Posts Tagged ‘Lebanon in history’
Lebanon in history: Has there ever been created any Maronite canton?
Posted by: adonis49 on: January 17, 2017
Lebanon in history: Has there ever been created any Maronite canton?
Not a single Maronite document was written Not in Arabic
Our Lebanon, in its smaller or larger size, was intrinsically connected to every event in the Near and Middle-East.
شوقي خير الله
· 22 hrs ·
التاريخ اللبناني “الحقيقي”: هل هناك مستند ماروني واحد كُتب بغير العربية؟
1- في القاموس والخريطة اي لبنان سيُكتب تاريخه؟ – لبنان الكبير المستقل والانتدابي؟ – لبنان الصغير المتصرفية؟ – الامارة الشهابية؟ وهي لم تحكم لبنان الحالي، وبالكاد حكمت لبنان الاوسط الماروني- الدرزي الذي تكوّن تحت حكم المعنيين؟
وما الامارة جميعا وما قيمتها القومية الفعلية وما هي بشعبية منتخبة، ولا هي منبثقة من رجاء قومي ولا من تطوّر اقتصادي مجتمعي؟
الشرعية الوحداء في الامارة متأتية من فرمان تركي جاء بشحطة قلم، وتزول بشحطة قلم.
اي بقعة من هذه الامارة كانت تشعر بولاء لوحدة وطنية او بانتماء الى دولة قومية، ام اذا فُصلت عن حكم الامير (المير) كانت تطالب “بالعودة” الى الوطن الاصلي والى العرش القومي؟ – ام الامارة المعنية (وهي اقرب الى مشروع قومي) ولم يكن لبنان هو خميرتها ولا خميرة مشروع الوحدة السورية الذي رنا فخر الدين الثاني اليه وحاول تحقيقه ليكون نداً ممكنا في وجه السلطنة الغازية؟
وبعد فالمعنيون كانوا سنّة وامراء على الدروز والموارنة، ولم يكن في سلطنة بني عثمان السوبر سنّية اي امير او حاكم غير سنّي.
ولذلك ورث الشهابيون السنيون الامارة بعد المعنيين السنيين التنوخيين، الذين كسبوا موقعهم في العهد العباسي من الايوبيين في صراعهم ضد الصليبيين. وقد كان المسلمون الروافض جميعا موالين للصليبيين. وقد تآمروا مرارا على صلاح الدين الايوبي، فيما كان المسيحيون الشرقيون حلفاء الايوبيين ضد الصليبيين الغربيين الذين الغوا الدولة البيزنطية وحولوا اكبر كنيسة في الدنيا آيا صوفيا، طوال سبعين عاما، ياخورا للخيل. – وحتى في ايام المماليك لم تكن لفظة لبنان تعني اي مدلول سياسي بل تعاطى المماليك في جبل الدروز (اي المتنين والشوفين) مع التنوخيين، وتعاملوا في كسروان (منذ نهر الكلب حتى الارز) مع مشايخ يوالونهم، ومنعوا مطلق اطلالة على البحر جميع حلفاء الصليبيين الذين كانوا قد أُجلوا بعيد حطين الى اوروبا وقبرص
. فكان يمنع عليهم ان يروا الماء الزرقاء كي لا يخابروا اسطول قبرص بالقبابيل والاشارات النارية: لا بالنار ولا بالنور. ولذلك اعتمد المماليك التنوخيين في الغرب اي في المشارف الجبلية على البحر منذ نهر الكلب حتى قلعة صيدا. فقد أمنوا لهم لأنهم سنّيون.
ويبقى اللقب، اللقب الحقيقي هو المير وليس الامير. بل كان الباشا التركي يُقطع ميراً جباية الميرة العينية اي القمح والشعير والاعلاف للسلطان وسرايات السلطان ولخيل الدولة (كما النفط اليوم)، ولجباية الضرائب والمكوس، وبالاخص لادارة شؤون الجفتلك اي المياه الغزيرة والاراضي المروية بها وهي ملك خاص للسلطان وارث له منذ ايام قياصرة روما.
هذه الاراضي الجفتلك الشاسعة والخصيبة والمروية كانت هي بالفعل اهراء روما اي مصدر تغذية شعب مدينة روما التي كانت مسؤولية القيصر ووسيلته الفضلى لضمان ولاء شعب العاصمة للعرش: بالقمح المجاني وبالالعاب الرومانية اي ميادين الصراع، وميادين استشهاد المسيحيين بأنياب ضواري الحضارة الرومانية. وقد حافظ العثمانيون على هذا “التقليد الشريف” كما اعتمدوا ايضا، ارثا بيزنطيا، تلزيم الوظائف المالية ووظائف العشارين لمدنيين غير موظفين رسميا في الدولة بل يتعهدون الجباية من الناس وتوصيل الضرائب العينية والمالية للباشاوات والولاة. وكان احد مقاصد هذه الخصخصة ابعاد الجند عن مهمات الجباية منعا لفسادهم. فكانت الوظائف الملزّمة بمعدل 90 في المئة من المدنيين
، واما الوظائف المركزية العليا في العاصمة وسرايات السلطان فلا تتجاوز 10 في المئة. وليس الا بعد قرون ان طوّع الاتراك في الجيش من غير الترك الطورانيين، اي من الشعوب المستعبدة كالعرب والارمن واليونان، بعد ان امّنوا انهم هجّنوهم وانسوهم هويتهم وثقافتهم ولولا قليل لغتهم.
ولا مرة طوّع العثمانيون من هم اليوم لبنانيون لأنهم يعتبرونهم عربا. اما الأنكشارية فجلهم اولاد من الصقالبة مسروقون بالقرصنة من شواطئ المتوسط ومن الواحات البعيدة، فيربّون في ثكنات السلطان على انهم اولاده. فهم يحرسون اباهم السلطان وحريمه ضد الجيش التركي وضد اعداء السلطنة، وهم الوحدات الخاصة الافضل تدريبا وتسليحا، والأبعدون عن امكان الاغراء السياسي او العقدي ضد السلطان. الانكشارية صقالبة وبنادقة وليس فيهم طفل عربي واحد (ولا لبناني واحد)، على اساس ان اللبناني هو عربي مهما كان دينه.
– في العهد البيزنطي اعتمدت الادارة المحتلة في سوريا تقسيمات تحت عنوان فينيقيا الساحلية وفينيقيا الثانية وفينيقيا الثالثة
، وكانت دمشق والغوطة احدى هذه التقسيمات الفينيقية. وكذلك حمص. والغريب انه في الاعوام 1920 – 1926 وفي اوائل الانتداب الفرنسي ومعاهدات الصلح في فرساي، كانت ترسم الخرائط الجديدة للتقسيمات بحسب سايكس – بيكو واللنبي وسواهم. فتكبر الخريطة وتقل بحسب التجاذبات. احدى الخرائط المهمة ضمت الى متصرفية جبل لبنان الاقضية الاربعة المعروفة اليوم، ومعها وادي النصارى في بلاد العلويين، وايضا دمشق والغوطة بعد وادي القرن ووادي الحريري
. القصد ان يطل لبنان الكبير على شرق حرمون جنوبا وعلى بحيرة حمص شمالا، بحسب رأي المطران مغبغب. الا ان البطريرك الحويك عارض هذه الزيادات الضارة وعارض المغبغب لأنه يخربط مخطط بكركي. كيف؟ لأن زيادة وادي النصاري تكثّر الارثوذكس في دولة لبنان، ولأن زيادة دمشق والغوطة تزيد الارثوذكس ايضا والسنّة، وليس لمثل هذا الكيان اللبناني تشتغل بكركي.
اما في الجنوب الحاصباني فقد ظل سهل الحولة حتى مشارف طبريا جسر بنات يعقوب وبعض الجولان تابعة للأراضي اللبنانية، اضافة الى ان القنيطرة، عقاريا، تكاد تخص اهل مرجعيون. وظلت فصيلتا درك حاصبيا ومرجعيون تبلّغان الحولة حتى العام 1926، حين أثر احتجاج الصهاينة واليهودية العالمية على مخطط الحدود بين الانتدابين الفرنسي والانكليزي، وعلى خطر ضياع مياه الحاصباني وبانياس والحولة والليطاني.
2- في نواميس التأريخ والتاريخ يكون التاريخ وطنياً او قومياً اذا ما اقترن بدولة ذات عمران وسيادة وذات جيش قومي ذي قيمة استراتيجية وسياسية، واذا اختصّت الدولة بأرض/وطن وبشعب ومجتمع ولغة وحضور اقليمي وعالمي ذي ديمومة وعَلَم. ما من مرة، مثلاً، حسبت دولة جدية ومشهورة ان احداثا محلية وطفيفة وعابرة في منطقة منها او في مدينة، هي تاريخ قومي لها وينبغي تسجيلها ارثا للأجيال المقبلة او في كتب التاريخ. وليس في وسع لبنان الراهن ان يزعم انه وريث وحده لمآتي دويلات الفينيقيين في جبيل وطرابلس وبيروت وصيدا وصور
. كما لا يمكن الجمهورية العربية السورية ان تحتكر ارث اوغاريت او ماري او تدمر او العهد الاموي او العهد الحمداني.
وليست الاحداث الفينيقية مؤهلة لأن تؤسس لتاريخ لبنان وحده، وما كان اسم لبنان آنذاك معروفا في القاموس السياسي. بل يمكن اي كاتب في التاريخ السوري التام السوراقي والعربي ان يرتب الاحداث المحلية وان يرصفها ويقارنها ويتممها ويتمّم بها تفسير تيار تاريخي حصل او اختمر او اكتمل آنذاك، في اطار نشوء الامة السورية العربية، وتاليا في اطار نشوء العروبة الحضارية رمّة.
العروبة والمشرقية توأمان، او وجهان لعملة واحدة، منذ ستة آلاف سنة. وما من باحث، مهما تقصّد او حُرّض، بقادر ان يزعم ان حروبات فخر الدين المعني الثاني ضد بني حرفوش وبني سيفا وبني الصغير كانت بقصد انشاء دولة لبنانية ما او هذه الدولة الراهنة بالذات.
بل كان قصد فخر الدين وتوسكانة هو اقامة دولة تسيطر على مرافئ المتوسط الشرقي منذ كيليكيا حتى عريش مصر، وعلى امتداد المرافئ عبر الجبال والممرات والواحات وطرق القوافل: نحو خليج البصرة عبر واحات دمشق وحلب وحمص وتدمر، ونحو العقبة وشرق الاردن والجزيرة عبر الشوبك والكرك والقدس.
القصد السيطرة على طرق الحج والحرير والافاويه طالما بقي ممر السويس القديم مقفلاً.
–
ان بعضا مهما جدا من تاريخنا يتمحور حول جدلية وتكاملية قناة السويس والبحر الاحمر مع مرافئ المتوسط الشرقي وطرق القوافل البرية التي تصبّ في البصرة والخليج وايران وحتى الصين.
وفي مجال مسكوني اوسع ثمة جدلية ما بين طريق رأس الرجاء الصالح وطريق السويس – باب المندب وطرق المرافئ – القوافل والواحات، منذ عدن واليمن حتى سوريا الغربية. وثمة جدلية متشابهة ما بين النيل الاعلى والادنى، وكذلك بين خليج سيرته ومرافئه في ليبيا والقوافل الصحراوية. وكذلك بين المخزن المراكشي في الشمال والصحراء الجنوبية.
تاريخ قرطاجة كله انبثق من جدلية اسطول وقوافل.
وليس لبنان بغريب عن هذه الجدلية، بل يفقد قيمته الدولية اذا ما مارس الانعزال السياسي والاقتصادي وخرج من هذه المعادلة الازلية بين استقلال واقتصاد وشبكة الاقتصاد العالمي.
3– في شروط حصول تاريخي حقيقي للتاريخ الحقيقي شروط دنيا، وبدونها نهبط الى الفولكلور والبهورة الكلامية والى توهم الاّ لينتهينّ في سراب وخراب. وليس يقيم أَودَ التاريخ شعر او تبجح او تورّم او زجل. شروط التاريخ هي التالية في الحد الادنى:
– شعب متماسك، منظم في مجتمع، ودولة مركزية مستقلة وضابطة الكل. – ارض تعرف بأنها وطن هذا الشعب، ذات حدود مرسومة ومعترف بها اقليميا ودوليا. – مؤسسات تشريع وحكم وقضاء، وقوانين للعقود والموجبات وللملكية والبيوع ولانتقال الملكية، وللاستثمار وللمشاعات والاملاك العامة. – قوانين للاحوال الشخصية من زواج وولادة وتبنٍ وموت وطلاق وخلْع وموارث واوقاف. – عملة ونقد وقوانين مالية وتجارية، وعلاقات تبادل تجاري. – حريات اجتماعية وسياسية واقتصادية وحقوق الانسان. – ولاء قومي وسلّم قيم اخلاقية وادبية. – علاقات خارجية ذات صدقية دولية لعقد المعاهدات والاتفاقات، ولشهر الحروب ولعقد الصلح والسلم.
– ولم يعرف التاريخ مجتمعا بغير دين منظم. واذا لم تتحصل هذه الشروط فليس لأولئك الناس كيان سياسي رسمي مهما كانوا متكتلين تحت رؤساء بدوافع قبلية او دينية او طائفية. التاريخ اذن يُستحقّ استحقاقا بناء على شروط اصلية. وغياب هذه الشروط يلغي عن الاحداث اسم التاريخ. فليس للقبيلة تاريخ حقيقي مهما كانت احداثها ويومياتها وايامها القتالية وقصائد شعرائها، ومهما كانت غزواتها في معترك الماء والكلاء والمراعي والثأر. التاريخ اذن، كناموس اول، هو سجلّ العافية الاجتماعية الحضرية وسجل استقرار واستمرار وعمران وتسجيل، وهرمية مجتمع منظم. فليس للهيئة القبلية تاريخ.
بل تستحق التاريخ ويستحقها اذا ما اقتطعت لها مكانا في اتحاد شعبي مستقر وصارت اقنوما من الدولة. لذلك لست ارى من عبارة تعني اللاتاريخ افضل من البداوة لأنها جوزة مقتصرة على قشرتها. ليس في البداوة زمان موصوف بل تعاور ليل ونهار، وشمس وقمر. البداوة هي اللاأمة وهي اللادولة الحقيقية وهي اللاكيان. ليس الأعاريب عند الله من احد. واما العرب والعروبة فهم الحضر وهم التاريخ. وهل تجرأ احد يوما على كتابة اللاتاريخ، او على شرح اللازمان؟ وهل عُرفت البداوة يوما سوى خاضعة او ملحقة للدولة الاقوى؟ التاريخ لا يتحمل الفراغ السياسي ولا الهباشات المترحلة ولا خرّاب البوادي والعمران والزرع والضرع عند اطراف الصحراء.
التاريخ يدرك للتو ان هذه الهباشات مجلبة للتنافس عليها وللصدام حولها وللحروب بسببها. لبنان هو ابعد شيء عن البداوة، واقرب شيء الى العروبة الحضارية بشرط الا ينعزل. انعزاله موته. اذا تم اخضاع الهيشة الداشرة والهوية الضائعة للاستعمار وللاستكبار فهل يصبح هؤلاء البشر البدائيون اعضاء حقيقيين في نسيج الدولة، وهل تصبح الهيشة جميعا عضواً حقيقيا ومساهما في حضارة الدولة الغالبة؟ هل يصبح المواطن العادي اقنوما في الامبراطورية الغازية؟
– لا. المستعمر ليس حراً وليس مواطناً. ويظل الجواب لا مهما استحلب الاستعمار من نخبات المغلوبين امكانات فردية وبددا. الوجدان القومي العميق لا يتجيّر نهائياً فوق ارضه القومية لأحد، وليس يستذيب من سواه مهما كَمَن رابخاً في الطوايا المقهورة. فما ان تلتوي شوكة الاستعمار وتميل شمسه حتى يستفيق الوجدان المتجمد في ثلاجة الزمن وصقيع الجهل، ويصحو على اختمار معتصم ناء او على تمرد بقعة او على صيحة قائد استلّته القومية من طوايا امة مكتوب عليها ان تنهض. هكذا استفاقت العروبة واستفاقت سوريا واستفاق لبنان، وقد كانوا مخدرين في خدعة السلطنة العثمانية والخلافة الجامعة. منذ منتصف القرن التاسع عشر بدأت الاستفاقة على خطاب ثوري وضد طورانية كشّرت عن انيابها وضد صهيونية راحت تبخ سموما قديمة محدّثة.
الصحوة جميعا تمحورت حول عروبة جديدة في جميع الاقطار المتعطشة للحرية والاستقلال. وجرثوم الوعي القومي الجديد كان عروبة تغالب طورانية همجية وصهيونية ابخس من الاصلال، وتقاوم فارسية تعجّم على السكيت الاهواز التي سُلخت عن العراق، كما ستُسلخ فلسطين عن سوريا الغربية. الجرثوم الصهيوني ينوي ان يجعل من فلسطين المغتصبة منطلقا الى الهلال الخصيب جميعا بما فيه لبنان ومياه لبنان، ومنطلقا الى وادي النيل ومياه النيل، والى الجزيرة حيث ستقاسم على النفط، قبل ان تعيد الناس قبائل متخلفة (…) هذا الاطار هو الاكثر اختصارا، والاضيق، حول لبنان والبيئة التي لا يملك لبنان ان يخرج عنها.
السؤال متى كان لبنان غير معني مصيريا بما يحدث في القارة العربية جميعا؟
واي فترة من التاريخ كانت اقرب، في الوجدان اللبناني، الى عصر ذهبي في التاريخ؟ وصلنا الى المحك والحاقّة والى مقطع المياه ومفصلها عند خط القمة، حيث لا يمكن لأي نقطة ان تكون من الميلين معا. بل ميلة واحدة. ومتى كان لبنان بهذا القدر من الاستقلال قبل هذا الاستقلال الراهن؟- ولا مرة. وانا الداعي لكم بالخير ادّعي اني اكثر لبنانية في لبنان طالما نظامه هو موئل ومعتصم ونطاق ضمان للفكر الحر وللصراع الثقافي الحر. بل ان في النظام اللبناني، في كثير او قليل، ديموقراطية عددية. وان فيه قضاء مستقلا او مناضلا لكي يستقل اكثر. وفيه حرية احزاب ومعارضة ونقابات وتظاهر. وفيه صحافة حرة ومجلس شورى يحاكم الدولة. لسنا النظام المثالي ولكننا نقدر ان نعقد اجتماعات تنتقد وتقترح، وقريبا تقترع بحرية اكثر في الدولة كما في الاحزاب. 99 في المئة من تاريخ لبنان
اي البقعة التي صارت لبنان مشتركة مع التاريخ العربي الاقدم في العراق، ومع تاريخ الدعوة الاسلامية والفتح الذي تلاها، ومع تاريخ الكنعانيين والاراميين. وجميع هؤلاء عرب قدامى واواسط ومحدثون. وما من مرة استثنى التاريخ لبنان من نواميس نشوء دولتنا البرية في العراق ومن الاثم المتوسطي والانجذاب غربا نحو الشواطئ والمرافئ، والتكامل القومي، في العهود الشمّري والعقّادي والاشوري والبابلي والكلداني كما في العهود الراشدي والاموي والعباسي والايوبي والمماليكي.
سرّ تاريخنا، الذي ما استثنى لبنان يوما، أن قوتنا هي في اتحاد الشاطئ مع الجرود مع الداخل الشامي ومع دجلة والفرات، وحتى قلب الجزيرة واليمن. والفترة الذهبية القصوى هي تمدد هذا المنطق الاتحادي نحو افريقيا الصغرى منذ السويس حتى راس جرّور على الاطلسي. ومن نواميس تاريخنا التي لم يغب عنها لبنان ان التوسع العربي الحضري شرقا في آسيا قلما تجاوز حدود التوسع النسطوري، فيما التوسع غربا قلما زاح عما توسّع فيه الكنعانيون بناة قرطاجة،
وعما بشّر به المسيحيون لا النصارى، ومنذ انطاكية وطبريا حتى اقاصي اوروبا وروسيا. فحيث كان النساطرة قد توسعوا شرقا وحيث كان الأيليون والمسيحيون قد توسعوا غربا توسع الفتح الاسلامي العربي.
ولذلك تكلم بالعربية بعد الفتح من كانوا على الآرامية والكنعانية وفروعهما، ولم يستوعب العربية ولا تكلم بها من كانوا فرساً او اتراكا او من فروعهم الطورانية والآرية، او المشبّه لهم انهم آريون.
وما من عجب ان لبنان تحول للحال من قيدوم في الأرامية السريانية الى قيدوم في العربية. ومثل لبنان وادي العاصي جميعا وواحات الداخل والكوفة والبصرة. هل اذكّر الناسين ام الجاهلين ان هرقل البيزنطي في العام 626 م اي قبل الفتح بعشر سنوات قرّر ان يعرّب الولاية السورية – البيزنطية وان يجعل العربية لغة ثانية رسمية في الامبراطورية؟
وهل اذكّر اهل النسيئة والشعوبية ان الهلال الخصيب كان اكثره عربيا وناطقا بالعربية منذ منتصف الالف الاول قبل المسيح، وان العرب السوريين والجزيريين كانوا من اوائل المؤمنين بتعاليم عيسى بن مريم الآرامي الذي تجسد فيه كلمة الله وروحه؟
وكم مسيحي يعرفون ان مريم العذراء عربية آدومية وليست يهودية؟
اما بأي عربية نطق الهلال الخصيب في العام 500 ق.م. فهي اللهجة التي تشكلت من تفاعل الآرامية والنبطية وظلت تتطور حتى استقرت في نهاية الجاهلية الاولى على عليا معدّ والحضرية القرشية. اخيراً فليدلني احد على مستند ماروني رسمي، منذ الف عام، وهي عمر المارونية، كتب بغير العربية.
النهار – آب1999