor emerged. This resulted in reframing the struggle from a local entity-based struggle for power to a full-blown war against a hundred years of imperialism.
This brings us to the topic at hand in which politics, religion, and history come together. Religion has a moral duty to defend the oppressed and the weak, in the face of oppression, arrogance, and crime. The war against imperialism and the global plunderer is specifically a war to the victor, the oppressed weak, and incapable. This poses the question of the Christian church in Western Asia and its political alliance with the colonizer and imperial powers. While the reason for that is definitely clear, it contradicts the very essence of Christianity and the cause of Christ.
A similar incident in Latin America has caused a revolution across the continent and across the church as an institution. It resulted in Liberation Theology reaching the ends of the world as a revolutionary version of what has become an institutionalized, colonial, church. In 1973, a book titled “A Theology of Liberation” was written by Gustavo Gutierrez. The book was later translated and edited by Sister Caridad Inda and John Eagleson.
Gutierrez was at the time a Peruvian philosopher, Catholic theologian, and Dominican priest, regarded as one of the founders of Latin American liberation theology.
At the time, Latin America was the largest continent with a majority Christian population suffering from oppression and social injustice. Gutierrez dedicated the entire first chapter of his book to reflect on classical theology as wisdom as well as an entity of rational knowledge. He further offered a historical context and reflections that led to conclusions that reframe Christianity outside of colonial and imperial alliances.
This very approach is much needed today in Western Asia. After years of genocide, immigration, and terrorism against several countries in the region, Christians have suffered the most. While the Church of Antioch and All the East is located in Lebanon, it is supposed to serve the Christian cause beyond the limits of Lebanese Christian presence and politics. In 1920, after the battle of Maysaloun, Lebanon was established.
The Lebanese Christians have been ever since identified as French counterparts and have distinguished themselves from the rest of the Arabs. Christian Arabs that were in Syria, Iraq, Palestine, and Jordan were also distinguished from Lebanese Christians. This arrogance and alliance has cost Lebanon blood and reframed the history of the people living within its borders to fit the storyline and made-up Franco identity. This identity will from here on out be referred to as the crusades Christians.
Christians in Western Asia have historical, cultural, and ethnic roots that extend and spill beyond the borders of a 10452 km2 Lebanon. This is the time for the church to liberate itself from the alliance that cost it its identity. The church as a global institution has committed atrocious crimes, from the crusades to residential schools and many other incidents. It has functioned for decades as a colonial tool through missionaries. It is time for us, Arab Christians, to reclaim our right, to reclaim our Christ; the one who was put on a cross because he refused to deny his beliefs, who welcomed death if it meant the truth and did not change his story for the sake of survival.
Our Christian identity requires a revolution that now has a nurturing environment and an axis of resistance that is willing to protect its presence across the region as it has been proven time and time again in Palestine, Iraq, and Syria. The church has a moral duty to resist the imperial powers.
Otherwise, what is this Christianity we are talking about if it remains neutral in the face of oppression and injustice merely to maintain Western approval and social status for its clergy, all the while ignoring its moral duty to protect people?
The opinions mentioned in this article do not necessarily reflect the opinion of Al Mayadeen, but rather express the opinion of its writer exclusively.
Why this need to attach Faked images of renowned women and women Inventors?
Posted October 27, 2021
on:This is Not a Picture of Margaret E. Knight
Note: Responding to my post https://adonis49.wordpress.com/2016/12/11/where-are-all-the-women-margaret-e-knight-and-wikipedia/ Camilla Krone replied with this link
by Elaine Luther |
Apr 8, 2018 | Inventors |
This is Not Inventor Margaret E. Knight
For this blog and podcast, as we tell you each story of someone interesting who invented or adventured, or made the world a better place, naturally we like to show them your picture.
Sometimes, that turns out to be impossible.
It may seem weird, or impossible to believe that someone could live their whole life and never have their photo taken, since you may have taken your own photo 10 times since breakfast!
But photography was only invented in 1839 and at first perhaps something only wealthy people did.
Margaret Knight, who invented the machine that folds flat bottomed paper bags in 1870, and was awarded 27 patents in her lifetime, seems to have never had her photo taken.
And yet, if you do a google search of her, images come up!
You’ll find drawings from the many fine children’s picture books about her, and you’ll see the photo we put above.
How did I figure out it’s not really her?
Well, it’s a startlingly modern image. It fits with our idea of her, as a modern, inventive, tinkering type person. It seems right, until we look more closely.
I don’t know who this woman in the photo really is, but the clothing looks to me like it’s from the 1940s. The hair is loose, not pinned up in a bun.
So I asked myself, how did women of her social class dress in the 1870s? Margaret, or Mattie, as she was called as a child, was poor after her father died and when she was 11, she and her mother and brothers went to work in a textile mill.
Poorer women throughout history have tended to wear simpler, more practical versions of the fashionable clothing of the day.
In 1870, the style was to wear a big full dress with a fitted bodice (that’s a fancy word for shirt), that looked kind of like a coat jacket. The skirt and bodice matched, so if you didn’t know, you’d think it was a dress. And the bodice had some “stays” in it, or pieces of stiff material to make the bodice hold its form. (So not a corset, but the dress itself has stays in it.)
Does the white dress in the photo above look like a jacket with stays in it? I don’t think so.
And what about the hair? Women in the 1870s would have had long hair and worn it up in a bun. Short, loose hair, like in the photo, wasn’t the style then. In fact, people might have found it shocking, as if the woman had gotten out of bed and wandered out into the street without properly fixing her hair.
And finally, the age of the woman is not right for how old Margaret was at the time she received her patent in 1870. Margaret was 32 that year.
Even if we said Margaret died in 1913, could a woman dress like this in 1913? Even if the answer to that were yes, she was an old woman in 1913, not young like this woman.
That’s plenty of visual evidence that this photo is not Margaret E. Knight, but why I am so sure? Because the historical society in the town where Margaret used to live says that there are no known pictures of her!
If anyone had an image, surely they would know about it, right?
A friend of mine who is a librarian says I should ask the Library of Congress, the national library. So I will! I’ll let you know what I find out.
Keep in mind, when you see a photo on the internet, that it might not be accurate. Use your own judgement and critical thinking skills to try to solve the history-mysteries that you come across!
P.S. I have a guess as to who the woman in the photo is. There was a woman named Margaret E. Knight who served in the U.S. Army in World War II. Here is an image of her gravestone.

Maybe that’s why the name keeps coming up attached to the woman in the photos, who looks like she’s from the 1940s!
“Theology for Liberation”? Isn’t an oxymoron title? How can the notion of the Sacred free the minds of the oppressed and downtrodden?
Posted October 25, 2021
on:لاهوت التحرير: ما يمكن أن يتعلمه مسيحيو آسيا الغربية من أمريكا اللاتينية
This Arabic translated version of the original English on the electronic Mayaadin.net,by Miriam Sharabati is sounding the call to the Christian churches in the Near-East (western Asia) to emulate the Catholic Christian church in Latin America to confront the Church institution of Rome stands and activities in support of the dictators and the parties allied to the colonial powers.
In 1973, Gustavo Gutierrez published a book titled “Theology of Liberation” demanding that the Catholics in Latin America oppose the political positions of the Church in Rome that practically ignore the oppressed people in Latin America States.
Many clerics rallied to join forces and form a theological movement that rectifies the foundation of what Jesus represents in never b ending to the status quo of what the downtrodden people are being submitted and decided to be crucified on their behalves.
Actually, the Maronite Christian church and the other Christian churches that are politically and theologically linked to papal Rome in the Near-East have been very laxed in their support to the poorer classes and demonstrated staunch support to the successive governments in Lebanon, Syria, Jordan, Palestine and Iraq that reduced these created States in diminished conditions relative to the developed nations.
The Near East was divided by the colonial powers (France, England and USA) after WWI into smaller States that would Not be able to sustain themselves on their own and be totally dependent on their “mother” mandated power.
For example, why the Patriarch of the Maronite Church in Lebanon deemed it his responsibility to pay a visit to the Maronite communities In Israel and refuses to visit the communities in Syria on political grounds?
Why the Christians in Maalula in Syria and other towns and cities were totally ignored to their fate when ISIS (Daesh) occupied them and slaughtered them? Why these towns and communities were saved by other resistance forces that were of other religious sects and Islamic?
Note 1: Theology was invented since antiquity in order to set up a gamut of what is “Sacred” in order to permit the power structure to deny the masses the opportunity to question their miserable conditions. The notion of the sacred is in contradiction to the rights of the masses to question and develop their mental power (scientifically, logically, and the rights…) and get out of the survival conditions they are submitted to.
I contend that working under the theological framework for any resistance movement to the power-to-be is short-lived, though it might harness enough force to get out of the theological basis if sustained and supported by other Non-religious/sectarian opposition movements. Working within the theological institutions is going counter to the purpose of what theology was meant to serve the status quo in every society.
Note 2: The private educational schools, mostly related to sectarian institutions, are forming students that are totally in diversion to their National identity and they end up believing that their “Mother” mandated power is their real safety and security guarantees for living in their own society and communities.
Note 3: I will post the original article in English as I receive the proper link.
مكتب الاخبارأرسل بريدا إلكترونيا
سبتمبر 4, 2021
كتبت مريم شراباتي
عندما ننظر إلى الوضع الحالي للسياسة العالمية. من الواضح أننا نشهد تغييرات ستؤدي إلى عواقب ديناميكية لا رجعة فيها. سواء نظرنا إلى الشمال العالمي أو الجنوب العالمي أو حتى البلدان التي لا يتم الاتفاق على مكانتها بشكل عام ،
فإن التعديلات لا جدال فيها. في حين أن التغييرات تحدث في المراحل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وقد تختلف الحجة اعتمادًا على العدسة التي يتم من خلالها إدراكها ، يبقى أن المشكلة الفلسفية الأساسية يمكن أن توحد الحجة عبر المراحل الثلاث.
إذا نظرنا إلى غرب آسيا ، فقد تم تأطير أحدث نقاش ديناميكي ليكون بين بحث غير محدد عن غرب آسيا العلماني من جهة ، والتدين ، المقسم بين المسيحية الراديكالية والإسلام الراديكالي ،
من ناحية أخرى. فشل هذا الإطار في إحداث أي تغيير جذري ، وذلك لأنه يقوم على فرضية خاطئة وأن البناء الاجتماعي لا يلتزم ، حتى عن بعد ، بالفرضية التي يدعيها.
تم الترويج للحجة الرئيسية لغرب آسيا العلمانية طوال عصر الربيع العربي والأزمة السورية وآخرها الأزمة اللبنانية.
الفرضية المثالية هي أنه في غرب آسيا العلمانية ، تهيمن الديمقراطية والمساواة على جميع الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. في حين أن العلمانية هنا لا تزال غير محددة وأدت إلى صعود الإخوان المسلمين في مصر ، وقام الإسلاميون المتطرفون والجماعات الإرهابية بتمزيق الجمهورية العربية السورية. ويرجع ذلك إلى حقيقة أن (الديمقراطية والمساواة) بطبيعتها ليست طائفية ولا علمانية.
أعتقد أن الوضع الحالي يوضع في سياق تاريخي. يناقش هذا السياق التاريخي حالة وجود كل كيان داخل غرب آسيا ، قبل إملاء ديناميكيات الحكم.
هذا موضوع يجب مناقشته وتفصيله في مقال آخر سيتم نشره في المستقبل القريب. ومع ذلك ، سيتم تحديد بعض الجوانب الأساسية على الفور لمناقشة مصير الأقليات في التغييرات القادمة التي من المقرر أن تحدث في المنطقة
الفكرة الرئيسية هي أن نفهم أن جميع الكيانات التي تم إنشاؤها نتيجة لاتفاقية سايكس بيكو غير مستدامة. والسبب هو أنها تم إنشاؤها وفقًا لمتطلبات مسبقة محددة مثل نظام اقتصادي أكثر إيجارًا يمكن التحكم فيه عن بُعد من خلال قطاعي البنوك والخدمات.
جانب آخر هو الوظيفة الاستراتيجية التي تم إنشاء كل كيان لتحقيقها ، والتي استندت إلى ضرورة احتياجات القوة الاستعمارية والإمبريالية للتوسع الاقتصادي المشروع وغير المشروع.
يعمل الأداء الاستراتيجي أيضًا كأداة قوة ناعمة وقوة صلبة في النضال العالمي للهيمنة والتفوق على العالم.
سبب آخر لتطوير هذه الكيانات (مع تحفظات على هذا المصطلح) وزيادة توظيفها من خلال القوة الناعمة والصعبة لتصبح الكيانات التي أصبحت عليها هي الحاجة إلى التخلف القسري. تصبح الكيانات عائقا بمجرد أن تصبح في حد ذاتها منتجة ومستقلة ، وبالتالي إنشاء نظام إيجار وتوظيف خدمات قاتل اقتصادي.
لقد تم تحدي هذا العالم من الكيانات في العقدين الماضيين ،
قد يقول البعض أكثر من خلال تطوير مجموعات المقاومة المحلية التي ستصبح فيما بعد ما يعتبر الآن لاعبين رئيسيين في المنطقة والهيئات الحاسمة لمحور المقاومة على المستوى الإقليمي مستوى. بالنسبة للجزء الأكبر ، فإن هذه الجماعات لديها معتقدات أيديولوجية ودينية وجدت طريقة للتوافق مع المصالح الوطنية والإقليمية للعصر.
تم التغلب على نضال الكيانات وظهر عامل موحد يعيد صياغة النضال من النضال القائم على الكيان المحلي من أجل السلطة إلى حرب كاملة ضد مائة عام من الإمبريالية
وهذا يقودنا إلى الموضوع المطروح الذي تجتمع فيه السياسة والدين والتاريخ.
على الدين واجب أخلاقي للدفاع عن المظلومين والضعفاء في مواجهة الظلم والغطرسة والجريمة. إن الحرب ضد الإمبريالية والنهب العالمي هي على وجه التحديد حرب على المنتصر المضطهد والضعيف وغير القادر. وهذا يطرح مسألة الكنيسة المسيحية في غرب آسيا وتحالفها السياسي مع المستعمر والقوى الإمبريالية. في حين أن السبب في ذلك واضح بالتأكيد ، فإنه يتعارض مع جوهر المسيحية وقضية المسيح.
تسبب حادث مماثل في أمريكا اللاتينية في ثورة عبر القارة وعبر الكنيسة كمؤسسة. أدى ذلك إلى وصول لاهوت التحرير إلى نهايات العالم كنسخة ثورية لما أصبح كنيسة مؤسسية واستعمارية.
في عام 1973 ، كتب غوستافو جوتيريز كتابًا بعنوان لاهوت التحرير. تمت ترجمة الكتاب وتحريره لاحقًا بواسطة الأخت كاريداد إندا وجون إيجلسون. كان جوتيريز في ذلك الوقت فيلسوفًا من بيرو ، لاهوتيًا كاثوليكيًا ، وكاهنًا دومينيكيًا ، يعتبر أحد مؤسسي لاهوت تحرير أمريكا اللاتينية
في ذلك الوقت ، كانت أمريكا اللاتينية أكبر قارة يعاني غالبية السكان المسيحيين من القمع والظلم الاجتماعي.
خصص جوتيريز الفصل الأول بأكمله من هذا الكتاب للتفكير في اللاهوت الكلاسيكي كحكمة بالإضافة إلى كيان المعرفة العقلانية. كما قدم سياقًا تاريخيًا وتأملات أدت إلى استنتاجات تعيد صياغة المسيحية خارج التحالفات الاستعمارية والإمبريالية.
هذا النهج بالذات مطلوب بشدة اليوم في غرب آسيا.
بعد سنوات من الإبادة الجماعية والهجرة والإرهاب ضد العديد من دول المنطقة ، عانى المسيحيون أكثر من غيرهم. في حين أن كنيسة أنطاكية وكل الشرق تقع في لبنان ، فمن المفترض أن تخدم المسيحيين والقضية المسيحية خارج حدود الوجود المسيحي اللبناني والسياسة.
في عام 1920 ، بعد معركة ميسلون ، تم تأسيس لبنان. وقد حدد المسيحيون اللبنانيون منذ ذلك الحين نظرائهم الفرنسيين وميزوا أنفسهم عن بقية العرب. كما تم تمييز العرب المسيحيين الذين كانوا في سوريا والعراق وفلسطين والأردن عن المسيحيين اللبنانيين.
كلفت هذه الغطرسة والتحالف دم لبنان وأعادت صياغة تاريخ الناس الذين يعيشون داخل حدوده لتناسب القصة وهوية فرانكو. سيشار إلى هذه الهوية هنا على أنها الحروب الصليبية المسيحية
.
للمسيحيين في غرب آسيا جذور تاريخية وثقافية وعرقية تمتد وتنتشر خارج حدود لبنان الذي يبلغ طوله 10452 كيلومتر مربع. هذا هو الوقت المناسب لكي تحرر الكنيسة نفسها من التحالف الذي كلفها هويتها.
ارتكبت الكنيسة كمؤسسة عالمية جرائم فظيعة ، من الحروب الصليبية إلى المدارس السكنية والعديد من الحوادث الأخرى. لقد عملت لعقود كأداة استعمارية من خلال المبشرين.
لقد حان الوقت لنا ، نحن المسيحيين العرب ، لاستعادة حقنا ، واستعادة المسيح. الشخص الذي وضع على الصليب لأنه رفض إنكار معتقداته. من رحب بالموت إذا كان يعني الحقيقة ولم يغير قصته من أجل البقاء.
تتطلب هويتنا المسيحية ثورة لديها الآن بيئة رعاية ومحور مقاومة على استعداد لحماية وجودها في جميع أنحاء المنطقة كما ثبت مرارًا وتكرارًا في فلسطين والعراق وسوريا. للكنيسة دور تلعبه في مقاومة القوى الإمبريالية,
غير ذلك, ما هي هذه المسيحية التي نتحدث عنها إذا بقيت محايدة في مواجهة القمع والظلم لمجرد الحفاظ على موافقة الغرب والوضع الاجتماعي لرجال الدين في حين تتجاهل واجبها الأخلاقي لحماية الناس.
مترجم – الميادين نت بالانكليزي
مريم شراباتي
.https://googleads.g.doubleclick.net/pagead/ads?us_privacy=1—&client=ca-pub-8904230928219431&output=html&h=280&adk=1391825789&adf=2582451322&pi=t.aa~a.2765640260~i.14~rp.1&w=616&fwrn=4&fwrnh=100&lmt=1635129404&num_ads=1&rafmt=1&armr=3&sem=mc&pwprc=5138667952&psa=0&ad_type=text_image&format=616×280&url=https%3A%2F%2Fobserverme.net%2F2021%2F09%2F%25d9%2584%25d8%25a7%25d9%2587%25d9%2588%25d8%25aa-%25d8%25a7%25d9%2584%25d8%25aa%25d8%25ad%25d8%25b1%25d9%258a%25d8%25b1-%25d9%2585%25d8%25a7-%25d9%258a%25d9%2585%25d9%2583%25d9%2586-%25d8%25a3%25d9%2586-%25d9%258a%25d8%25aa%25d8%25b9%25d9%2584%25d9%2585%25d9%2587-%25d9%2585%25d8%25b3%25d9%258a%25d8%25ad%25d9%258a%25d9%2588%2F&flash=0&fwr=0&pra=3&rh=154&rw=616&rpe=1&resp_fmts=3&wgl=1&fa=27&uach=WyJXaW5kb3dzIiwiMTAuMC4wIiwieDg2IiwiIiwiOTQuMC45OTIuNDciLFtdLG51bGwsbnVsbCwiNjQiXQ..&dt=1635129373926&bpp=6&bdt=9902&idt=6&shv=r20211020&mjsv=m202110180101&ptt=9&saldr=aa&abxe=1&cookie=ID%3D643e33a386c9a426-22c6ec868ccc0064%3AT%3D1635129375%3ART%3D1635129375%3AS%3DALNI_MakVuPjZmfGCf8vKIMv8X8sYmv9Yw&prev_fmts=0x0%2C1349x657%2C616x280%2C616x280%2C616x280&nras=6&correlator=3557045003684&frm=20&pv=1&ga_vid=261279454.1635129371&ga_sid=1635129373&ga_hid=292959821&ga_fc=1&u_tz=180&u_his=1&u_h=768&u_w=1366&u_ah=728&u_aw=1366&u_cd=24&adx=518&ady=3831&biw=1349&bih=657&scr_x=0&scr_y=1232&eid=31062937%2C31063229%2C31062526&oid=2&psts=AGkb-H_Nlmr0ZLUw_3dV6a0XYGwmgOLyFCXoi-w6rmYxEICb497PD9Hfhvl6wqaeSNrN317DDPUmV4ynFBQ%2CAGkb-H_0PRBsKvo1cH13AK-qK3mMLrGzq3ObJpLD2dqvg0lRiSJinezug1pF4OJH-35fKggD74XK26BmrRg%2CAGkb-H_S04dyuPCOOb7s25Xq3ATRVNOVWhyZ0ICAJ_GYBHc-CAILUyq2aUrmB3zeVTUATIZyYnBPVA8M_C4&pvsid=3167031234722486&pem=902&wsm=3&eae=0&fc=1408&brdim=0%2C0%2C0%2C0%2C1366%2C0%2C1366%2C728%2C1366%2C657&vis=1&rsz=%7C%7Cs%7C&abl=NS&fu=128&bc=31&ifi=5&uci=a!5&btvi=4&fsb=1&xpc=NSEbCfbWzV&p=https%3A//observerme.net&dtd=30222
This Lebanese/Armenian funny/serious actor, Pierre Jamejian, passed away: The funniest of all, he was a staunch member of Syria National Social Party
Posted October 25, 2021
on:بيار جاميجيان… خلصت «السهرية»

عن عمر 72 عاماً، انطفأ أمس الخميس الممثل الظريف. من دون سابق إنذار، غادرنا الممثل اللبناني المحبوب تاركاً وراءه أرشيفاً غنياً من الأعمال المسرحية والتلفزيونية والسينمائية. استعجل «عاشق البحر» الرحيل، محافظاً على صورته الجميلة في عيون كلّ من عرفه: رجل عفوي مُقبل على الحياة، محبّ للضحك ومتفانٍ في العمل
غاب بيار جماجيان عن «بالنسبة لبكرا، شو؟» (1978) وعن الثلاثية المذهلة «بخصوص الكرامة والشعب العنيد»، و«لولا فسحة الأمل» و«الفصل الآخَر» (1993/1994)، لكنّه شارك في جميع مسرحيات زياد الرحباني الأخرى بين…
«كأنّ بيار جاميجيان كان يعلم برحيله، فقد جاء على سيرة الموت قبل ساعات قليلة من وفاته». هكذا، يختصر عبدو شاهين آخر لقاء جمعه مع الفنان الراحل. أوّل من أمس، التقى الممثل شاهين مصادفة بجاميجيان في.
الحزب السوري القومي الاجتماعي@ssnparty
الحزب يشيّع الفنان الرّفيق بيار جامجيان بمأتم مهيب
An independent committee from the Palestine cinema sector, under the supervision of the Palestinian Ministry of Culture, submitted the film, “The Stranger”, for a nomination at the 94th Academy of Motion Picture Arts and Sciences, Oscars, in 2022, the official Palestinian news agency WAFA reported.
“The Stranger” takes place in a small village in the occupied Golan Heights. It tells the story of a desperate unlicensed doctor, who is going through an existential crisis and takes another unlucky turn when he encounters a man wounded in the war in Syria.
Overturning all community expectations in times of war and national crisis, he ventures forth to meet his newly found destiny
“The Stranger” was chosen as the first feature film by the promising director, Ameer Fakher Eldin, from the occupied Syrian Golan.
It had its world premiere at the 78th Venice International Film Festival in September and won the Edipo Re Award for Best Film in the Competing Film Category.
The film will also participate in the Cairo International Festival as part of the International Critics Week that kicks off on November 26
The film presents the life of people under occupation in the Golan Heights and their separation from their motherland, Syria.
With this selection, Palestine has submitted 14 films to the Oscars to compete in the category of Best International Feature Film since 2003.

The film ‘The Stranger’ was submitted for an Oscar nomination. (Photo: via WAFA
(WAFA, PC, Social Media)
Most “Vaccines” administered to children Last a Lifetime. Here’s Why Covid-19 Shots Don’t?
Posted October 23, 2021
on:Researchers have calculated a key number—the threshold of protection—for other vaccines. Covid-19’s is still a mystery.
Note: The health officials should give a non misleading name to the various Covid-19 “vaccines”
By Jo Craven McGinty
Updated Sept. 10, 2021
Why don’t Covid-19 vaccinations last longer (than 6 months?)?
Measles shots are good for life, chickenpox immunizations protect for 10 to 20 years, and tetanus jabs last a decade or more.
But U.S. officials are weighing whether to authorize Covid-19 boosters for vaccinated adults as soon as six months after the initial inoculation.
The goal of a vaccine is to provide the protection afforded by natural infection, but without the risk of serious illness or death.
“A really good vaccine makes it so someone does not get infected even if they are exposed to the virus,” said Rustom Antia, a biology professor at Emory University who studies immune responses. “But not all vaccines are ideal.”
The three tiers of defense, he said, include full protection against infection and transmission; protection against serious illness and transmission; or protection against serious illness only.
The effectiveness depends on the magnitude of the immune response a vaccine induces, how fast the resulting antibodies decay, whether the virus or bacteria tend to mutate, and the location of the infection.
The threshold of protection is the level of immunity that’s sufficient to keep from getting sick. For every bug, it’s different, and even how it’s determined varies.
Windows of immunity for selected vaccines
Hepatitis A
Human
Papillomavirus
Tetanus
Typhoid
Influenza
Covid-19
0 year
5
10
15
20
Sources: San Francisco Department of Public Health (hepatitis A); National Institutes of Health (human papillomavirus); Centers for Disease Control and Prevention (tetanus, typhoid, influenza, Covid-19)
“Basically, it’s levels of antibodies or neutralizing antibodies per milliliter of blood,” said Mark Slifka, a professor at Oregon Health & Science University.
(T-cells also contribute to protection, but antibodies are easier to measure.)
A threshold 0.01 international units per milliliter was confirmed for tetanus in 1942 when a pair of German researchers intentionally exposed themselves to the toxin to test the findings of previous animal studies.
“One of them gave himself two lethal doses of tetanus in his thigh, and monitored how well it went,” Dr. Slifka said. “His co-author did three lethal doses.”
Neither got sick.
A threshold for measles was pinned down in 1985 after a college dorm was exposed to the disease shortly after a blood drive. Researchers checked antibody concentrations in the students’ blood donations and identified 0.02 international units per milliliter as the level needed to prevent infection.

WSJ explains what the numbers mean and why they don’t tell the full story. Photo illustration: Jacob Reynolds/WSJ
With these diseases, the magnitudes of response to the vaccines combined with the antibodies’ rates of decay produce durable immune responses: Measles antibodies decay slowly. Tetanus antibodies decay more quickly, but the vaccine causes the body to produce far more than it needs, offsetting the decline.
“We’re fortunate with tetanus, diphtheria, measles and vaccinia,” Dr. Slifka said. “We have identified what the threshold of protection is. You track antibody decline over time, and if you know the threshold of protection, you can calculate durability of protection. With Covid, we don’t know.”
Historically, the most effective vaccines have used replicating viruses, which essentially elicit lifelong immunity.
Measles and chickenpox vaccines use replicating viruses.
Non-replicating vaccines and protein-based vaccines (such as the one for tetanus) don’t last as long, but their effectiveness can be enhanced with the addition of an adjuvant—a substance that enhances the magnitude of the response.
The Johnson & Johnson and AstraZeneca Covid-19 vaccines use non-replicating adenovirus and don’t contain an adjuvant. The Pfizer and Moderna messenger RNA Covid-19 vaccines, which work differently, don’t contain any virus at all.
Complicating things further, viruses and bacteria that mutate to escape the body’s immune response are harder to control.
Measles, mumps, rubella and chickenpox hardly mutate at all, but at least eight variants of SARS-CoV-2, the virus that causes Covid-19, have been found, according to the British Medical Journal.
“It does make it more complicated for the vaccine to work,” Dr. Slifka said.
“You’re chasing multiple targets over time. Flu also mutates. With flu, we’ve adjusted by making a new flu vaccine each year that as closely as possible matches the new strain of flu.”
Flu vaccines can offer protection for at least six months.
Setting aside the complexities of crafting an effective vaccine to combat a shape-shifting virus, some hope has revolved around the possibility of defeating Covid-19 by achieving herd immunity, but, according to Dr. Antia, the way coronaviruses infect the body makes that challenging.
“Vaccines are very unlikely to lead to long-lasting herd immunity for many respiratory infections,” Dr. Antia said.
“The herd immunity only lasts for a modest period of time. It depends on how fast the virus changes. It depends on how fast the immunity wanes.”
Part of the problem is that coronaviruses replicate in both the upper and lower respiratory tracts.
“We have good circulation in our lungs and body, but not on the surfaces of our nostrils,” Dr. Slifka said. “We can block severe disease because there are antibodies in the lower respiratory tract.”
But the risk of low-level infections in the upper respiratory tract can persist.
Moving forward, Covid-19 vaccines will be updated to combat variants of the virus, and according to researchers at Imperial College London, the next generation of vaccines might also focus on enhancing immunity in the moist surfaces of the nose and lungs.
In the meantime, avoiding the slippery virus might require another shot.
Finalists Announced for This Year’s National Book Awards
Five books are now shortlisted for each of the five categories: fiction, nonfiction, poetry, translated literature and young people’s literature. Winners will be named in November.

By Elizabeth A. Harris Oct. 5, 2021
A food memoir that examines a mother’s schizophrenia. A novel about an author’s book tour, and about growing up as a Black boy in the rural South. Poetry honoring migrants who drowned while trying to cross the Rio Grande.
These are some of the 25 finalists for the National Book Awards, which the National Book Foundation announced on Tuesday.
In “Tastes Like War: A Memoir,” by Grace M. Cho, the author cooks her grandmother’s recipes while exploring her mother’s illness, and how war, colonialism and xenophobia live on in the body.
Other nonfiction nominees include “Covered With Night: A Story of Murder and Indigenous Justice in Early America,” by Nicole Eustace, which examines the 1722 murder case of an Indigenous hunter, and
“A Little Devil in America: Notes in Praise of Black Performance,” whose author, the poet Hanif Abdurraqib, received a MacArthur Fellowship last month.
The book-tour novel is “Hell of a Book,” by Jason Mott, who was joined in the fiction category by two authors who have been previously shortlisted for the National Book Award: Anthony Doerr, this time for “Cloud Cuckoo Land,” and Lauren Groff for “Matrix.” “Matrix” follows Marie de France, a “bastardess sibling of the crown,” as she transforms a destitute nunnery, all but forgotten and plagued by starvation, into a wealthy and powerful world of women.
“Bewilderment,” by the Pulitzer Prize winner Richard Powers, and “The Love Songs of W.E.B. Du Bois,” by Honorée Fanonne Jeffers, two best-selling novels that made the longlist when it was announced in September, are not among the finalists.
In the poetry category, it is Martín Espada who honors migrants who drowned in the Rio Grande in his book “Floaters.” In “What Noise Against the Cane,” Desiree C. Bailey explores the Haitian Revolution and what it means to be a Black woman in the United States today.

National Book Awards finalists include, from left:
Tiya Miles for nonfiction; Jackie Wang for poetry; Robert Jones Jr. for fiction; Shing Yin Khor for young people’s literature; and Benjamín Labatut for translated literature.
Credit…From left: Kimberly P. Mitchell/USA Today Network; Nightboat Books; Alberto Vargas/RainRiver Images; Shing Yin Khor; Juana Gómez
In the category of translated literature, Benjamín Labatut’s book “When We Cease to Understand the World” is among the finalists. Translated from Spanish by Adrian Nathan West, the novel imagines the lives of renowned scientists like the Nobel Prize-winning physicist Erwin Schrödinger. Its competition includes “Planet of Clay,” by Samar Yazbek, translated from Arabic by Leri Price, which follows a girl named Rima during the Syrian Civil War.
“The Legend of Auntie Po,” a graphic novel by Shing Yin Khor, is a finalist for young people’s literature. The novel reimagines the story of Paul Bunyan against the backdrop of race and immigration in the period following the Chinese Exclusion Act of 1882. “Revolution in Our Time: The Black Panther Party’s Promise to the People,” Kekla Magoon’s book connecting the Black Panther Party to the Black Lives Matter movement, is also a finalist.
The winners in young people’s literature, translated literature, poetry, nonfiction and fiction will be announced Nov. 17 in an online ceremony.
Editors’ Picks
Instant Pot Wisdom, Half a Decade LaterMy Real Estate Secret Weapon Didn’t Work. Or Did It?Ralph Lauren Restarts the Fantasy
Two lifetime achievement awards will also be presented. The writer and professor Karen Tei Yamashita will receive the foundation’s Medal for Distinguished Contribution, and the author and librarian Nancy Pearl will be given the Literarian Award for Outstanding Service to the American Literary Community.
Below is a complete list of the finalists.
Fiction
- Anthony Doerr, “Cloud Cuckoo Land”
- Lauren Groff, “Matrix”
- Laird Hunt, “Zorrie”
- Robert Jones Jr., “The Prophets”
- Jason Mott, “Hell of a Book”
Nonfiction
- Hanif Abdurraqib, “A Little Devil in America: Notes in Praise of Black Performance”
- Lucas Bessire, “Running Out: In Search of Water on the High Plains”
- Grace M. Cho, “Tastes Like War: A Memoir”
- Nicole Eustace, “Covered With Night: A Story of Murder and Indigenous Justice in Early America”
- Tiya Miles, “All That She Carried: The Journey of Ashley’s Sack, a Black Family Keepsake”
Poetry
- Desiree C. Bailey, “What Noise Against the Cane”
- Martín Espada, “Floaters”
- Douglas Kearney, “Sho”
- Hoa Nguyen, “A Thousand Times You Lose Your Treasure”
- Jackie Wang, “The Sunflower Cast a Spell to Save Us From the Void”
Translated Literature
- Elisa Shua Dusapin, “Winter in Sokcho”
Translated from the French by Aneesa Abbas Higgins - Ge Fei, “Peach Blossom Paradise”
Translated from the Chinese by Canaan Morse - Nona Fernández, “The Twilight Zone”
Translated from the Spanish by Natasha Wimmer - Benjamín Labatut, “When We Cease to Understand the World”
Translated from the Spanish by Adrian Nathan West - Samar Yazbek, “Planet of Clay”
Translated from the Arabic by Leri Price
Young People’s Literature
- Shing Yin Khor, “The Legend of Auntie Po”
- Malinda Lo, “Last Night at the Telegraph Club”
- Kyle Lukoff, “Too Bright to See”
- Kekla Magoon, “Revolution in Our Time: The Black Panther Party’s Promise to the People”
- Amber McBride, “Me (Moth)”
Elizabeth A. Harris writes about books and publishing. @Liz_A_Harris
Once upon a time there was a Thawra (Revolution)? In Lebanon? That’s a faked news
Posted October 21, 2021
on:Two years after the sweeping popular protests, the country’s colors have changed drastically, with hope giving way to disillusionment
Note: Lebanon Never experienced a Revolution. 2 failed coup d’etats, a couple days/months of military uprising, a 13 years civil war, many terrorists events, many casualties of firing live bullets in ceremonies and events…but a Revolution?
Revolution is a sustained mass upheaval. That’s a very serious term: It connote that the Lebanese people have experience sustained civil disobedience practices, even for a single day, for car maintenance (and No public transportation), price increases on many ingredients, fuel, diesel, private energy providers…
L’Orient-Le Jour /
By Lyana ALAMEDDINE,
17 October 2021
The “revolution fist” is still standing in Martyr’s Square in Beirut. In the city center, a few passersby walk indifferently past shops bearing the scars of looting.
They stroll by the imposing concrete blocks bristling with barbed wire erected at the end of all the streets leading up the Parliament/government palace.
They pass walls covered with writing: messages of anger, insults, calls to set up the gallows and other anti-establishment slogans.
At the al-Nour Square in Tripoli, in the country north second major city, engines purr, motorists honk, and a young man hums “hela, hela ho” — one of the uprising’s slogans — as he walks along.
In the distance, Tripoli’s revolution fist, burnt and almost completely destroyed, fades against the background of the cityscape.
This is all that is left of the thawra in the squares that kept its flame alive for weeks? how about 2 days, in the fall of 2019.
These are the last remains of an exhilarating, short period during which hundreds of thousands of Lebanese took to the street to voice their anger, demand the end of a deadly status quo, reclaim the past and the future, and to dream of another Lebanon for a fleeting moment in time.
Lebanon transited from hope to disarray, from a state of tipsiness to a terrible hangover, from euphoria to disillusionment — nothing has been spared in the land of cedars over the past two years.
Just two years after the most exhilarating moments in Lebanon’s history, everything now seems like a distant memory.
Once upon a time there was a so-called thawra.
In Beirut, the first symbol of the revolution was born
The scene was one of these images that permeate our memories. It was as if we had been there right at the moment when Malak kicked him.
On the night of Oct. 17, 2019, demonstrators took to the city center after the authorities announced a tax on WhatsApp calls.
In Downtown Beirut, the convoy of then Education Minister Akram Chehayeb was blocked by protesters. One of his bodyguards, a Kalashnikov in hand, walked toward Malak, a diminutive young woman, who shouted at him, “shoot me!” before landing a kick in his crotch.
In seconds, she became the first symbol of the Lebanese uprising, although she had not wanted to come down to protest.
“I had lost my faith in the Lebanese. There were only about 10 of us protesting every time something happened in the country,” Malak recalls today.
In the days leading up to the uprising, the Lebanese watched helplessly as their country burned down in wildfires spreading from Akkar to the Chouf through the Metn.
Malak was among those who volunteered to fight the fires.
After her encounter with the minister’s bodyguard, she headed to the Ring Bridge — the site of multiple clashes between party partisans and anti-regime protesters in the initial months of protests.
“For the first time since we blocked roads, people got out of their cars to join us,” Malak recalls.
It was the beginning of great gatherings, rallies, songs that we learned by heart and repeated on a loop.
It was the beginning of small victories and precious moments, before the past caught up with us on the Ring Bridge — the front line separating east and west Beirut during the 1975-90 Civil War.
Malak resembled the uprising: young and fervent but also secretly hurt and in a constant struggle with her own demons.
Behind this beautiful story, lies a much more sinister one.
This young warrior, the bride of the revolution, who in fact celebrated her wedding in Downtown Beirut on Oct. 23, 2019, lived in terror.
“I felt dishonest. I gave that kick because I had nothing to lose. Because I was going through hell at home,” Malak says.
Inside her apartment in Aley, she was being beaten by her husband, who forced her to include him in all her media appearances.
“I was telling women to fight for their rights, while I was being battered at home,” Malak says.
Around 20 days later, having camped in Riad al-Solh in Beirut, she packed and left following some tension with demonstrators.
Malak returned to Aley where her ordeal resumed. There was a knock at the door, she jumped out of her skin.
“He doesn’t know where I am,” she tells L’Orient-Le Jour as she holds her 10-month-old infant. “I kept silent to protect my son and my family.”
Today, Malak is separated from her husband. She is trying to rebuild her life.
“I have changed since the thawra. I broke the wall of fear,” she says.
A few days after the protests’ outbreak, several women took to the streets arm in arm to protect the rest of the demonstrators from the security forces and the “men in black shirts,” a reference to Amal and Hezbollah’s supporters.
Olfat Timani, 57, was at the front line. With her impeccable makeup and well-groomed ash blond hair, she gives the impression of a classy woman, but her discreet tattoos reveal a rebellious side.
“I was putting out tear gas canisters,” Timani says, showing a photo of her in the street, with a mask covering her face, goggles to protect her eyes from the tear gas and a kind of hiking stick in her hand.
“I never thought I would do something like that,” she says. She used to leave every demonstration with bruises all over her body. One time, she even passed out, but she would not want to stop for the “sake of the youth.”
Before Oct. 17, Timani, a French teacher, had never taken part in any demonstration.
“I am part of the war generation. We have lived it all. This time, it was unacceptable Not to revolt,” she says.
She continues, “I really thought that we were going to bring down the political class after a few months.”
Timani was not the only one to believe this. The protesters can claim to have won several battles.
In fact, they prevented MPs from passing an amnesty law — one that would not only pardon those wanted or arrested for petty crimes, drug crimes and some terrorism offenses but would also allow public officials accused of serious misconduct and corruption off the hook — by blocking the entrances to Parliament on Nov. 19, 2019.
They, however, returned to the squares when the “black shirts” attacked them on the Ring Bridge on the 13th day of the uprising, while the security forces stood idly by.
Perhaps for the first time in Lebanon’s history, the Lebanese came together as one nation. But the more weeks that went by, the more politics took hold and the image of unity was shattered.
The slogan “Killun yaani killun,” Arabic for “All of them means all of them,” was an advantage that has its disadvantages: it was general enough to include everyone but was ultimately too loose to garner full majority support.
The thawra began to break down into several groups: right and left wings, March 8 and March 14 camps, those who wanted to wipe out everything and start from scratch and those who wanted to return to an idealized past.
It would have taken time to overcome all these divisions and differences, to build bridges between the various groups. But time was sorely lacking.
The economic crisis was already set and overshadowed everything else. Then came the coronavirus pandemic as a final nail in the coffin of the uprising, which took its last breath one day after the Aug. 4, 2020, Beirut port explosion that left more than 200 dead and 7,000 injured.
“My friend Diane died in her car in front of her children. It was they who called their father to tell him the bad news,” Timani says. She has lived all her life in Achrafieh, one of the neighborhoods devastated by the blast. Her son has since left the country.
“I am livid,” Timani says. Today, she continues her revolution in her classroom at the Lycée Français because for her, the youth still give her hope.
Two year later, most young Lebanese have more than ever one thing on their mind: packing their bags and leaving the country.
“I shouldn’t be this depressed at my age. Abroad, people have robots as pets, while I must wait in line for hours to be able to pump gasoline into my car,” Elias*, 25, says, stroking his goatee.
Among the many repercussions of the crisis, the country has been plagued with crippling fuel shortages and hyperinflation.
Two years ago, Elias was on the front lines, with a gas mask on his face and a keffiyeh scarf around his neck. The young man had left his house in Jdeideh for Martyrs’ Square, where he lived in a tent for four months.
“I used to say I live in the most expensive neighborhood in Lebanon,” he says jokingly.
Across the public spaces in Saida, Tripoli, Beirut, Nabatieh, Baalbeck and Sofar, tents were everywhere. Food was distributed, experts held outdoor conferences — a mini-community was created.
“Our lifestyle was just like the Lebanon we wanted. Despite our differences, we found common ground by voting on things,” Elias says.
While the streets began to empty as the weeks went by, especially after former Prime Minister Saad Hariri stepped down on Oct. 29, Elias decided to stay despite calls from friends telling him that “normal life had resumed.”
But on Feb. 11, 2020, protests picked up again during the vote of confidence for Hassan Diab’s newly formed government.
Thousands of protesters went to the streets and blocked the entrances to Parliament, confronting the Internal Security Forces and the army special forces who attacked demonstrators in order to make way for arriving MPs.
Yet, when a horde of Amal and Hezbollah supporters on scooters allowed an MP to pass through Zoqaq al-Blat, the security forces stood idly by.
The smoke from the tear gas canisters blinded the demonstrators who were forced to retreat as tanks were parked all along the Ring Bridge.
Elias decided to return home a few days later.
“The thawra was failing before my eyes. We were hundreds of thousands, then thousands, then hundreds, and finally only a few dozen,” he says. “We’ve all turned back to our bubble since,” he adds, referring to his friends who shared the tent with him.
The wall of fear began to crack in the militia civil war leaders groupuscules
(Note that Hezbollah was Not created at the start of the civil war and its mission since 1983 was to confront Israel occupation in South Lebanon after it took hold as an organized party)
In Baalbeck, in the heart of the Amal and Hezbollah fiefdom, the flags of the two Shiite parties that adorn every street and corner were met by the Lebanese flag waved by demonstrators.
“At rallies, I couldn’t believe it when I saw a neighbor’s face in the crowd. Here, we are silenced, and even more so when you are Shiite,” says Rouba Ahmad Taha, 43.
Taha has a bachelor’s degree in literature and philosophy, but never worked in her field because she refused to engage with “wasta,” or string-pulling, in the education system.
Today, Taha, who sells home-made mouneh products — vinegar-pickled vegetables and other food stored in jars — spends all her income to pay the tuition fees for her two daughters aged 9 and 12.
“I can’t save anymore. The crisis frightens me. Before, we worked hard but we lived well with my husband,” she says.
Today, Taha has to drive all the way to Beirut to find heart medications for her sick mother, because these are no longer available in her area. Not only have the medicines’ prices soared, but the cost of the journey has also gone up in line with the sharp rise in fuel prices.
Despite everything, “I remain revolutionary,” says Taha, who during the uprising was attacked by Amal (lead by Nabih Berry, the head of the militia fassaad leader) supporters.
On Nov. 26, 2019, a horde of people waving the flags of the two Shiite parties rushed at demonstrators gathered in Baalbeck. They destroyed the tents and the loudspeakers.
“We weren’t afraid. On the contrary, it made us stronger. There were a hundred of them against 10 women and three men. The army intervened to protect us,” Taha says.
She continues to attend opposition meetings, still hoping that one day she will be able to help bring about change in the country.
Throughout the uprising, several attacks were made on demonstrators in the strongholds of the two Shiite parties.
In December, in Beirut, the two Shiite parties’ supporters set fire to the tent of writer Lokman Slim, a fierce Hezbollah opponent, who was assassinated on Feb. 4, 2020, after having been threatened on several occasions (And Not assassinated by Hezbollah).
In Sur, in the south, two days after the protests’ outbreak, Sultan witnessed first-hand the counter-account on behalf of political parties’ supporters.
Young men, who had demonstrated alongside him on Oct. 17, were now attacking crowds of protesters defending their political parties.
“I never imagined that so many people in Sur shared the same ideas as me,” says the young man, recalling the uprising’s early days.
But the counterattack by the two Shiite parties’ supporters got the better of the revolution in his city. Sultan decided to head to Beirut to keep demonstrating.
He also voiced his thoughts on social media, which is not without risk.
Hezbollah accused foreign powers of instigating the uprising after the demonstrations focused on solely blaming Hezbollah for our calamities of total State bankruptcy .
Despite all the attacks, setbacks, the disillusionment and fatigue, Sultan wants to stay in Lebanon. He can leave, but he is “pushing back the deadline.”
The 20-year-old young man, who has “found hope,” has been engaged in politics and is now a member of the newly founded Secular Club of Sur.
A student of political science at the Lebanese University, Sultan dedicates his time to preparing for the parliamentary elections scheduled for 2022.
“Undoubtedly, the mobilization in the streets has died down, but I can still be part of the change,” he says.
Tripoli, the compass
The inhabitants of the poorest city in the country had almost lost all hope.
On Oct. 17, 2019, seized with a revolutionary fervor, al-Nour Square welcomed tens of thousands of demonstrators.
The city was soon labeled as the “bride of the revolution,” with its zealous and festive atmosphere and DJs that revved up the crowds.
The streets were transformed: the Tripolitans removed all photos of political leaders and covered a building façade with the Lebanese flag on which is inscribed: “Tripoli, the city of peace.”
A few months later, Tripoli became the city of the thawra’s martyrs.
On the night of April 27-28, 2020, clashes erupted between the security forces and protesters. On that day, the lira was trading at over LL4,000 to the dollar — more than double its official peg of LL1,507.5 to the dollar; today it trades at around LL20,000 to the dollar — and the confinement measures in mid-March dealt a hard blow to Tripolitans, most of whom depend on daily wages.
Anger was simmering in the city once again. Banks were targeted by Molotov cocktails.
Fawaz Samman, a 26-year-old mechanic, was shot dead.
In an April 29 report, Human Rights Watch found that the Lebanese Armed Forces “unjustifiably used excessive, including lethal, force against protesters in Tripoli.”
“Fawaz’s death was an eminently political cause,” Fatima Samman, his sister, says.
“He was not participating in the protests. He was shot as he was smoking a cigarette outside the store, where he was working for LL50,000 to be able to feed his 4-month-old daughter,” she adds.
While Fatima did not experience the uprising in her hometown, her political awakening in Beirut remains closely linked to the fate of Tripoli.
“As a photographer, journalist and maybe a researcher later on, I want to help my community, and all the economically fragile people like me,” the 26-year-old woman says. Having now moved back to her hometown, she is also enrolled in the first year of sociology at the Lebanese University in Tripoli.
Armed with her camera, she recorded scenes from the protests in the capital. It was in Riad al-Solh Square, where leftist discourse predominated, that she found the ideals that spoke to her.
She presents her criticisms of the Oct. 17 uprising by quoting intellectuals. “It is an intifada, not thawra,” Fatima explains, because “Sulking about the establishment is not enough.”
The uprising’s slogans were limited to negations without offering a political plan that would give any semblance of hope.
“It is high time to move past Oct. 17 and learn from our experiences,” Fatima says.
“The uprising’s first anniversary was heartbreaking and disappointing. There was still no program. We were selling illusions to people,” she adds.
Since Aug. 8, 2020, Fatima has stopped going to the street to demonstrate. “Our days are now over before they even begin. The crisis hit hardest in Tripoli. You wake up in the morning without electricity, without water, without anything,” Fatima says.
Mahmoud Kassem, also from Tripoli, remained in detention for three months during the winter of 2021, when the uprising resumed in the northern capital. Two people died in the clashes between the security forces and the protesters.
The day after a demonstration, Kassem was arrested along other 30 demonstrators on terrorism charges by the military court.
“I was devastated,” the 25-year-old cook says with a lump in his throat.
He adds, “I am not a terrorist. I am with the thawra. We only had stones against tanks. We felt that we were on our own. Only Tripoli was protesting.”
His tone is calm, but he has a heavy look on his childlike face. Born into poverty, Kassem dropped out of school at the age of 14 to work.
The socioeconomic crisis, which brought 78 percent of the population below the poverty line, came to worsen the young man’s situation.
He cannot land a job outside Tripoli where “all his wages would go into transportation costs.” He has no hope of getting married. “I can’t even afford to rent a room,” says the young man who has been engaged for over a year.
A promise of a job abroad kept him hanging on to some hope. “That’s why my anger did not explode,” he says. But the prospect of a job fell through.
Despite the blows, setbacks and disappointments, Kassem says, “If the uprising rages again, I will be the first in the streets.”
*Names have been changed at the interviewees’ request.
This article was originally published in French in L’Orient-Le Jour. Translation by Sahar Ghoussoub.