Archive for May 11th, 2023
Two effective Capitals in One recognized Capital, as in most cities: The poorer sections and the affluent parts.
Posted May 11, 2023
on:The poorer parts in Damascus and the luxurious sections in Damascus. Same stories in most cities and the people would claim to Love their city.
Yoland Alskaf posted on Fb
من أصدق ما كُتب عن واقع دمشق الآن…
قد لا أكون حاضرة في دمشق ..
ولكن فكري وقلبي وروحي تتتبع اخبارها لحظه بلحظه وثانيه بثانيه…
لك أن تتخيل مدينة مساحتها مئة و خمسة كيلو مترات فقط كيف يتقلب مزاجها بشكل مجنون بين حي و آخر..
إنها دمشق المدينة المزاجية جداً.. يحتاج الأمر خمس دقائق على طريق المتحلق لتخرج من بؤسها و تعاستها من أحياء الجنوب الدمشقي حيث الفقر المرير و المساكن العشوائية و بقايا شظايا الحرب.. و العيون التي تعج بالمآسي و الأكتاف المثقلة من هموم الحياة..
لتكون في أحياء المزة الشرقية حيث تشرق الحياة فيها لوناً آخر و ترى وجوهاً غير الوجوه.. و تشتم أغلى أنواع العطر و تجول عينك بين المقاهي حيث يجلس أناس يدفعون ضعفي راتب موظف لبحتسون فنجان من القهوة..
إنها مدينة التناقض. مدينة ازدواجية المعايير.. مدينة الطبقتين المتفاوتتين..
مدينة نجار البيتون المرهق العائد من عمله يجر أذيال التعاسة بعد حصوله على ربطة الخبز..
و مدينة السيارة الفارهة المصطفة في كراج المول المحملة بأغلى أنواع التوست و المخبوزات..
مدينة المولدة التي تصرف عشرات ليترات الديزل يومياً ليبقى حس الرفاهية في إحدى منتجعاتها..
و مدينة ضوء الليد الخافت من انقطاع الكهرباء المسعور..
مدينة القليل من البطاطا لوجبة تسد رمق عائلة تشتهي اللحم..
و مدينة وجبات الشواء الشهية..
تمر بالأحياء حياً حياً .. لترى تقلب مزاج هذه المدينة تماماً كتقلب مزاج قاطنيها..
تستطيع في دقائق معدودة أن تترك حياً مهجوراً تحت ركامه أحلام و آمال عائلة قضت تحت القصف..
و ترى أيضاً بناءً شاهقاً محتويات براداته تطعم حياً آخر بأكمله..
في دمشق تتملئ قلوب الناس.. بالحسرة.. و الحسد الموجع و النظرات الفوقية و عارضات الأزياء..
في دمشق ترى متسولة لا تشبه المتسولات و تبدو جديدة العهد بالمصلحة..
و ترى ابن ثمانية عشر يركب فراري و أيضاً يبدو حديث العهد بالترف..
هنا حيث مكاتب الحوالات تعج بالناس الفرحين بمئة دولار قادمة من الخارج..
و طابور صغير على كوة بنك يودع فيه مئات الملاين..
حتى السحابة التي تمطر تملئ حياً بالطين و القاذورات
و تجعل شوارع حياً آخر يلمع من مياه المطر..
ترى بسطاء يفترشون العشب في ساحة الأمويين يقصون لب دوار القمر و الحكايات المرهقة..
و إلى جانبهم شيراتون دمشق حيث يدفع ثمن علبة من الريد بول خمسة عشر ألفا..
هكذا هي الحياة في دمشق بعد الحرب..
هنا قاسيون يبكي مشتاق لزواره..
و بردى لا تصدق أنه بردى الذي يمر بأرقى أحيائها..
تتشابه الأمور في بعض الأحيان..
فبالة الفقير تشابهت تماماً مع أزياء تالس في الأسعار
و وجبة الفلافل تشبه تماماً وجبة الشاورما..
و شكوى الناس كلها تتشابه فلا تدري أيهم اشد حزناً و اكتئاباً
أولئك الذين قض مضجهم صباح يوم آخر من التعتير أم تلك الجميلة التي لم تنجح عملية تضخيهم ثدييها.. كلها شكوى على أي حال..
هنا في دمشق تزدوج المعايير
تتناقض المتشابهات
تتشايه المتناقضات
و يصبح الحليم حيران..
وكلنا نحب دمشق..