Ecology wars: Clean quality air, rights of quality water sources, and war on Mega dams…
USA has built many mega dams on the Colorado river to siphon water to Los Angeles. In the movie Chinatown, Cross built a dam to divert water in order to irrigate fruit trees and nut trees in dry regions: “If we cannot bring water to Los Angeles, we will bring the city to the water by extending city limit…”
China has been constructing Giga dams on the Yellow river, destroying vast ecosystems and threatening the debit of water to Mekong river that crosses Laos and Viet Nam. Millions of Chinese have been displaced. China has already built 98 dams so far
Turkey and Iran have been building mega dams on the Euphrates and Tigris Rivers that take their sources in the Toros (Turkey) and Zagros (Iran) Mountain chains.
Worse, Turkey has been consistent is claiming that the water is for Turkey and it has the right to deny Syria and Iraq any sustainable water debits.
The Euphrates and the Tigris cross Syria and Iraq for thousands of miles since antiquity.
Is Turkey planning to dry out the regions between the Euphrates and Tigris Rivers by 2040?
Turkey decided to build many gigantic dams on the sources of these rivers (400 km from the borders) and claims that it own these rivers. and is the sole country to control the debits of these rivers.
It France, the mandated power after WWI on Syria and Lebanon that failed its responsibility and allocated (gave away) more lands to Turkey that exceeded the current Syria land. Worse, instead of having the borders on the tip of the mountain chains, as is the international cases, France gave Turkey 400 km down the mountain chains of the Toros.
Is Turkey planning to dry out the regions between the Euphrates and Tigris Rivers by 2040?
Turkey decided to build many gigantic dams on the sources of these rivers (400 km from the borders) and claims that it own these rivers. and is the sole country to control the debits of these rivers.
The rivers Farah So and Murad So converge in Malata to form the Euphrates River that run for 442 km in Turkey before crossing Syria and Iraq for 2330 km.
The debit of the Euphrates is 32 Billion M3. 95% comes from the Toros Mountain, and 5% from the Khabur river.
The Tigris run 400 km in Turkey and crosses Iraq for 1900 km with 50 billion M3 and has many other sources such as Zab (Big and Small), the Azim and Diala.
58% are generated from the Toros Mountain, 12% from the Zagros Mountains (both in Turkey and Iran), and 30% from rivers in North Iraq.
Thus, 72% comes from Turkey, 7.5 from Iran and 20.5 from Syria and Iraq.
معدل تدفق المياه موسمي ويختلف من شهر الى شهر. بعد فصل الشتاء تذوب الثلوج من أعالي طوروس وتنحدر مياهها بغزارة الى دجلة والفرات بين شهري أذار وأيار، ومن ثم تشح تدريجياً حتى شهر تشرين الأول قبل البدء بالتصاعد ثانية (3). هذا التدفق الموسمي جعل دول النهر تبني السدود لتخزين المياه واستعمالها للري في موسمي الصيف والخريف الزراعيين ولتوليد الكهرباء.
المشاريع التركية:
فكرة استغلال مياه دجلة والفرات بدأت منذ أيام اتاتورك في العشرينات من القرن الماضي بعد ان رسمت معاهدة لوزان في 1923 الحدود السورية-العراقية مع تركيا وايران على منحدرات جبال طوروس وزغروس بدل أعالي هذه الجبال، كما ترسم الحدود الدولية عادة، مما أفقد سوريا والعراق السيطرة على دجلة والفرات وروافدهما وأصبحا تحت رحمة تركيا وإلى حد ما ايران.
في 1936 نضجت فكرة استغلال النهرين في تركيا بعد تاسيس ادارة الدراسات الكهربائية التي قدمت دراسة سد كيبان الذي نفذ في العام 1974 على الفرات.
هذه الدراسة تبعتها دراسات أوسع وأشمل بعد تأسيس “مشروع جنوب شرق الاناضول”(“غاب، GAP” كما يعرف عالمياً) الذي اقترح إنشاء 22 سداً و19 محطة توليد كهرباء لري 1,7 مليون هكتار وتوليد 7500 ميغاوات من الطاقة الكهربائية (4). كلفة المشروع قدرت بـ (31) مليار دولار أميركي، وستحتاج الى حوالي 17 مليار م3 من مياه الفرات و8 مليار م3 من مياه دجلة (5)وستسبب نقصاً حاداً في دول المصب وخاصة العراق.
السدود في حوضي دجلة والفرات
أهم هذه المشاريع التي شملها “غاب” هو سد اتاتورك على الفرات الذي يعتبر خامس اكبر سد في العالم، والذي انتهى العمل فيه في العام 1990، ويروي 872,4 الف هكتار ويولد 2400 ميغاوات من الطاقة في تركيا.
المشروع الآخر المهم هو منظومة سدي أليسو وجزرة على دجلة الذي سيخزن 10,4 مليار م3 لتوليد 1200 ميغاوات من الطاقة والذي سيروي 121,000 هكتار من الاراضي الحدودية التركية بكلفة 1,68$ مليار. بدا العمل بهذا المشروع في العام 2006 لكنه توقف في كانون الاول 2008 بعد اعتراض الجمعيات البيئية والاجتماعية وضغطها على حكوماتها الالمانية والنمساوية والسويسرية التي ألغت في تموز 2009 الضمانات لتمويل المشروع.
أهم أسباب الالغاء هو تسبب بحيرة السد بفيضان قرية حسن كاييف الاثرية واجبار 10000 من السكان المحليين على هجرة منازلهم (6).
رغم وقف التمويل الخارجي فتركيا أصرت على اكمال المشروع وانتهى العمل بالمشروع وبدأ التخزين في تموز 2019 ووصل الى 5 مليار م3 في نيسان 2020.
أمام هذا الواقع أصبحت تركيا مسيطرة على أعظم مصدري مياه للمشرق السوري-العراقي ومؤهلة لبسط نفوذها الاقتصادي والسياسي على المنطقة.
القانون الدولي:
دعا مؤتمر “استعمال المياه الجارية الدولية لغير الملاحة” في 1994 في المادة 5 و6 الى تقسيم المياه المشتركة بالتساوي والمنطق بين دول المصدر والمصب لضمان استمرارية النهر ومصالح الدول المتشاطئة. العوامل التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار لضمان المساوات هي العوامل المناخية والايكولوجية وحاجة البلدان الاجتماعية والاقتصادية والحاجات الانسانية للسكان الذين يعتمدون على الحوض.
كذلك دعا المؤتمر في المادة 7 الى عدم قيام أية دولة بأية مشاريع مائية تسبب الاذى بدول النهر الاخرى، وضرورة التشاور معها قبل بناء هذه المشاريع (7).
الجمعية العمومية للأمم المتحدة أقرت مسودة توصيات هذا المؤتمر في 1997 بالاجماع ما عدا ثلاث دول من بينها تركيا، ولكن لم تصادق عليها إلا 21 دولة من مجموع 35 دولة يجب أن تصادق عليها لكي تدخل في اطار الاتفاقات الدولية.
في 17 آب 2014 وبعد انتظار دام 17 سنة صادقت الدولة الخامسة والثلاثين على الاتفاقية وبذلك أصبحت الاتفاقية قيد العمل والتحكيم والمرجعية القانونية الدولية (17).
الموقف التركي:
تركيا رفضت هذا القانون الدولي لاتباعها استراتيجية تتلخص بشعار “البترول للعرب والمياه لتركيا”، وباعتبار نهري دجلة والفرات “نهران وطنيان تركيان”.
جاء ذلك في عدة تصاريح ومواقف اهمها تصريح لرئيس الوزراء تركت اوزال في العام 1988 حيث قال “ادعاء سوريا والعراق بحقوق في مياه تركيا (يقصد دجلة والفرات) هو شبيه بادعاء تركيا بحقوق في بترول سوريا والعراق. المياه امر سيادي ويحق لنا ان نفعل ما نشاء فيها، فهي ثروة تركية كما هو البترول ثروة عربية ولن نسمح بمشاركتنا ثروتنا المائية ولا نريد مشاركتهم ثروتهم النفطية”(8).
هذا الموقف لم يتغير عمليا بعد سيطرة حزب العدالة والتنمية ذي الميول الاسلامية إلاَّ في الشكل. المشاريع المائية سارت وتسير حسب خطة “غاب” المرسومة من العلمانيين ودون اي تنسيق مع دول الجوار،
فالرئيس التركي رجب طيب اوردغان دشن مشروع سد اليسو العملاق على نهر دجلة في آب 2006 وأكمل بناؤه بتمويل تركي، وبدأ التخزين في 2019.
المواقف كذلك لم تتغير في الجوهر فعندما كانت العلاقات جيدة مع سوريا رفض وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، تانر يلديز، في اجتماع مسؤولي البلدان الثلاثة في 3 أيلول 2009 في أنقرة توقيع اتفاق شامل وملزم، ووافق فقط وكجبرة خاطر على زيادة مؤقتة لكمية مياه الفرات المتدفقة الى سوريا إلى 520 م3 في الثانية لمدة شهرين، وادّعى ان تركيا تعطي “اكثر من التزاماتها”.
الجدير بالذكر ان تركيا تاريخيا ًتقاسمت المياه المشتركة مع جيرانها الاخرين فوقعت معاهدات مع روسيا في العام 1927 قسمت فيها استعمال المياه على أربعة أنهر مشتركة بين البلدين (كورو، كورا، اريا، اراس)، ومن ثم وقعت معاهدات اخرى في السبعينات. الشيئ نفسه تكرر مع اليونان في العام 1950 عندما وقع البلدان معاهدة لوزان.
عندما يسال الاتراك عن سبب عدم تكرار هذه المعاهدات مع جيرانهم المسلمين يقولون ان الانهر بين تركيا وروسيا واليونان هي انهر دولية لانها تفصل تركيا عن البلدين الآخرين، بينما دجلة والفرات نهران “عابران للحدود” ولا يشكلان حدوداً فاصلة!(9)، لذلك فهم يعتبرونهما نهرين تركيين، ويرفضون توقيع أية معاهدة طويلة المدى تلزمهم بنسبة معينة من المياه.
هذه البدعة التركية نقضها مؤتمر “استعمال المياه الجارية الدولية لغير الملاحة” التي صدقت على توصياته الامم المتحدة في 2014 وهي توضح انه “لا يوجد اي اختلاف جوهري حول مفهوم الانهار الدولية والانهار العابرة للحدود”.
الموقف الرسمي العراقي والسوري:
لمواجهة هذا الواقع حاولت حكومتا العراق وسوريا وقف العمل في هذه المشاريع المدمرة لشعوبها واقتصادها ولكن دون أية نتيجة مهمة حتى الآن.
عراق صدام حسين تفرغ في الثمانينات لحربه العبثية مع إيران التي عمقت خلافه مع سورية حافظ الاسد فاعتمد على تركيا اقتصاديا لتصدير النفط عبر المتوسط، ولم يكن في موقع يستطيع فيه مجابهة اي من المشاريع التركية.
وما كادت تنتهي حرب إيران، حتى شنَّ حرباً عبثية أخرى على الكويت في التسعينات ادت الى اضعاف جيشه وفرض عقوبات قاسية همشت العراق كبلد، ومن ثم جاء الغزو الاميركي (2003) وتبعته الانقسامات المذهبية والعرقية التي شلت العراق كلياً وسمحت لتركيا بالاستمرار بمشاريعها دون اي مقاومة عراقية تذكر.
سوريا من جهتها حاولت منفردة مواجهة المارد التركي في الشمال المتحالف مع العدو الاسرائيلي في الجنوب.
في العام 1987 وقع البلدان “بروتوكولاً امنياً” حصلت سوريا بموجبه على وعد تركي بضخ 500م3\الثانية من الفرات في مقابل الأمن على الحدود بين البلدين. هذا الوعد لم يكن كل ما تريده سوريا التي سعت الى اتفاق ملزم ومع ذلك فالرئيس التركي، سليمان ديميريل، حاول التهرب من “الوعد” بقوله إنَّ “القرار التركي باعطاء سوريا 500 م3 كان عشوائيا”.
هذا الاتفاق خاضع للمزاج التركي ففي 1990 قطعت تركيا مياه الفرات عن دول المصب لمدة شهر لتعبئة بحيرة أتاتورك، فزادت سوريا دعمها لحزب العمال الكردستاني الذي حاول تخريب بعض السدود وتاخير العمل في بعض المشاريع.
هذه الاستراتيجية السورية لم تنجح على المدى البعيد وأًجْبرت سوريا على ترحيل عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال، لتفادي حرب غير متوازنة مع تركيا في العام 1998. سوريا ايضا حصلت على بعض الدعم العربي عبر الجامعة العربية في التسعينات لكن دون اي تاثير يذكر على المشاريع التركية.
بعد تسلم الرئيس بشار الاسد الحكم في سوريا وغزو اميركا للعراق في العام 2003، وجدت سوريا نفسها مطوقة من كل الجهات ومهددة بعدوى التقسيم الطائفي والعرقي السائد في العراق، فبدأت بتمتين العلاقات السورية التركية ووقعت في العام 2004 اتفاقاً للتبادل التجاري الحر،
وتبعها تاسيس مجلس استراتيجي والغاء تاشيرات الدخول بين البلدين حتى تخطى التبادل التجاري بين البلدين الملياري دولار في 2009، ولكن كل هذا لم يجدي نفعا في اجبار تركيا على توقيع اتفاق مائي ملزم.
بعد 2011 تدهورت العلاقات وانقطعت الاتصالات بسبب الدعم التركي للميليشات المسلحة في سوريا ووصلت الى حد المواجهة العسكرية المباشرة لكن المحدودة في ادلب العام الماضي. العراق من جهته طور علاقته الاقتصادية مع تركيا أيضا بإبرام معاهدة التبادل التجاري البالغة 16 مليار دولار في 2019 ويسعى البلدان الى ايصال التبادل التجاري الى 20 مليار في الاعوام القادمة!،
وجل ما حصل عليه العراق عندما لوح بإلغاء هذه المعاهدة، حسب السيد حسن الصفار معاون مدير المعهد الوطني في إدارة الموارد المائية في وزارة الموارد المائية، هو ادراج جملة في وثيقة المعاهدة تقول ” إن للعراق حقوقا في مياه نهري دجلة والفرات”.
بموازاة كل ذلك تستمر المشاريع المائية التركية حسب الخطة المرسومة والتي كان آخرها سد أليسو على دجلة، وتُنفد السدود المتبقية من مشروع “غاب” (5-10%) حسب الخطة المرسومة، وتزداد الكوارث الاقتصادية على الشعبين السوري والعراقي عام بعد عام.
النتائج على سوريا والعراق:
حوض الفرات:
نتيجة لخضوع “البروتوكول الأمني” الذي وعدت فيه تركيا الجانب السوري بضخ 500م3\الثانية لسوريا والعراق للمزاج والاعتبارات التركية السياسية والاقتصادية واعتماد مبدأ تامين حاجات تركيا المائية للري والطاقة أولاٍ وإطلاق المياه المتبقية أو الملوثة بعد الاستعمال للدول المتشاطئة ، يعاني حوض الفرات في سوريا والعراق من حالة يمكن وصفها بالموت البطيء الذي يؤدي تدريجياً الى كوارث اجتماعية واقتصادية جمة.
خلال صيف 2008 الجاف وبسبب استخدام مياه السدود لري الأراضي التركية اولاً، هددت المجاعة 300 الف سوري على حوض الفرات بسبب قلة الامطار ونضب مياه الفرات (11)، ففقدوا أراضيهم الزراعية ونزح قسم كبير منهم الى مخيمات بؤس في حلب ودمشق ومدن الساحل.
خلال الصيف الماضي بدأت تركيا بخفض كميات المياه القادمة إلى سوريا الى “أقل من ربع الكمية المتفق عليها” أي 125 م3\ثانية حسب إدارة سد تشرين (ثاني أكبر السدود على نهر الفرات في سوريا) وأضافت الإدارة أن ذلك “سينعكس مباشرة على الثروة البيئية والمنتجات الزراعية وبالتالي سيترك أثره بشكل مباشر على اقتصاد المجتمع ويهدد الأمن الغذائي العام للمواطن”.
بالإضافة الى ذلك، فقد وجدت مدينة الحسكة نفسها أمام مخاطر العطش في شهر آب الماضي بعدما أقدمت تركيا على إيقاف ضخ المياه من محطة علوك (في ريف مدينة رأس العين التي تحتلها تركيا) لأسباب سياسية وهددت نحو مليون شخص بالعطش (18).
سد أتاتورك
وضع حوض الفرات في العراق ليس بأفضل حال فهو امتداد للوضع في سوريا. خلال الفترة بين 1990 و2008 وبعد التفاهم السوري-العراقي على ان تكون حصة العراق 60% من 500 م3 (أي 300 م3 في الثانية) المتدفقة من الحدود التركية، انخفض تدفق المياه الى العراق بنسبة 50% من 18مليار م3الى 9 مليار م3
يمكن اختصار الاضرار التي تلحق بالعراق بما يلي:
ان نقصان كل مليار م3 من المياه يؤدي تقريبا الى نقصان 260 ألف دونم ولذلك كادت خسارة 9 مليار م3 من المياه ان تؤدي إلى أن يخسر العراق 2,34 مليون دونم (5850 كلم2) من الأراضي الزراعية بعد تشغيل سد أتاتورك في 1990 لولا تعويض المياه المحجوبة من بحيرة الثرثار المالحة التي قلصت الخسارة الى 1,3 دونم تقريبا (19).
الجدير بالذكر ان مخزون الثرثار لم يدم طويلا حسب عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار بالبرلمان علي البديري الذي حذر في تموز الماضي من كارثة مائية في المحافظات الجنوبية وقال بان “مستوى المياه اليوم خاصة في نهر الفرات هو دون النصف من مستواه الحقيقي، كما أن الاعتماد الآن بالدرجة الأساس على مخزون حوض الثرثار وبنسبة تصل إلى 50% من الاستهلاك اليومي للمياه، ما يعنى أن هذا الخزان لن يكفينا لفترة طويلة بحال بقاء الوضع على ما هو عليه”(21).
بسبب قلة التصاريف التي تطلقها تركيا وتقلبها، تردت نوعية المياه الداخلة الى العراق نتيجة الملوحة والمياه الراجعة والسموم اذ بلغت معدلات الملوحة نسبة 1800 ملغ\لتر في 2009 بعد ان كانت بحدود 375 ملغم/ لتر عام 1987 (بينما المعدل الدولي المقبول هو 800 ملغ\لتر).
بالإضافة الى الإضرار بالأراضي الزراعية فان ارتفاع ملوحة المياه ادى الى الاضرار بالمشاريع الصناعية ومشاريع تنقية واسالة مياه الشرب.
في آب 2015 أطلقت محافظة ذي قار في جنوب العراق تحذيرا من تداعيات تلوث المياه الناجم عن انخفاض مناسيب نهر الفرات، وأشارت إلى ان أكثر من 35 قرية كبيرة في أهوار الناصرية لحقتها الأضرار من انحسار المياه (19).
في 2018 حظرت الحكومة صناعة الأرز والذرة لكثرة استهلاكها للمياه “ولإعطاء الأولوية لمياه الشرب والصناعة والخضروات” مما دفع الكثير من المزارعين الى هجرة أراضيهم.
الضرر الأكبر يصيب 7 محافظات جنوبية ، أي اكثر من 4000 قرية يسكنها أكثر من 5 مليون نسمة.
ان شح المياه عن هؤلاء السكان سيضطرهم الى “ترك الزراعة والري والهجرة الى المدن والمراكز الحضرية الاخرى وما ينتج عنه من مشكلات اقتصادية واجتماعية وديموغرافية ونفسية تضع اعباء كثيرة على اقتصاديات البلد”(19) .
خلال الصيف الفائت تعرض مربو الجاموس في محافظة ذي قار لخسائر مادية كبيرة خلال نتيجة تعرض قطعانهم للهلاك والأمراض مما اضطرهم إلى النزوح القسري من مناطقهم إلى المحافظات والمناطق المجاورة (19).
تأثر محطات الطاقة الكهربائية في سد القادسية وغيرها نتيجة انخفاض منسوب المياه، حيث مجمل ما تنتجه هذه المحطات لا يشكل اكثر من 40% من مجموع حاجة العراق للطاقة الكهربائية.
حوض دجلة:
المصير الذي ينتظر نهر دجلة في العراق لن يكون افضل من توأمه الفرات أثناء وبعد تخزين سد اليسو ب10,4 مليار م3 لتوليد الطاقة وبعد تشييد سد جزرة ‘القاتل‘ (كما يصفه أهل العراق)، الذي يقع على بعد 45 كلم جنوب سد اليسو و20 كلم شمال الحدود السورية-العراقية، لري اكثر من 121,000 الف هكتار.
هذا المصير كادت بوادره تظهر في صيف 2019 بعد ان بدأت تركيا بتخزين المياه في بحيرة سد أليسو في تموز لولا السيول والامطار الغزيرة الغير-اعتيادية التي ملأت الخزانات والسدود العراقية شتاءً وأمنت التخزين الكافي للبلاد للاستفادة منه صيفاً.
الصيف الفائت اختلف الامر فقدّر خبير استراتيجيات وسياسات المياه في جامعة دهوك رمضان حمزة إن “مستوى المياه في نهر دجلة كان 600 م3 في الثانية، وبعد بناء تركيا سد إليسو انخفض الى ما بين 300 و320 م3 في الثانية” (22).
من الأرجح ان هذا المعدل من التدفق سيستمر الى ان تنتهي تركيا من تعبئة 5 مليار م3 المتبقية من طاقة السد ومن بناء سد الجزرة للعراق في 3-4 سنوات القادمة.
image.tiff: Sorry, this file type is not permitted for security reasons.
Image
Upload an image file, pick one from your media library, or add one with a URL.
Upload
Select Image
Insert from URL
بعد الانتهاء من تعبئة سد أليسو وتشييد وتشغيل سد جزرة في 2024 تقريبا، يتوقع الخبراء ما يلي:
حجب مياه النهر المتدفقة من تركيا بمعدل 7-8 مليار م3 سنويا أي 40% من تدفق النهر. الاخطر من كمية المياه المحتجبة هو تقلبها حسب الفصول واحتمال تدفقها بمستوى “التدفق البيئي (60 م3/ ثانية)” (رسم بياني-1) كحد اقصى او انقطاعها كليا عند الحدود التركية-السورية خلال اشهر الصيف بسبب ري 121 ألف هكتار من الاراضي التركية خلال هذه الأشهر (12).
رسم بياني (1) – تدفق دجلة على الحدود العراقية قبل وبعد سدي أليسو وجزرة (12)
في دراسة بعنوان “نهر دجلة: التأثير الهيدرولوجي لسد إليسو على سد الموصل” قام بها مؤخرا “معهد النشر الرقمي المتعدد التخصصات”،MDPI، في باسيل، سويسرا في آذار 2020 (23)، قيّموا فيها أسوا الحالات التي يمكن ان يصل اليها سد الموصل فاستنتجوا التالي:
سينخفض متوسط التدفق السنوي المتوقع إلى حوالي 119 م3/ ثانية أي انه سينخفض الى 22% من متوسط التدفق السنوي للثلاثين سنة الماضية (553 م3/ ثانية) الذي يظهره رسم بيان (1) ادناه. الجدير بالذكر ان معدل التدفق سيكون بمستوى او اقل من “التدفق البيئي (60 م3/ ثانية)” لمدة 5 شهور حسب رسم بيان (1)، وهذا عمليا سيخرج سد الموصل من الخدمة.
سيبلغ معدل التدفق التراكمي للعام بأكمله في حوالي 4.6 مليار متر مكعب أي أكثر بقليل من ما يسمى بـ “المخزون الميت” في سد الموصل وتمثل 42% من طاقة تخزين السد التي تصل الى 11 مليار م3(21).
انخفاضٍ كبير في إنتاج الطاقة الكهرومائية، بسبب تـأثر محطتي سـد الموصـل وسد سامراء، اللذان سيتعذر عليهما إمداد المصانع ومحطات ضخ المياه وبقية المؤسسات الأخرى بما تحتاجه مـن طاقـة ضـرورية لتشغيلها.
ازدياد نسبة الملوحة في حوالي 600-700 الف هكتار من أجود الأراضي الزراعية وخاصة الشمالية، وزيادة الأراضي الجرداء المتصحرة بـ 3 ملايين دونم (7,500 كلم) (19) في الوسط والجنوب حسب الخبراء، سيتسبب بخروج 25-35% من الأراضي الزراعية من الخدمة.
من الناحية الانسانية يقدر الخبراء ان نسبة قد تصل الى 5 ملايين عراقي ستضطر الى الهجرة الى المدن او الدول المجاورة طلبا للرزق بسبب شح مياه الشرب والتصحر.
تتفاقم المسألة وتزداد سوءاً من جانب إيران التي تسيطر على 6 ملايين م3 (15%) من المياه المتدفقة للعراق حاليا، حيث تقوم بدورها ببناء السدود وتحويل الانهار الى داخل الاراضي الإيرانية على روافد دجلة في الشمال (الزاب الاصغر، ديالة) وعلى نهري الكارون والكلخ في الجنوب قرب شط العرب.
الاحتمال الكبير لانهيار السدود التركية بفعل الزلازل فهناك علاقة سببية مؤكدة علميا بين وقوع الزلازل بسبب السدود العملاقة وبحيراتهاوعلاقة أخرى بين انهيار السدود بسبب الزلازل في المناطق الناشطة زلزاليا، حسب الخبير طلال بن علي محمد مختار، أستاذ علوم الجيوفيزياء في احدى الجامعات السعودية (24) .
نحو استراتيجية الأمن القومي المائي: (أفكار واقتراحات)
لا بد لنا من التساؤل: كيف سمحنا للامور أن تسوء الى هذه الدرجة، فيصبح أمننا المائي مهدداً بهذا الشكل ؟ ويهدد حياة الملايين من شعبنا معه؟ وهل ما يوحي بوقف هذا النزف ومواجهة هذا الخطر الوجودي على امتنا.؟
قبل عرض الخيارات المتوفرة لا بد من ان نذكر بما نبه له الاستراتيجي الاول في امتنا، عندما حذر في اوائل القرن الماضي من مخاطر عدم سيطرة “الامة السورية” على مصادر ثروتها وحدد حدودها الطبيعية بجبال طوروس وزغروس. انه الزعيم أنطون سعاده صاحب الفكر الفذ الذي اغتالته اعداماً السلطات اللبنانية والسورية في 8 تموز 1949.
اليوم في 2020، بعد 71 سنة على رحيله، ما زالت افكاره تشكل القاعدة التي يبنى عليها الانقاذ.
لا يمكن لسوريا والعراق مواجهة التهديد التركي بدون صياغة استراتيجية مائية-اقتصادية متكاملة. هذه الاستراتيجية لا تعني فقط تنسيق المواقف قبل اجتماع اللجنة التقنية للمياه بين الدول الثلاث (هذا اذا اجتمعت) او ‘البكاء‘ و‘الصراخ‘ في مواسم الجفاف بل تتعداها الى رسم خطة اقتصادية قانونية بيئية واعلامية شاملة للدفاع عن وجودنا وحقوقنا المائية.
أهم ما يمكن أن تشمله هذه الخطة ما يلي:
أولا: تمتين الروابط الاقتصادية بين سوريا والعراق ودول المشرق الاخرى عبر زيادة التبادل التجاري والتعاون في مشاريع الطاقة كتطوير خط انابيب النفط بين كركوك وبانياس وطرابلس.
ثانيا: انشاء مجلس اعلى للمياه بين البلدين للاشراف على وضع الخطط وتنفيذها والتفاوض مع تركيا كجسم واحد. هذا المجلس يمكن ان يستعين بكثير من الخبرات السورية والعراقية في الوطن والمهجر وان يشمل عدة لجان تقنية تضع الدراسات القانونية والبيئية والتاريخية والاعلامية التي تدعم القضية.
ثالثا: السعي عبر جامعة الدول العربية لقيام جبهة عربية فعالة للدفاع عن المياه العربية في الهلال الخصيب ووادي النيل، وذلك بربط اي تعاون اقتصادي عربي مع دول المصدر بحل مشكلة المياه. مصر هي الأخرى دولة مصب وهي تواجه نفس مشكلة العراق وسوريا مع دولة المصدر أثيوبيا بالنسبة لسد النهضة لذلك فالتنسيق والتحالف معها يخدم مصالح مصر ودول الهلال الخصيب.
رابعا: السعي بجدية للتوصل الى اتفاق على قسمة المياه والموارد الطبيعية الاخرى داخل العراق. ان معظم روافد دجلة (الزاب الاكبر والزاب الاصغر وديالة) تمر في شمال شرق العراق، وبناء اقليم كردستان السدود العملاقة كسد بخمة الذي يخزن أكثر من 10 مليار م3 من الزاب الأكبر قبل التوصل الى قانون لتوزيع المياه قد يؤدي الى صراع عرقي طويل على الفُتات.
قد يكون التوصل الى اتفاق صعب المنال لكثرة التدخلات الخارجية لكن ربما يُكتب له النجاح اذا ادرك الجميع وخاصة الاكراد ان البترول والغاز سينضبان خلال 50 سنة والصراع العرقي اذا حصل سيستنزف الجميع وبدون المياه لن يدوم شيء.
خامسا: البدء بحملة اعلامية كبيرة في دول المشرق لتوعية الشعب على المخاطر المحدقة به في حال موت دجلة والفرات. كذلك يجب التصدي لبعض التفاسير المغرضة للاحاديث النبوية التي تجعل الشعب يعتبر موت الفرات ودجلة ارادة الهية ولا يمكن التصدي لها. من هذه الاحاديث قول أبي هريرة: ” قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يحسِر الفرات عن جبل من ذهب))”
سادساَ: التعاون مع الجمعيات البيئية والاجتماعية العالمية التي تعارض المشاريع التركية على دجلة. هذه الجمعيات استطاعت ان تضغط على حكوماتها الاوروبية لقطع الدعم المادي عن مشروع اليسو فأوقف الاتحاد الاوروبي التمويل وجُمد العمل فيه منذ في 2008 كما ذكرنا سابقا لذلك يجب ان لا يستهان بقدراتها التجييرية.
سابعاَ: الاستشمار بالطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والهوائية داخليا والابتعاد تدريجيا عن استعمال السدود لتوليد الطاقة واستعمال المياه للري والحاجات الانسانية فقط.
توليد الطاقة يتطلب إطلاق مياه السد في مواعيد لا تتناسب بالضرورة مع متطلبات الري وقد يؤدي ذلك الى هدر للمياه. دول الخليح واسرائيل بدأت تستثمر في الطاقة الشمسية الآن، وسوريا والعراق يمكن ان يفعلا الشيئ ذاته فالمساحات الشاسعة والمناخ الحار يجعلان هذه الطاقة بديلاً عملياً للمياه واستثمار مربح على المدى البعيد.
ثامناَ: تحذير ومقاطعة الشركات الهندسية والبنوك الدولية اذا شاركت باي من المشاريع المائية غير المتفق عليها بين الدول المتشاطئة حسب القانون الدولي.
تاسعاَ: ربط التبادل التجاري مع تركيا بحل مشكلة المياه فليس من المنطق ان يتهجر شعبنا ويخسر اقتصادنا ملايين الدولارات بسبب قلة الماء ونكافئ الجاني بفتح اسواقنا له ليجني المليارات كل عام. عدم ربط التبادل التجاري بالأمن المائي، يشبه الى حد كبير ما فعلته السلطة الفلسطينية وعرب ما يسمى “الاعتدال” مع اسرائيل عندما قدموا التنازلات وتوقعوا بالمقابل ان تترحم اسرائيل وأميركا عليهم فتعيد الحقوق الفلسطينية المسلوبة، لكن الامور تدهورت عاماً بعد عام الى ان وصلنا الى صفقة القرن.
عاشراَ: حث الأمم المتحدة على القيام بدراسة ‘حيادية‘ حول ظاهرة وقوع الزلازل في منطقة جنوب شرقي تركيا، ومدى تأثير ذلك علـى سدود الميـاه المقامة فيها. أيضا يجب الضغط على الجانب التركي على عدم القيـام بـإملاء سد أليسو واتاتوك وغيرهما بكامل طاقتهم التخزينية قبل إتمام الأمم المتحدة لدراستها، وذلك خوفاً من إحتمـال تعرضـها لزلزال قوي قد يؤدي على الأرجح، حسب الخبراء، الى انهيارات وتصدعات في السدود وتكون عواقبها وخيمة على العراق (24).
احد عشر: اذا استمر الاتراك ببناء السدود وخاصة سد جزرة القاتل للعراق واستمر التعنت التركي برفض توقيع اي اتفاقات تلزمها على المدى البعيد، فلا بد من تقديم شكوى الى المؤسسات الدولية كمحكمة العدل الدولية ومجلس الامن.
ان توصيات مؤتمر” استعمال المياه الدولية لغير الملاحة” الذي صدقت عليه الامم المتحدة في 2014 تدعو للتوزيع العادل للمياه وعدم قيام اي دولة باي مشاريع مائية تسبب الاذى بدول النهرالاخرى.
الكاتب والباحث العراقي علاء اللامي تساءل بدهشة عن سبب عدم استعمال العراق لهذه الاتفاقية التي هي مئة بالمئة لصالحة وقال: ” أن هذه الاتفاقية الدولية النافذة تعتبر وبحق سلاحا فعالا ومرجعية رصينة وقوية يمكن للدولة العراقية استعمالها والاستناد إليها في دفاعها عن حقوق العراق المائية ومصالحة الحيوية والتي بلغت اليوم خيار الحياة أو الموت بالنسبة لشعب العراق” (17).
اثنا عشر: اذا لم نتفع كل هذه الخطوات فلن يكون للعراق وسوريا أي خيار غير قطع العلاقات بشكل كامل مع تركيا واعتبارها عدواً وبذلك استخدام الدولة والشعب لكل الوسائل المتاحة وعدم استثناء أي خيار مهما كان صعبا للدفاع عن الحضارة والتاريخ والوجود والمستقبل.
أمامنا فرصة وربما الاخيرة لمواجهة هذه الخطر الوجودي فإذا لم نكن بمستوى المسؤولية ونواجه شريعة الـ”غاب” التركية موحدين فنحن قادمون على مشاهد كثيرة من “الصيف الجاف” يتناحر فيها شعبنا على الفتات. هذا وعلى المدى البعيد سيؤدي الى نكبة لشعبنا في الشرق العراقي شبيهة بنكبة شعبنا في الجنوب الفلسطيني، وسيتحول هلالنا الخصيب الى هلال نضيب، يصبح فيه العراق واجزاء كبيرة من سورية امتداداً لصحراء الجزيرة العربية.
هذه ليست اقوالاً للترهيب، ففي تقريرين منفصلين للمنظمة الدولية للبحوث ولمنظمة المياه الاوروبية هذا العام استنتجوا فيهما موت نهري دجلة والفرات في العراق في العام 2040 بسبب السدود التركية (15).
كذلك فالعالم الياباني، أكيو كيتوه، من معهد متيولوجيكل للابحاث في اليابان، الذي يدرس تحولات الطقس وتأثير السدود التركية، توقع زوال “الهلال الخصيب القديم” في هذا القرن “والعملية قد بدأت” (16).
————————————————————————————————————————-
ملاحظة: هذا البحث كان قد وضعه سابقاً الباحث راجي سعد، تحت عنوان: من هلال خصيب إلى هلال نضيب، ثم عاد وحدّث معطياته مشكوراً لنشره على منصّة سيرجيل,
.
السدود في حوضي دجلة والفرات
أهم هذه المشاريع التي شملها “غاب” هو سد اتاتورك على الفرات الذي يعتبر خامس اكبر سد في العالم، والذي انتهى العمل فيه في العام 1990، ويروي 872,4 الف هكتار ويولد 2400 ميغاوات من الطاقة في تركيا. المشروع الآخر المهم هو منظومة سدي أليسو وجزرة على دجلة الذي سيخزن 10,4 مليار م3 لتوليد 1200 ميغاوات من الطاقة والذي سيروي 121,000 هكتار من الاراضي الحدودية التركية بكلفة 1,68$ مليار. بدا العمل بهذا المشروع في العام 2006 لكنه توقف في كانون الاول 2008 بعد اعتراض الجمعيات البيئية والاجتماعية وضغطها على حكوماتها الالمانية والنمساوية والسويسرية التي ألغت في تموز 2009 الضمانات لتمويل المشروع. أهم أسباب الالغاء هو تسبب بحيرة السد بفيضان قرية حسن كاييف الاثرية واجبار 10000 من السكان المحليين على هجرة منازلهم (6). رغم وقف التمويل الخارجي فتركيا أصرت على اكمال المشروع وانتهى العمل بالمشروع وبدأ التخزين في تموز 2019 ووصل الى 5 مليار م3 في نيسان 2020. أمام هذا الواقع أصبحت تركيا مسيطرة على أعظم مصدري مياه للمشرق السوري-العراقي ومؤهلة لبسط نفوذها الاقتصادي والسياسي على المنطقة.
القانون الدولي:
دعا مؤتمر “استعمال المياه الجارية الدولية لغير الملاحة” في 1994 في المادة 5 و6 الى تقسيم المياه المشتركة بالتساوي والمنطق بين دول المصدر والمصب لضمان استمرارية النهر ومصالح الدول المتشاطئة. العوامل التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار لضمان المساوات هي العوامل المناخية والايكولوجية وحاجة البلدان الاجتماعية والاقتصادية والحاجات الانسانية للسكان الذين يعتمدون على الحوض. كذلك دعا المؤتمر في المادة 7 الى عدم قيام أية دولة بأية مشاريع مائية تسبب الاذى بدول النهر الاخرى، وضرورة التشاور معها قبل بناء هذه المشاريع (7). الجمعية العمومية للأمم المتحدة أقرت مسودة توصيات هذا المؤتمر في 1997 بالاجماع ما عدا ثلاث دول من بينها تركيا، ولكن لم تصادق عليها إلا 21 دولة من مجموع 35 دولة يجب أن تصادق عليها لكي تدخل في اطار الاتفاقات الدولية. في 17 آب 2014 وبعد انتظار دام 17 سنة صادقت الدولة الخامسة والثلاثين على الاتفاقية وبذلك أصبحت الاتفاقية قيد العمل والتحكيم والمرجعية القانونية الدولية (17).
الموقف التركي:
تركيا رفضت هذا القانون الدولي لاتباعها استراتيجية تتلخص بشعار “البترول للعرب والمياه لتركيا”، وباعتبار نهري دجلة والفرات “نهران وطنيان تركيان”. جاء ذلك في عدة تصاريح ومواقف اهمها تصريح لرئيس الوزراء تركت اوزال في العام 1988 حيث قال “ادعاء سوريا والعراق بحقوق في مياه تركيا (يقصد دجلة والفرات) هو شبيه بادعاء تركيا بحقوق في بترول سوريا والعراق. المياه امر سيادي ويحق لنا ان نفعل ما نشاء فيها، فهي ثروة تركية كما هو البترول ثروة عربية ولن نسمح بمشاركتنا ثروتنا المائية ولا نريد مشاركتهم ثروتهم النفطية”(8). هذا الموقف لم يتغير عمليا بعد سيطرة حزب العدالة والتنمية ذي الميول الاسلامية إلاَّ في الشكل. المشاريع المائية سارت وتسير حسب خطة “غاب” المرسومة من العلمانيين ودون اي تنسيق مع دول الجوار، فالرئيس التركي رجب طيب اوردغان دشن مشروع سد اليسو العملاق على نهر دجلة في آب 2006 وأكمل بناؤه بتمويل تركي، وبدأ التخزين في 2019. المواقف كذلك لم تتغير في الجوهر فعندما كانت العلاقات جيدة مع سوريا رفض وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، تانر يلديز، في اجتماع مسؤولي البلدان الثلاثة في 3 أيلول 2009 في أنقرة توقيع اتفاق شامل وملزم، ووافق فقط وكجبرة خاطر على زيادة مؤقتة لكمية مياه الفرات المتدفقة الى سوريا إلى 520 م3 في الثانية لمدة شهرين، وادّعى ان تركيا تعطي “اكثر من التزاماتها”.
الجدير بالذكر ان تركيا تاريخيا ًتقاسمت المياه المشتركة مع جيرانها الاخرين فوقعت معاهدات مع روسيا في العام 1927 قسمت فيها استعمال المياه على أربعة أنهر مشتركة بين البلدين (كورو، كورا، اريا، اراس)، ومن ثم وقعت معاهدات اخرى في السبعينات. الشيئ نفسه تكرر مع اليونان في العام 1950 عندما وقع البلدان معاهدة لوزان.
عندما يسال الاتراك عن سبب عدم تكرار هذه المعاهدات مع جيرانهم المسلمين يقولون ان الانهر بين تركيا وروسيا واليونان هي انهر دولية لانها تفصل تركيا عن البلدين الآخرين، بينما دجلة والفرات نهران “عابران للحدود” ولا يشكلان حدوداً فاصلة!(9)، لذلك فهم يعتبرونهما نهرين تركيين، ويرفضون توقيع أية معاهدة طويلة المدى تلزمهم بنسبة معينة من المياه. هذه البدعة التركية نقضها مؤتمر “استعمال المياه الجارية الدولية لغير الملاحة” التي صدقت على توصياته الامم المتحدة في 2014 وهي توضح انه “لا يوجد اي اختلاف جوهري حول مفهوم الانهار الدولية والانهار العابرة للحدود”.
الموقف الرسمي العراقي والسوري:
لمواجهة هذا الواقع حاولت حكومتا العراق وسوريا وقف العمل في هذه المشاريع المدمرة لشعوبها واقتصادها ولكن دون أية نتيجة مهمة حتى الآن. عراق صدام حسين تفرغ في الثمانينات لحربه العبثية مع إيران التي عمقت خلافه مع سورية حافظ الاسد فاعتمد على تركيا اقتصاديا لتصدير النفط عبر المتوسط، ولم يكن في موقع يستطيع فيه مجابهة اي من المشاريع التركية. وما كادت تنتهي حرب إيران، حتى شنَّ حرباً عبثية أخرى على الكويت في التسعينات ادت الى اضعاف جيشه وفرض عقوبات قاسية همشت العراق كبلد، ومن ثم جاء الغزو الاميركي (2003) وتبعته الانقسامات المذهبية والعرقية التي شلت العراق كلياً وسمحت لتركيا بالاستمرار بمشاريعها دون اي مقاومة عراقية تذكر.
سوريا من جهتها حاولت منفردة مواجهة المارد التركي في الشمال المتحالف مع العدو الاسرائيلي في الجنوب. في العام 1987 وقع البلدان “بروتوكولاً امنياً” حصلت سوريا بموجبه على وعد تركي بضخ 500م3\الثانية من الفرات في مقابل الأمن على الحدود بين البلدين. هذا الوعد لم يكن كل ما تريده سوريا التي سعت الى اتفاق ملزم ومع ذلك فالرئيس التركي، سليمان ديميريل، حاول التهرب من “الوعد” بقوله إنَّ “القرار التركي باعطاء سوريا 500 م3 كان عشوائيا”. هذا الاتفاق خاضع للمزاج التركي ففي 1990 قطعت تركيا مياه الفرات عن دول المصب لمدة شهر لتعبئة بحيرة أتاتورك، فزادت سوريا دعمها لحزب العمال الكردستاني الذي حاول تخريب بعض السدود وتاخير العمل في بعض المشاريع. هذه الاستراتيجية السورية لم تنجح على المدى البعيد وأًجْبرت سوريا على ترحيل عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال، لتفادي حرب غير متوازنة مع تركيا في العام 1998. سوريا ايضا حصلت على بعض الدعم العربي عبر الجامعة العربية في التسعينات لكن دون اي تاثير يذكر على المشاريع التركية.
بعد تسلم الرئيس بشار الاسد الحكم في سوريا وغزو اميركا للعراق في العام 2003، وجدت سوريا نفسها مطوقة من كل الجهات ومهددة بعدوى التقسيم الطائفي والعرقي السائد في العراق، فبدأت بتمتين العلاقات السورية التركية ووقعت في العام 2004 اتفاقاً للتبادل التجاري الحر، وتبعها تاسيس مجلس استراتيجي والغاء تاشيرات الدخول بين البلدين حتى تخطى التبادل التجاري بين البلدين الملياري دولار في 2009، ولكن كل هذا لم يجدي نفعا في اجبار تركيا على توقيع اتفاق مائي ملزم. بعد 2011 تدهورت العلاقات وانقطعت الاتصالات بسبب الدعم التركي للميليشات المسلحة في سوريا ووصلت الى حد المواجهة العسكرية المباشرة لكن المحدودة في ادلب العام الماضي. العراق من جهته طور علاقته الاقتصادية مع تركيا أيضا بإبرام معاهدة التبادل التجاري البالغة 16 مليار دولار في 2019 ويسعى البلدان الى ايصال التبادل التجاري الى 20 مليار في الاعوام القادمة!، وجل ما حصل عليه العراق عندما لوح بإلغاء هذه المعاهدة، حسب السيد حسن الصفار معاون مدير المعهد الوطني في إدارة الموارد المائية في وزارة الموارد المائية، هو ادراج جملة في وثيقة المعاهدة تقول ” إن للعراق حقوقا في مياه نهري دجلة والفرات”. بموازاة كل ذلك تستمر المشاريع المائية التركية حسب الخطة المرسومة والتي كان آخرها سد أليسو على دجلة، وتُنفد السدود المتبقية من مشروع “غاب” (5-10%) حسب الخطة المرسومة، وتزداد الكوارث الاقتصادية على الشعبين السوري والعراقي عام بعد عام.
النتائج على سوريا والعراق:
حوض الفرات:
نتيجة لخضوع “البروتوكول الأمني” الذي وعدت فيه تركيا الجانب السوري بضخ 500م3\الثانية لسوريا والعراق للمزاج والاعتبارات التركية السياسية والاقتصادية واعتماد مبدأ تامين حاجات تركيا المائية للري والطاقة أولاٍ وإطلاق المياه المتبقية أو الملوثة بعد الاستعمال للدول المتشاطئة ، يعاني حوض الفرات في سوريا والعراق من حالة يمكن وصفها بالموت البطيء الذي يؤدي تدريجياً الى كوارث اجتماعية واقتصادية جمة. خلال صيف 2008 الجاف وبسبب استخدام مياه السدود لري الأراضي التركية اولاً، هددت المجاعة 300 الف سوري على حوض الفرات بسبب قلة الامطار ونضب مياه الفرات (11)، ففقدوا أراضيهم الزراعية ونزح قسم كبير منهم الى مخيمات بؤس في حلب ودمشق ومدن الساحل. خلال الصيف الماضي بدأت تركيا بخفض كميات المياه القادمة إلى سوريا الى “أقل من ربع الكمية المتفق عليها” أي 125 م3\ثانية حسب إدارة سد تشرين (ثاني أكبر السدود على نهر الفرات في سوريا) وأضافت الإدارة أن ذلك “سينعكس مباشرة على الثروة البيئية والمنتجات الزراعية وبالتالي سيترك أثره بشكل مباشر على اقتصاد المجتمع ويهدد الأمن الغذائي العام للمواطن”. بالإضافة الى ذلك، فقد وجدت مدينة الحسكة نفسها أمام مخاطر العطش في شهر آب الماضي بعدما أقدمت تركيا على إيقاف ضخ المياه من محطة علوك (في ريف مدينة رأس العين التي تحتلها تركيا) لأسباب سياسية وهددت نحو مليون شخص بالعطش (18).
سد أتاتورك
وضع حوض الفرات في العراق ليس بأفضل حال فهو امتداد للوضع في سوريا. خلال الفترة بين 1990 و2008 وبعد التفاهم السوري-العراقي على ان تكون حصة العراق 60% من 500 م3 (أي 300 م3 في الثانية) المتدفقة من الحدود التركية، انخفض تدفق المياه الى العراق بنسبة 50% من 18مليار م3الى 9 مليار م3
يمكن اختصار الاضرار التي تلحق بالعراق بما يلي:
ان نقصان كل مليار م3 من المياه يؤدي تقريبا الى نقصان 260 ألف دونم ولذلك كادت خسارة 9 مليار م3 من المياه ان تؤدي إلى أن يخسر العراق 2,34 مليون دونم (5850 كلم2) من الأراضي الزراعية بعد تشغيل سد أتاتورك في 1990 لولا تعويض المياه المحجوبة من بحيرة الثرثار المالحة التي قلصت الخسارة الى 1,3 دونم تقريبا (19). الجدير بالذكر ان مخزون الثرثار لم يدم طويلا حسب عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار بالبرلمان علي البديري الذي حذر في تموز الماضي من كارثة مائية في المحافظات الجنوبية وقال بان “مستوى المياه اليوم خاصة في نهر الفرات هو دون النصف من مستواه الحقيقي، كما أن الاعتماد الآن بالدرجة الأساس على مخزون حوض الثرثار وبنسبة تصل إلى 50% من الاستهلاك اليومي للمياه، ما يعنى أن هذا الخزان لن يكفينا لفترة طويلة بحال بقاء الوضع على ما هو عليه”(21).
بسبب قلة التصاريف التي تطلقها تركيا وتقلبها، تردت نوعية المياه الداخلة الى العراق نتيجة الملوحة والمياه الراجعة والسموم اذ بلغت معدلات الملوحة نسبة 1800 ملغ\لتر في 2009 بعد ان كانت بحدود 375 ملغم/ لتر عام 1987 (بينما المعدل الدولي المقبول هو 800 ملغ\لتر). بالإضافة الى الإضرار بالأراضي الزراعية فان ارتفاع ملوحة المياه ادى الى الاضرار بالمشاريع الصناعية ومشاريع تنقية واسالة مياه الشرب. في آب 2015 أطلقت محافظة ذي قار في جنوب العراق تحذيرا من تداعيات تلوث المياه الناجم عن انخفاض مناسيب نهر الفرات، وأشارت إلى ان أكثر من 35 قرية كبيرة في أهوار الناصرية لحقتها الأضرار من انحسار المياه (19).
في 2018 حظرت الحكومة صناعة الأرز والذرة لكثرة استهلاكها للمياه “ولإعطاء الأولوية لمياه الشرب والصناعة والخضروات” مما دفع الكثير من المزارعين الى هجرة أراضيهم.
الضرر الأكبر يصيب 7 محافظات جنوبية ، أي اكثر من 4000 قرية يسكنها أكثر من 5 مليون نسمة. ان شح المياه عن هؤلاء السكان سيضطرهم الى “ترك الزراعة والري والهجرة الى المدن والمراكز الحضرية الاخرى وما ينتج عنه من مشكلات اقتصادية واجتماعية وديموغرافية ونفسية تضع اعباء كثيرة على اقتصاديات البلد”(19) . خلال الصيف الفائت تعرض مربو الجاموس في محافظة ذي قار لخسائر مادية كبيرة خلال نتيجة تعرض قطعانهم للهلاك والأمراض مما اضطرهم إلى النزوح القسري من مناطقهم إلى المحافظات والمناطق المجاورة (19).
تأثر محطات الطاقة الكهربائية في سد القادسية وغيرها نتيجة انخفاض منسوب المياه، حيث مجمل ما تنتجه هذه المحطات لا يشكل اكثر من 40% من مجموع حاجة العراق للطاقة الكهربائية.
حوض دجلة:
المصير الذي ينتظر نهر دجلة في العراق لن يكون افضل من توأمه الفرات أثناء وبعد تخزين سد اليسو ب10,4 مليار م3 لتوليد الطاقة وبعد تشييد سد جزرة ‘القاتل‘ (كما يصفه أهل العراق)، الذي يقع على بعد 45 كلم جنوب سد اليسو و20 كلم شمال الحدود السورية-العراقية، لري اكثر من 121,000 الف هكتار. هذا المصير كادت بوادره تظهر في صيف 2019 بعد ان بدأت تركيا بتخزين المياه في بحيرة سد أليسو في تموز لولا السيول والامطار الغزيرة الغير-اعتيادية التي ملأت الخزانات والسدود العراقية شتاءً وأمنت التخزين الكافي للبلاد للاستفادة منه صيفاً. الصيف الفائت اختلف الامر فقدّر خبير استراتيجيات وسياسات المياه في جامعة دهوك رمضان حمزة إن “مستوى المياه في نهر دجلة كان 600 م3 في الثانية، وبعد بناء تركيا سد إليسو انخفض الى ما بين 300 و320 م3 في الثانية” (22). من الأرجح ان هذا المعدل من التدفق سيستمر الى ان تنتهي تركيا من تعبئة 5 مليار م3 المتبقية من طاقة السد ومن بناء سد الجزرة للعراق في 3-4 سنوات القادمة.
image.tiff: Sorry, this file type is not permitted for security reasons.
Image
Upload an image file, pick one from your media library, or add one with a URL.
Upload
Select Image
Insert from URL
بعد الانتهاء من تعبئة سد أليسو وتشييد وتشغيل سد جزرة في 2024 تقريبا، يتوقع الخبراء ما يلي:
حجب مياه النهر المتدفقة من تركيا بمعدل 7-8 مليار م3 سنويا أي 40% من تدفق النهر. الاخطر من كمية المياه المحتجبة هو تقلبها حسب الفصول واحتمال تدفقها بمستوى “التدفق البيئي (60 م3/ ثانية)” (رسم بياني-1) كحد اقصى او انقطاعها كليا عند الحدود التركية-السورية خلال اشهر الصيف بسبب ري 121 ألف هكتار من الاراضي التركية خلال هذه الأشهر (12).
رسم بياني (1) – تدفق دجلة على الحدود العراقية قبل وبعد سدي أليسو وجزرة (12)
في دراسة بعنوان “نهر دجلة: التأثير الهيدرولوجي لسد إليسو على سد الموصل” قام بها مؤخرا “معهد النشر الرقمي المتعدد التخصصات”،MDPI، في باسيل، سويسرا في آذار 2020 (23)، قيّموا فيها أسوا الحالات التي يمكن ان يصل اليها سد الموصل فاستنتجوا التالي:
سينخفض متوسط التدفق السنوي المتوقع إلى حوالي 119 م3/ ثانية أي انه سينخفض الى 22% من متوسط التدفق السنوي للثلاثين سنة الماضية (553 م3/ ثانية) الذي يظهره رسم بيان (1) ادناه. الجدير بالذكر ان معدل التدفق سيكون بمستوى او اقل من “التدفق البيئي (60 م3/ ثانية)” لمدة 5 شهور حسب رسم بيان (1)، وهذا عمليا سيخرج سد الموصل من الخدمة.
سيبلغ معدل التدفق التراكمي للعام بأكمله في حوالي 4.6 مليار متر مكعب أي أكثر بقليل من ما يسمى بـ “المخزون الميت” في سد الموصل وتمثل 42% من طاقة تخزين السد التي تصل الى 11 مليار م3(21).
انخفاضٍ كبير في إنتاج الطاقة الكهرومائية، بسبب تـأثر محطتي سـد الموصـل وسد سامراء، اللذان سيتعذر عليهما إمداد المصانع ومحطات ضخ المياه وبقية المؤسسات الأخرى بما تحتاجه مـن طاقـة ضـرورية لتشغيلها.
ازدياد نسبة الملوحة في حوالي 600-700 الف هكتار من أجود الأراضي الزراعية وخاصة الشمالية، وزيادة الأراضي الجرداء المتصحرة بـ 3 ملايين دونم (7,500 كلم) (19) في الوسط والجنوب حسب الخبراء، سيتسبب بخروج 25-35% من الأراضي الزراعية من الخدمة.
من الناحية الانسانية يقدر الخبراء ان نسبة قد تصل الى 5 ملايين عراقي ستضطر الى الهجرة الى المدن او الدول المجاورة طلبا للرزق بسبب شح مياه الشرب والتصحر.
تتفاقم المسألة وتزداد سوءاً من جانب إيران التي تسيطر على 6 ملايين م3 (15%) من المياه المتدفقة للعراق حاليا، حيث تقوم بدورها ببناء السدود وتحويل الانهار الى داخل الاراضي الإيرانية على روافد دجلة في الشمال (الزاب الاصغر، ديالة) وعلى نهري الكارون والكلخ في الجنوب قرب شط العرب.
الاحتمال الكبير لانهيار السدود التركية بفعل الزلازل فهناك علاقة سببية مؤكدة علميا بين وقوع الزلازل بسبب السدود العملاقة وبحيراتهاوعلاقة أخرى بين انهيار السدود بسبب الزلازل في المناطق الناشطة زلزاليا، حسب الخبير طلال بن علي محمد مختار، أستاذ علوم الجيوفيزياء في احدى الجامعات السعودية (24) .
نحو استراتيجية الأمن القومي المائي: (أفكار واقتراحات)
لا بد لنا من التساؤل: كيف سمحنا للامور أن تسوء الى هذه الدرجة، فيصبح أمننا المائي مهدداً بهذا الشكل ؟ ويهدد حياة الملايين من شعبنا معه؟ وهل ما يوحي بوقف هذا النزف ومواجهة هذا الخطر الوجودي على امتنا.؟
قبل عرض الخيارات المتوفرة لا بد من ان نذكر بما نبه له الاستراتيجي الاول في امتنا، عندما حذر في اوائل القرن الماضي من مخاطر عدم سيطرة “الامة السورية” على مصادر ثروتها وحدد حدودها الطبيعية بجبال طوروس وزغروس. انه الزعيم أنطون سعاده صاحب الفكر الفذ الذي اغتالته اعداماً السلطات اللبنانية والسورية في 8 تموز 1949.
اليوم في 2020، بعد 71 سنة على رحيله، ما زالت افكاره تشكل القاعدة التي يبنى عليها الانقاذ.
لا يمكن لسوريا والعراق مواجهة التهديد التركي بدون صياغة استراتيجية مائية-اقتصادية متكاملة. هذه الاستراتيجية لا تعني فقط تنسيق المواقف قبل اجتماع اللجنة التقنية للمياه بين الدول الثلاث (هذا اذا اجتمعت) او ‘البكاء‘ و‘الصراخ‘ في مواسم الجفاف بل تتعداها الى رسم خطة اقتصادية قانونية بيئية واعلامية شاملة للدفاع عن وجودنا وحقوقنا المائية.
أهم ما يمكن أن تشمله هذه الخطة ما يلي:
أولا: تمتين الروابط الاقتصادية بين سوريا والعراق ودول المشرق الاخرى عبر زيادة التبادل التجاري والتعاون في مشاريع الطاقة كتطوير خط انابيب النفط بين كركوك وبانياس وطرابلس.
ثانيا: انشاء مجلس اعلى للمياه بين البلدين للاشراف على وضع الخطط وتنفيذها والتفاوض مع تركيا كجسم واحد. هذا المجلس يمكن ان يستعين بكثير من الخبرات السورية والعراقية في الوطن والمهجر وان يشمل عدة لجان تقنية تضع الدراسات القانونية والبيئية والتاريخية والاعلامية التي تدعم القضية.
ثالثا: السعي عبر جامعة الدول العربية لقيام جبهة عربية فعالة للدفاع عن المياه العربية في الهلال الخصيب ووادي النيل، وذلك بربط اي تعاون اقتصادي عربي مع دول المصدر بحل مشكلة المياه. مصر هي الأخرى دولة مصب وهي تواجه نفس مشكلة العراق وسوريا مع دولة المصدر أثيوبيا بالنسبة لسد النهضة لذلك فالتنسيق والتحالف معها يخدم مصالح مصر ودول الهلال الخصيب.
رابعا: السعي بجدية للتوصل الى اتفاق على قسمة المياه والموارد الطبيعية الاخرى داخل العراق. ان معظم روافد دجلة (الزاب الاكبر والزاب الاصغر وديالة) تمر في شمال شرق العراق، وبناء اقليم كردستان السدود العملاقة كسد بخمة الذي يخزن أكثر من 10 مليار م3 من الزاب الأكبر قبل التوصل الى قانون لتوزيع المياه قد يؤدي الى صراع عرقي طويل على الفُتات. قد يكون التوصل الى اتفاق صعب المنال لكثرة التدخلات الخارجية لكن ربما يُكتب له النجاح اذا ادرك الجميع وخاصة الاكراد ان البترول والغاز سينضبان خلال 50 سنة والصراع العرقي اذا حصل سيستنزف الجميع وبدون المياه لن يدوم شيء.
خامسا: البدء بحملة اعلامية كبيرة في دول المشرق لتوعية الشعب على المخاطر المحدقة به في حال موت دجلة والفرات. كذلك يجب التصدي لبعض التفاسير المغرضة للاحاديث النبوية التي تجعل الشعب يعتبر موت الفرات ودجلة ارادة الهية ولا يمكن التصدي لها. من هذه الاحاديث قول أبي هريرة: ” قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يحسِر الفرات عن جبل من ذهب))”
سادساَ: التعاون مع الجمعيات البيئية والاجتماعية العالمية التي تعارض المشاريع التركية على دجلة. هذه الجمعيات استطاعت ان تضغط على حكوماتها الاوروبية لقطع الدعم المادي عن مشروع اليسو فأوقف الاتحاد الاوروبي التمويل وجُمد العمل فيه منذ في 2008 كما ذكرنا سابقا لذلك يجب ان لا يستهان بقدراتها التجييرية.
سابعاَ: الاستشمار بالطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والهوائية داخليا والابتعاد تدريجيا عن استعمال السدود لتوليد الطاقة واستعمال المياه للري والحاجات الانسانية فقط. توليد الطاقة يتطلب إطلاق مياه السد في مواعيد لا تتناسب بالضرورة مع متطلبات الري وقد يؤدي ذلك الى هدر للمياه. دول الخليح واسرائيل بدأت تستثمر في الطاقة الشمسية الآن، وسوريا والعراق يمكن ان يفعلا الشيئ ذاته فالمساحات الشاسعة والمناخ الحار يجعلان هذه الطاقة بديلاً عملياً للمياه واستثمار مربح على المدى البعيد.
ثامناَ: تحذير ومقاطعة الشركات الهندسية والبنوك الدولية اذا شاركت باي من المشاريع المائية غير المتفق عليها بين الدول المتشاطئة حسب القانون الدولي.
تاسعاَ: ربط التبادل التجاري مع تركيا بحل مشكلة المياه فليس من المنطق ان يتهجر شعبنا ويخسر اقتصادنا ملايين الدولارات بسبب قلة الماء ونكافئ الجاني بفتح اسواقنا له ليجني المليارات كل عام. عدم ربط التبادل التجاري بالأمن المائي، يشبه الى حد كبير ما فعلته السلطة الفلسطينية وعرب ما يسمى “الاعتدال” مع اسرائيل عندما قدموا التنازلات وتوقعوا بالمقابل ان تترحم اسرائيل وأميركا عليهم فتعيد الحقوق الفلسطينية المسلوبة، لكن الامور تدهورت عاماً بعد عام الى ان وصلنا الى صفقة القرن.
عاشراَ: حث الأمم المتحدة على القيام بدراسة ‘حيادية‘ حول ظاهرة وقوع الزلازل في منطقة جنوب شرقي تركيا، ومدى تأثير ذلك علـى سدود الميـاه المقامة فيها. أيضا يجب الضغط على الجانب التركي على عدم القيـام بـإملاء سد أليسو واتاتوك وغيرهما بكامل طاقتهم التخزينية قبل إتمام الأمم المتحدة لدراستها، وذلك خوفاً من إحتمـال تعرضـها لزلزال قوي قد يؤدي على الأرجح، حسب الخبراء، الى انهيارات وتصدعات في السدود وتكون عواقبها وخيمة على العراق (24).
احد عشر: اذا استمر الاتراك ببناء السدود وخاصة سد جزرة القاتل للعراق واستمر التعنت التركي برفض توقيع اي اتفاقات تلزمها على المدى البعيد، فلا بد من تقديم شكوى الى المؤسسات الدولية كمحكمة العدل الدولية ومجلس الامن. ان توصيات مؤتمر” استعمال المياه الدولية لغير الملاحة” الذي صدقت عليه الامم المتحدة في 2014 تدعو للتوزيع العادل للمياه وعدم قيام اي دولة باي مشاريع مائية تسبب الاذى بدول النهرالاخرى. الكاتب والباحث العراقي علاء اللامي تساءل بدهشة عن سبب عدم استعمال العراق لهذه الاتفاقية التي هي مئة بالمئة لصالحة وقال: ” أن هذه الاتفاقية الدولية النافذة تعتبر وبحق سلاحا فعالا ومرجعية رصينة وقوية يمكن للدولة العراقية استعمالها والاستناد إليها في دفاعها عن حقوق العراق المائية ومصالحة الحيوية والتي بلغت اليوم خيار الحياة أو الموت بالنسبة لشعب العراق” (17).
اثنا عشر: اذا لم نتفع كل هذه الخطوات فلن يكون للعراق وسوريا أي خيار غير قطع العلاقات بشكل كامل مع تركيا واعتبارها عدواً وبذلك استخدام الدولة والشعب لكل الوسائل المتاحة وعدم استثناء أي خيار مهما كان صعبا للدفاع عن الحضارة والتاريخ والوجود والمستقبل.
أمامنا فرصة وربما الاخيرة لمواجهة هذه الخطر الوجودي فإذا لم نكن بمستوى المسؤولية ونواجه شريعة الـ”غاب” التركية موحدين فنحن قادمون على مشاهد كثيرة من “الصيف الجاف” يتناحر فيها شعبنا على الفتات. هذا وعلى المدى البعيد سيؤدي الى نكبة لشعبنا في الشرق العراقي شبيهة بنكبة شعبنا في الجنوب الفلسطيني، وسيتحول هلالنا الخصيب الى هلال نضيب، يصبح فيه العراق واجزاء كبيرة من سورية امتداداً لصحراء الجزيرة العربية.
هذه ليست اقوالاً للترهيب، ففي تقريرين منفصلين للمنظمة الدولية للبحوث ولمنظمة المياه الاوروبية هذا العام استنتجوا فيهما موت نهري دجلة والفرات في العراق في العام 2040 بسبب السدود التركية (15). كذلك فالعالم الياباني، أكيو كيتوه، من معهد متيولوجيكل للابحاث في اليابان، الذي يدرس تحولات الطقس وتأثير السدود التركية، توقع زوال “الهلال الخصيب القديم” في هذا القرن “والعملية قد بدأت” (16).
————————————————————————————————————————-
ملاحظة: هذا البحث كان قد وضعه سابقاً الباحث راجي سعد، تحت عنوان: من هلال خصيب إلى هلال نضيب، ثم عاد وحدّث معطياته مشكوراً لنشره على منصّة سيرجيل,
Are Free-Trade Zones in the Middle East being worked out? (December 1, 2008)
I have no idea how a Free-Trade Zone works, and what are its advantages, but it sound good, since it is Free? Free trade to whom and how the common people of the States can benefit from these deals?
I doubt anything labelled “free” can be of any value, except free public education to all, free preventive health care, and free institutions to open opportunities for the people to find jobs and field of studies.
Most probably, these zones are meant to enrich the richer countries and degrade the economic production of the weaker nations.
The advantage in the long-term is that it prevent military confrontations, facilitate the travel and trade between the State, inhance exchanges among the people, enlarge the market for added value entreprises, and break-up mythical ideas.
I like to envision the creations of 11 free-trade zones in the Middle East, among the States of Turkey, Iran, Syria, Iraq, Lebanon, Jordan, and Cyprus.
Though this idea is Not feasible as long as the superpowers and colonial powers are dead serious of keeping the Middle-East divided, destabilized and wracked with mythical/religious enmities.
The colonial powers, mainly USA, England and France implanted their Israel colony in Palestine in order to disturb daily routine trade and communication, Not only in the Near-East (Nation of Syria), but the Middle East altogether.
Israel is strategically our existential enemy.
With Israel still supported by the colonial power, our region will constantly be destabilized and divided to conduct and resume any sustainable trade and create an economic cycle for self-reliance and autonomy.
Why free-trade zones?
Most of the recognized States by the United Nations in the Middle East were Not naturally and normally constituted, and the borders are artificially delimited: The States were divided up by the mandatory European nations of Britain, France and the active participation of the USA, after the Ottoman (Turkish) Empire lost the war in the WWI by siding with Germany.
Consequently, there are many ethnic, emotional, economic, linguistic, and historical intermingling and rivalries among these States.
Since “victory” military confrontations are out of the question, and since daily trade and social relations are binding certain bordering zones then, creative alternatives should be studied to form viable trade zones that otherwise would be left unmanaged and precariously volatile.
First, between the States of Turkey and Syria there are many legitimate claims that should be resolved on their borders. There is the possibility of several free-trade zones such as (Cilicia, Iskandaron, and Lazkieh (Latakieh)) and the Kurdish common zone of Hassakeh and Diar Baker and Van.
Second, between Turkey and Iraq there is an ideal free-trade zone in their common Kurdish region around Mosul.
Third, between Iraq and Iran:two zones can be contemplated (the common Kurdish region, and the region around the Persian/Arabian Gulf.
Fourth, between Iraq, Iran, and Kuwait the Basra region could alleviate recurring conflicts.
Fifth, between Iraq, Syria, and Jordan, where their frontiers intersect artificially, a free-trade zone would encourage commerce in that desolate area.
Sixth, between Syria, Jordan, and Lebanon there are shared bordered around the Golan Heights.
Seventh, between Syria and Lebanon there are potential two zones (the northern Lebanese frontiers of Akkar, and the south-eastern Bekaa Valley with Shebaa Farms).
Eight, between Turkey, Syria, Lebanon, and Cyprus a free-trade zone in Cyprus would iron out differences and encourage maritime commerce.
What are the processes for initiating these free-trade zones?
After a period of three years of ironing out details and instituting regulations with special passports or identity cards for the inhabitants of the zones, then all the zones between the states can be merged.
It is only normal that contiguous zones common to three States could eventually be merged and a belt of uninterrupted contiguous zones would form the natural borders of the Middle East.
As was done in Europe, let commerce and industry form the basis for these zones, which should generate rational cooperative decisions for our future.
The concept of a free-zone is to create a magnate cities, self-autonomous city, with laws and regulations agreed upon among the States.
Ultimately, an economic union could emerge, based on a set of procedures and processes that works, which form a firm ground to negotiating common interests, and disseminating common laws and regulations valid in the various lands.
Is Turkey planning to dry out the regions between Euphrates and Tigris Rivers by 2040?
The Euphrates and the Tigres cross Syria and Iraq for thousands of miles since antiquity.
Turkey decided to build many gigantic dams on the sources of these rivers (400 km from the borders) and claims that it own these rivers. and is the sole country to control the debits of these rivers.
“الصيف الجاف” فيلم تركي أُنتج في العام 1964 ودارت أحداثه بين آغا تنبع المياه من ارضه ومزارعين تمر المياه في أراضيهم (1). زاد طمع الآغا في المياه فادعى ملكيتها وقطع معظمها عن المزارعين، فادى ذلك إلى نشوب صراع بينهما كانت نتيجته مقتل الآغا وأحد المزارعين. هذا الفيلم بدأت أحداثه تتكرر اليوم بين دولة المصدر تركيا التي ينبع نهري دجلة والفرات من ضمن حدودها الحالية وبين سوريا والعراق اللذين يمر النهران في أراضيهما.
ينبع نهري دجلة والفرات من أعالي جبال طوروس (2)، الفاصل الطبيعي بين مجتمعي بلاد ما بين النهرين وبلاد الأناضول، وينحدرا باتجاه سوريا والعراق باعثين الحياة والخصب فيهما ومانعين التصحّر عنهما، ثم يلتقيان في شط العرب كانهما يهنئان بعضهما على بعث الخير والجمال بشعب أجاد استعمالهما خلقا ًوابداعاً وحضارة.
يتكون الفرات بعد أن يلتقي نهري فره صو ومراد صو في حوض ملاطية. يبلغ طول النهر 2330 كلم، يسير منها حوالي 442 كلم حتى يصل الى الحدود السورية الحالية. تقدر طاقة النهر بحوالي 31,7 مليار م3 ينبع 95% منها من جبال طوروس و5% من روافد في سوريا (جدول-1) أهمها نهر الخابور. أما نهر دجلة فمساره أقصر من الفرات ويبلغ 1900 كلم (منها 400 كلم داخل تركيا) لكن طاقته المائية أكبر لكثرة روافده (الزاب الأكبر، الزاب الأصغر، العظيم، ديالة) وتصل الى 49 مليار م3. مصادر مياه دجلة هي 58% من جبال طوروس و12% من جبال زغروس اللذان يقعان تحت السيطرة التركية والايرانية، و30% من روافد في شمال شرق العراق (جدول-1). إذا نظرنا لدجلة والفرات والروافد كمنظومة مائية واحدة فمصادر المياه موزعة بنسبة 72% في تركيا و7,4% في إيران 20.6% في سوريا والعراق.
معدل تدفق المياه موسمي ويختلف من شهر الى شهر. بعد فصل الشتاء تذوب الثلوج من أعالي طوروس وتنحدر مياهها بغزارة الى دجلة والفرات بين شهري أذار وأيار، ومن ثم تشح تدريجياً حتى شهر تشرين الأول قبل البدء بالتصاعد ثانية (3). هذا التدفق الموسمي جعل دول النهر تبني السدود لتخزين المياه واستعمالها للري في موسمي الصيف والخريف الزراعيين ولتوليد الكهرباء.
المشاريع التركية:
فكرة استغلال مياه دجلة والفرات بدأت منذ أيام اتاتورك في العشرينات من القرن الماضي بعد ان رسمت معاهدة لوزان في 1923 الحدود السورية-العراقية مع تركيا وايران على منحدرات جبال طوروس وزغروس بدل أعالي هذه الجبال، كما ترسم الحدود الدولية عادة، مما أفقد سوريا والعراق السيطرة على دجلة والفرات وروافدهما وأصبحا تحت رحمة تركيا وإلى حد ما ايران. في 1936 نضجت فكرة استغلال النهرين في تركيا بعد تاسيس ادارة الدراسات الكهربائية التي قدمت دراسة سد كيبان الذي نفذ في العام 1974 على الفرات. هذه الدراسة تبعتها دراسات أوسع وأشمل بعد تأسيس “مشروع جنوب شرق الاناضول”(“غاب، GAP” كما يعرف عالمياً) الذي اقترح إنشاء 22 سداً و19 محطة توليد كهرباء لري 1,7 مليون هكتار وتوليد 7500 ميغاوات من الطاقة الكهربائية (4). كلفة المشروع قدرت بـ (31) مليار دولار أميركي، وستحتاج الى حوالي 17 مليار م3 من مياه الفرات و8 مليار م3 من مياه دجلة (5)وستسبب نقصاً حاداً في دول المصب وخاصة العراق.
السدود في حوضي دجلة والفرات
أهم هذه المشاريع التي شملها “غاب” هو سد اتاتورك على الفرات الذي يعتبر خامس اكبر سد في العالم، والذي انتهى العمل فيه في العام 1990، ويروي 872,4 الف هكتار ويولد 2400 ميغاوات من الطاقة في تركيا. المشروع الآخر المهم هو منظومة سدي أليسو وجزرة على دجلة الذي سيخزن 10,4 مليار م3 لتوليد 1200 ميغاوات من الطاقة والذي سيروي 121,000 هكتار من الاراضي الحدودية التركية بكلفة 1,68$ مليار. بدا العمل بهذا المشروع في العام 2006 لكنه توقف في كانون الاول 2008 بعد اعتراض الجمعيات البيئية والاجتماعية وضغطها على حكوماتها الالمانية والنمساوية والسويسرية التي ألغت في تموز 2009 الضمانات لتمويل المشروع. أهم أسباب الالغاء هو تسبب بحيرة السد بفيضان قرية حسن كاييف الاثرية واجبار 10000 من السكان المحليين على هجرة منازلهم (6). رغم وقف التمويل الخارجي فتركيا أصرت على اكمال المشروع وانتهى العمل بالمشروع وبدأ التخزين في تموز 2019 ووصل الى 5 مليار م3 في نيسان 2020. أمام هذا الواقع أصبحت تركيا مسيطرة على أعظم مصدري مياه للمشرق السوري-العراقي ومؤهلة لبسط نفوذها الاقتصادي والسياسي على المنطقة.
القانون الدولي:
دعا مؤتمر “استعمال المياه الجارية الدولية لغير الملاحة” في 1994 في المادة 5 و6 الى تقسيم المياه المشتركة بالتساوي والمنطق بين دول المصدر والمصب لضمان استمرارية النهر ومصالح الدول المتشاطئة. العوامل التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار لضمان المساوات هي العوامل المناخية والايكولوجية وحاجة البلدان الاجتماعية والاقتصادية والحاجات الانسانية للسكان الذين يعتمدون على الحوض. كذلك دعا المؤتمر في المادة 7 الى عدم قيام أية دولة بأية مشاريع مائية تسبب الاذى بدول النهر الاخرى، وضرورة التشاور معها قبل بناء هذه المشاريع (7). الجمعية العمومية للأمم المتحدة أقرت مسودة توصيات هذا المؤتمر في 1997 بالاجماع ما عدا ثلاث دول من بينها تركيا، ولكن لم تصادق عليها إلا 21 دولة من مجموع 35 دولة يجب أن تصادق عليها لكي تدخل في اطار الاتفاقات الدولية. في 17 آب 2014 وبعد انتظار دام 17 سنة صادقت الدولة الخامسة والثلاثين على الاتفاقية وبذلك أصبحت الاتفاقية قيد العمل والتحكيم والمرجعية القانونية الدولية (17).
الموقف التركي:
تركيا رفضت هذا القانون الدولي لاتباعها استراتيجية تتلخص بشعار “البترول للعرب والمياه لتركيا”، وباعتبار نهري دجلة والفرات “نهران وطنيان تركيان”. جاء ذلك في عدة تصاريح ومواقف اهمها تصريح لرئيس الوزراء تركت اوزال في العام 1988 حيث قال “ادعاء سوريا والعراق بحقوق في مياه تركيا (يقصد دجلة والفرات) هو شبيه بادعاء تركيا بحقوق في بترول سوريا والعراق. المياه امر سيادي ويحق لنا ان نفعل ما نشاء فيها، فهي ثروة تركية كما هو البترول ثروة عربية ولن نسمح بمشاركتنا ثروتنا المائية ولا نريد مشاركتهم ثروتهم النفطية”(8). هذا الموقف لم يتغير عمليا بعد سيطرة حزب العدالة والتنمية ذي الميول الاسلامية إلاَّ في الشكل. المشاريع المائية سارت وتسير حسب خطة “غاب” المرسومة من العلمانيين ودون اي تنسيق مع دول الجوار، فالرئيس التركي رجب طيب اوردغان دشن مشروع سد اليسو العملاق على نهر دجلة في آب 2006 وأكمل بناؤه بتمويل تركي، وبدأ التخزين في 2019. المواقف كذلك لم تتغير في الجوهر فعندما كانت العلاقات جيدة مع سوريا رفض وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، تانر يلديز، في اجتماع مسؤولي البلدان الثلاثة في 3 أيلول 2009 في أنقرة توقيع اتفاق شامل وملزم، ووافق فقط وكجبرة خاطر على زيادة مؤقتة لكمية مياه الفرات المتدفقة الى سوريا إلى 520 م3 في الثانية لمدة شهرين، وادّعى ان تركيا تعطي “اكثر من التزاماتها”.
الجدير بالذكر ان تركيا تاريخيا ًتقاسمت المياه المشتركة مع جيرانها الاخرين فوقعت معاهدات مع روسيا في العام 1927 قسمت فيها استعمال المياه على أربعة أنهر مشتركة بين البلدين (كورو، كورا، اريا، اراس)، ومن ثم وقعت معاهدات اخرى في السبعينات. الشيئ نفسه تكرر مع اليونان في العام 1950 عندما وقع البلدان معاهدة لوزان.
عندما يسال الاتراك عن سبب عدم تكرار هذه المعاهدات مع جيرانهم المسلمين يقولون ان الانهر بين تركيا وروسيا واليونان هي انهر دولية لانها تفصل تركيا عن البلدين الآخرين، بينما دجلة والفرات نهران “عابران للحدود” ولا يشكلان حدوداً فاصلة!(9)، لذلك فهم يعتبرونهما نهرين تركيين، ويرفضون توقيع أية معاهدة طويلة المدى تلزمهم بنسبة معينة من المياه. هذه البدعة التركية نقضها مؤتمر “استعمال المياه الجارية الدولية لغير الملاحة” التي صدقت على توصياته الامم المتحدة في 2014 وهي توضح انه “لا يوجد اي اختلاف جوهري حول مفهوم الانهار الدولية والانهار العابرة للحدود”.
الموقف الرسمي العراقي والسوري:
لمواجهة هذا الواقع حاولت حكومتا العراق وسوريا وقف العمل في هذه المشاريع المدمرة لشعوبها واقتصادها ولكن دون أية نتيجة مهمة حتى الآن. عراق صدام حسين تفرغ في الثمانينات لحربه العبثية مع إيران التي عمقت خلافه مع سورية حافظ الاسد فاعتمد على تركيا اقتصاديا لتصدير النفط عبر المتوسط، ولم يكن في موقع يستطيع فيه مجابهة اي من المشاريع التركية. وما كادت تنتهي حرب إيران، حتى شنَّ حرباً عبثية أخرى على الكويت في التسعينات ادت الى اضعاف جيشه وفرض عقوبات قاسية همشت العراق كبلد، ومن ثم جاء الغزو الاميركي (2003) وتبعته الانقسامات المذهبية والعرقية التي شلت العراق كلياً وسمحت لتركيا بالاستمرار بمشاريعها دون اي مقاومة عراقية تذكر.
سوريا من جهتها حاولت منفردة مواجهة المارد التركي في الشمال المتحالف مع العدو الاسرائيلي في الجنوب. في العام 1987 وقع البلدان “بروتوكولاً امنياً” حصلت سوريا بموجبه على وعد تركي بضخ 500م3\الثانية من الفرات في مقابل الأمن على الحدود بين البلدين. هذا الوعد لم يكن كل ما تريده سوريا التي سعت الى اتفاق ملزم ومع ذلك فالرئيس التركي، سليمان ديميريل، حاول التهرب من “الوعد” بقوله إنَّ “القرار التركي باعطاء سوريا 500 م3 كان عشوائيا”. هذا الاتفاق خاضع للمزاج التركي ففي 1990 قطعت تركيا مياه الفرات عن دول المصب لمدة شهر لتعبئة بحيرة أتاتورك، فزادت سوريا دعمها لحزب العمال الكردستاني الذي حاول تخريب بعض السدود وتاخير العمل في بعض المشاريع. هذه الاستراتيجية السورية لم تنجح على المدى البعيد وأًجْبرت سوريا على ترحيل عبدالله اوجلان، زعيم حزب العمال، لتفادي حرب غير متوازنة مع تركيا في العام 1998. سوريا ايضا حصلت على بعض الدعم العربي عبر الجامعة العربية في التسعينات لكن دون اي تاثير يذكر على المشاريع التركية.
بعد تسلم الرئيس بشار الاسد الحكم في سوريا وغزو اميركا للعراق في العام 2003، وجدت سوريا نفسها مطوقة من كل الجهات ومهددة بعدوى التقسيم الطائفي والعرقي السائد في العراق، فبدأت بتمتين العلاقات السورية التركية ووقعت في العام 2004 اتفاقاً للتبادل التجاري الحر، وتبعها تاسيس مجلس استراتيجي والغاء تاشيرات الدخول بين البلدين حتى تخطى التبادل التجاري بين البلدين الملياري دولار في 2009، ولكن كل هذا لم يجدي نفعا في اجبار تركيا على توقيع اتفاق مائي ملزم. بعد 2011 تدهورت العلاقات وانقطعت الاتصالات بسبب الدعم التركي للميليشات المسلحة في سوريا ووصلت الى حد المواجهة العسكرية المباشرة لكن المحدودة في ادلب العام الماضي. العراق من جهته طور علاقته الاقتصادية مع تركيا أيضا بإبرام معاهدة التبادل التجاري البالغة 16 مليار دولار في 2019 ويسعى البلدان الى ايصال التبادل التجاري الى 20 مليار في الاعوام القادمة!، وجل ما حصل عليه العراق عندما لوح بإلغاء هذه المعاهدة، حسب السيد حسن الصفار معاون مدير المعهد الوطني في إدارة الموارد المائية في وزارة الموارد المائية، هو ادراج جملة في وثيقة المعاهدة تقول ” إن للعراق حقوقا في مياه نهري دجلة والفرات”. بموازاة كل ذلك تستمر المشاريع المائية التركية حسب الخطة المرسومة والتي كان آخرها سد أليسو على دجلة، وتُنفد السدود المتبقية من مشروع “غاب” (5-10%) حسب الخطة المرسومة، وتزداد الكوارث الاقتصادية على الشعبين السوري والعراقي عام بعد عام.
النتائج على سوريا والعراق:
حوض الفرات:
نتيجة لخضوع “البروتوكول الأمني” الذي وعدت فيه تركيا الجانب السوري بضخ 500م3\الثانية لسوريا والعراق للمزاج والاعتبارات التركية السياسية والاقتصادية واعتماد مبدأ تامين حاجات تركيا المائية للري والطاقة أولاٍ وإطلاق المياه المتبقية أو الملوثة بعد الاستعمال للدول المتشاطئة ، يعاني حوض الفرات في سوريا والعراق من حالة يمكن وصفها بالموت البطيء الذي يؤدي تدريجياً الى كوارث اجتماعية واقتصادية جمة. خلال صيف 2008 الجاف وبسبب استخدام مياه السدود لري الأراضي التركية اولاً، هددت المجاعة 300 الف سوري على حوض الفرات بسبب قلة الامطار ونضب مياه الفرات (11)، ففقدوا أراضيهم الزراعية ونزح قسم كبير منهم الى مخيمات بؤس في حلب ودمشق ومدن الساحل. خلال الصيف الماضي بدأت تركيا بخفض كميات المياه القادمة إلى سوريا الى “أقل من ربع الكمية المتفق عليها” أي 125 م3\ثانية حسب إدارة سد تشرين (ثاني أكبر السدود على نهر الفرات في سوريا) وأضافت الإدارة أن ذلك “سينعكس مباشرة على الثروة البيئية والمنتجات الزراعية وبالتالي سيترك أثره بشكل مباشر على اقتصاد المجتمع ويهدد الأمن الغذائي العام للمواطن”. بالإضافة الى ذلك، فقد وجدت مدينة الحسكة نفسها أمام مخاطر العطش في شهر آب الماضي بعدما أقدمت تركيا على إيقاف ضخ المياه من محطة علوك (في ريف مدينة رأس العين التي تحتلها تركيا) لأسباب سياسية وهددت نحو مليون شخص بالعطش (18).
سد أتاتورك
وضع حوض الفرات في العراق ليس بأفضل حال فهو امتداد للوضع في سوريا. خلال الفترة بين 1990 و2008 وبعد التفاهم السوري-العراقي على ان تكون حصة العراق 60% من 500 م3 (أي 300 م3 في الثانية) المتدفقة من الحدود التركية، انخفض تدفق المياه الى العراق بنسبة 50% من 18مليار م3الى 9 مليار م3
يمكن اختصار الاضرار التي تلحق بالعراق بما يلي:
ان نقصان كل مليار م3 من المياه يؤدي تقريبا الى نقصان 260 ألف دونم ولذلك كادت خسارة 9 مليار م3 من المياه ان تؤدي إلى أن يخسر العراق 2,34 مليون دونم (5850 كلم2) من الأراضي الزراعية بعد تشغيل سد أتاتورك في 1990 لولا تعويض المياه المحجوبة من بحيرة الثرثار المالحة التي قلصت الخسارة الى 1,3 دونم تقريبا (19). الجدير بالذكر ان مخزون الثرثار لم يدم طويلا حسب عضو لجنة الزراعة والمياه والأهوار بالبرلمان علي البديري الذي حذر في تموز الماضي من كارثة مائية في المحافظات الجنوبية وقال بان “مستوى المياه اليوم خاصة في نهر الفرات هو دون النصف من مستواه الحقيقي، كما أن الاعتماد الآن بالدرجة الأساس على مخزون حوض الثرثار وبنسبة تصل إلى 50% من الاستهلاك اليومي للمياه، ما يعنى أن هذا الخزان لن يكفينا لفترة طويلة بحال بقاء الوضع على ما هو عليه”(21).
بسبب قلة التصاريف التي تطلقها تركيا وتقلبها، تردت نوعية المياه الداخلة الى العراق نتيجة الملوحة والمياه الراجعة والسموم اذ بلغت معدلات الملوحة نسبة 1800 ملغ\لتر في 2009 بعد ان كانت بحدود 375 ملغم/ لتر عام 1987 (بينما المعدل الدولي المقبول هو 800 ملغ\لتر). بالإضافة الى الإضرار بالأراضي الزراعية فان ارتفاع ملوحة المياه ادى الى الاضرار بالمشاريع الصناعية ومشاريع تنقية واسالة مياه الشرب. في آب 2015 أطلقت محافظة ذي قار في جنوب العراق تحذيرا من تداعيات تلوث المياه الناجم عن انخفاض مناسيب نهر الفرات، وأشارت إلى ان أكثر من 35 قرية كبيرة في أهوار الناصرية لحقتها الأضرار من انحسار المياه (19).
في 2018 حظرت الحكومة صناعة الأرز والذرة لكثرة استهلاكها للمياه “ولإعطاء الأولوية لمياه الشرب والصناعة والخضروات” مما دفع الكثير من المزارعين الى هجرة أراضيهم.
الضرر الأكبر يصيب 7 محافظات جنوبية ، أي اكثر من 4000 قرية يسكنها أكثر من 5 مليون نسمة. ان شح المياه عن هؤلاء السكان سيضطرهم الى “ترك الزراعة والري والهجرة الى المدن والمراكز الحضرية الاخرى وما ينتج عنه من مشكلات اقتصادية واجتماعية وديموغرافية ونفسية تضع اعباء كثيرة على اقتصاديات البلد”(19) . خلال الصيف الفائت تعرض مربو الجاموس في محافظة ذي قار لخسائر مادية كبيرة خلال نتيجة تعرض قطعانهم للهلاك والأمراض مما اضطرهم إلى النزوح القسري من مناطقهم إلى المحافظات والمناطق المجاورة (19).
تأثر محطات الطاقة الكهربائية في سد القادسية وغيرها نتيجة انخفاض منسوب المياه، حيث مجمل ما تنتجه هذه المحطات لا يشكل اكثر من 40% من مجموع حاجة العراق للطاقة الكهربائية.
حوض دجلة:
المصير الذي ينتظر نهر دجلة في العراق لن يكون افضل من توأمه الفرات أثناء وبعد تخزين سد اليسو ب10,4 مليار م3 لتوليد الطاقة وبعد تشييد سد جزرة ‘القاتل‘ (كما يصفه أهل العراق)، الذي يقع على بعد 45 كلم جنوب سد اليسو و20 كلم شمال الحدود السورية-العراقية، لري اكثر من 121,000 الف هكتار. هذا المصير كادت بوادره تظهر في صيف 2019 بعد ان بدأت تركيا بتخزين المياه في بحيرة سد أليسو في تموز لولا السيول والامطار الغزيرة الغير-اعتيادية التي ملأت الخزانات والسدود العراقية شتاءً وأمنت التخزين الكافي للبلاد للاستفادة منه صيفاً. الصيف الفائت اختلف الامر فقدّر خبير استراتيجيات وسياسات المياه في جامعة دهوك رمضان حمزة إن “مستوى المياه في نهر دجلة كان 600 م3 في الثانية، وبعد بناء تركيا سد إليسو انخفض الى ما بين 300 و320 م3 في الثانية” (22). من الأرجح ان هذا المعدل من التدفق سيستمر الى ان تنتهي تركيا من تعبئة 5 مليار م3 المتبقية من طاقة السد ومن بناء سد الجزرة للعراق في 3-4 سنوات القادمة.
سد أليسو
بعد الانتهاء من تعبئة سد أليسو وتشييد وتشغيل سد جزرة في 2024 تقريبا، يتوقع الخبراء ما يلي:
حجب مياه النهر المتدفقة من تركيا بمعدل 7-8 مليار م3 سنويا أي 40% من تدفق النهر. الاخطر من كمية المياه المحتجبة هو تقلبها حسب الفصول واحتمال تدفقها بمستوى “التدفق البيئي (60 م3/ ثانية)” (رسم بياني-1) كحد اقصى او انقطاعها كليا عند الحدود التركية-السورية خلال اشهر الصيف بسبب ري 121 ألف هكتار من الاراضي التركية خلال هذه الأشهر (12).
رسم بياني (1) – تدفق دجلة على الحدود العراقية قبل وبعد سدي أليسو وجزرة (12)
في دراسة بعنوان “نهر دجلة: التأثير الهيدرولوجي لسد إليسو على سد الموصل” قام بها مؤخرا “معهد النشر الرقمي المتعدد التخصصات”،MDPI، في باسيل، سويسرا في آذار 2020 (23)، قيّموا فيها أسوا الحالات التي يمكن ان يصل اليها سد الموصل فاستنتجوا التالي:
سينخفض متوسط التدفق السنوي المتوقع إلى حوالي 119 م3/ ثانية أي انه سينخفض الى 22% من متوسط التدفق السنوي للثلاثين سنة الماضية (553 م3/ ثانية) الذي يظهره رسم بيان (1) ادناه. الجدير بالذكر ان معدل التدفق سيكون بمستوى او اقل من “التدفق البيئي (60 م3/ ثانية)” لمدة 5 شهور حسب رسم بيان (1)، وهذا عمليا سيخرج سد الموصل من الخدمة.
سيبلغ معدل التدفق التراكمي للعام بأكمله في حوالي 4.6 مليار متر مكعب أي أكثر بقليل من ما يسمى بـ “المخزون الميت” في سد الموصل وتمثل 42% من طاقة تخزين السد التي تصل الى 11 مليار م3(21).
انخفاضٍ كبير في إنتاج الطاقة الكهرومائية، بسبب تـأثر محطتي سـد الموصـل وسد سامراء، اللذان سيتعذر عليهما إمداد المصانع ومحطات ضخ المياه وبقية المؤسسات الأخرى بما تحتاجه مـن طاقـة ضـرورية لتشغيلها.
ازدياد نسبة الملوحة في حوالي 600-700 الف هكتار من أجود الأراضي الزراعية وخاصة الشمالية، وزيادة الأراضي الجرداء المتصحرة بـ 3 ملايين دونم (7,500 كلم) (19) في الوسط والجنوب حسب الخبراء، سيتسبب بخروج 25-35% من الأراضي الزراعية من الخدمة.
من الناحية الانسانية يقدر الخبراء ان نسبة قد تصل الى 5 ملايين عراقي ستضطر الى الهجرة الى المدن او الدول المجاورة طلبا للرزق بسبب شح مياه الشرب والتصحر.
تتفاقم المسألة وتزداد سوءاً من جانب إيران التي تسيطر على 6 ملايين م3 (15%) من المياه المتدفقة للعراق حاليا، حيث تقوم بدورها ببناء السدود وتحويل الانهار الى داخل الاراضي الإيرانية على روافد دجلة في الشمال (الزاب الاصغر، ديالة) وعلى نهري الكارون والكلخ في الجنوب قرب شط العرب.
الاحتمال الكبير لانهيار السدود التركية بفعل الزلازل فهناك علاقة سببية مؤكدة علميا بين وقوع الزلازل بسبب السدود العملاقة وبحيراتهاوعلاقة أخرى بين انهيار السدود بسبب الزلازل في المناطق الناشطة زلزاليا، حسب الخبير طلال بن علي محمد مختار، أستاذ علوم الجيوفيزياء في احدى الجامعات السعودية (24) .
نحو استراتيجية الأمن القومي المائي: (أفكار واقتراحات)
لا بد لنا من التساؤل: كيف سمحنا للامور أن تسوء الى هذه الدرجة، فيصبح أمننا المائي مهدداً بهذا الشكل ؟ ويهدد حياة الملايين من شعبنا معه؟ وهل ما يوحي بوقف هذا النزف ومواجهة هذا الخطر الوجودي على امتنا.؟
قبل عرض الخيارات المتوفرة لا بد من ان نذكر بما نبه له الاستراتيجي الاول في امتنا، عندما حذر في اوائل القرن الماضي من مخاطر عدم سيطرة “الامة السورية” على مصادر ثروتها وحدد حدودها الطبيعية بجبال طوروس وزغروس. انه الزعيم أنطون سعاده صاحب الفكر الفذ الذي اغتالته اعداماً السلطات اللبنانية والسورية في 8 تموز 1949.
اليوم في 2020، بعد 71 سنة على رحيله، ما زالت افكاره تشكل القاعدة التي يبنى عليها الانقاذ.
لا يمكن لسوريا والعراق مواجهة التهديد التركي بدون صياغة استراتيجية مائية-اقتصادية متكاملة. هذه الاستراتيجية لا تعني فقط تنسيق المواقف قبل اجتماع اللجنة التقنية للمياه بين الدول الثلاث (هذا اذا اجتمعت) او ‘البكاء‘ و‘الصراخ‘ في مواسم الجفاف بل تتعداها الى رسم خطة اقتصادية قانونية بيئية واعلامية شاملة للدفاع عن وجودنا وحقوقنا المائية.
أهم ما يمكن أن تشمله هذه الخطة ما يلي:
أولا: تمتين الروابط الاقتصادية بين سوريا والعراق ودول المشرق الاخرى عبر زيادة التبادل التجاري والتعاون في مشاريع الطاقة كتطوير خط انابيب النفط بين كركوك وبانياس وطرابلس.
ثانيا: انشاء مجلس اعلى للمياه بين البلدين للاشراف على وضع الخطط وتنفيذها والتفاوض مع تركيا كجسم واحد. هذا المجلس يمكن ان يستعين بكثير من الخبرات السورية والعراقية في الوطن والمهجر وان يشمل عدة لجان تقنية تضع الدراسات القانونية والبيئية والتاريخية والاعلامية التي تدعم القضية.
ثالثا: السعي عبر جامعة الدول العربية لقيام جبهة عربية فعالة للدفاع عن المياه العربية في الهلال الخصيب ووادي النيل، وذلك بربط اي تعاون اقتصادي عربي مع دول المصدر بحل مشكلة المياه. مصر هي الأخرى دولة مصب وهي تواجه نفس مشكلة العراق وسوريا مع دولة المصدر أثيوبيا بالنسبة لسد النهضة لذلك فالتنسيق والتحالف معها يخدم مصالح مصر ودول الهلال الخصيب.
رابعا: السعي بجدية للتوصل الى اتفاق على قسمة المياه والموارد الطبيعية الاخرى داخل العراق. ان معظم روافد دجلة (الزاب الاكبر والزاب الاصغر وديالة) تمر في شمال شرق العراق، وبناء اقليم كردستان السدود العملاقة كسد بخمة الذي يخزن أكثر من 10 مليار م3 من الزاب الأكبر قبل التوصل الى قانون لتوزيع المياه قد يؤدي الى صراع عرقي طويل على الفُتات. قد يكون التوصل الى اتفاق صعب المنال لكثرة التدخلات الخارجية لكن ربما يُكتب له النجاح اذا ادرك الجميع وخاصة الاكراد ان البترول والغاز سينضبان خلال 50 سنة والصراع العرقي اذا حصل سيستنزف الجميع وبدون المياه لن يدوم شيء.
خامسا: البدء بحملة اعلامية كبيرة في دول المشرق لتوعية الشعب على المخاطر المحدقة به في حال موت دجلة والفرات. كذلك يجب التصدي لبعض التفاسير المغرضة للاحاديث النبوية التي تجعل الشعب يعتبر موت الفرات ودجلة ارادة الهية ولا يمكن التصدي لها. من هذه الاحاديث قول أبي هريرة: ” قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم: ((لا تقوم الساعة حتى يحسِر الفرات عن جبل من ذهب))”
سادساَ: التعاون مع الجمعيات البيئية والاجتماعية العالمية التي تعارض المشاريع التركية على دجلة. هذه الجمعيات استطاعت ان تضغط على حكوماتها الاوروبية لقطع الدعم المادي عن مشروع اليسو فأوقف الاتحاد الاوروبي التمويل وجُمد العمل فيه منذ في 2008 كما ذكرنا سابقا لذلك يجب ان لا يستهان بقدراتها التجييرية.
سابعاَ: الاستشمار بالطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية والهوائية داخليا والابتعاد تدريجيا عن استعمال السدود لتوليد الطاقة واستعمال المياه للري والحاجات الانسانية فقط. توليد الطاقة يتطلب إطلاق مياه السد في مواعيد لا تتناسب بالضرورة مع متطلبات الري وقد يؤدي ذلك الى هدر للمياه. دول الخليح واسرائيل بدأت تستثمر في الطاقة الشمسية الآن، وسوريا والعراق يمكن ان يفعلا الشيئ ذاته فالمساحات الشاسعة والمناخ الحار يجعلان هذه الطاقة بديلاً عملياً للمياه واستثمار مربح على المدى البعيد.
ثامناَ: تحذير ومقاطعة الشركات الهندسية والبنوك الدولية اذا شاركت باي من المشاريع المائية غير المتفق عليها بين الدول المتشاطئة حسب القانون الدولي.
تاسعاَ: ربط التبادل التجاري مع تركيا بحل مشكلة المياه فليس من المنطق ان يتهجر شعبنا ويخسر اقتصادنا ملايين الدولارات بسبب قلة الماء ونكافئ الجاني بفتح اسواقنا له ليجني المليارات كل عام. عدم ربط التبادل التجاري بالأمن المائي، يشبه الى حد كبير ما فعلته السلطة الفلسطينية وعرب ما يسمى “الاعتدال” مع اسرائيل عندما قدموا التنازلات وتوقعوا بالمقابل ان تترحم اسرائيل وأميركا عليهم فتعيد الحقوق الفلسطينية المسلوبة، لكن الامور تدهورت عاماً بعد عام الى ان وصلنا الى صفقة القرن.
عاشراَ: حث الأمم المتحدة على القيام بدراسة ‘حيادية‘ حول ظاهرة وقوع الزلازل في منطقة جنوب شرقي تركيا، ومدى تأثير ذلك علـى سدود الميـاه المقامة فيها. أيضا يجب الضغط على الجانب التركي على عدم القيـام بـإملاء سد أليسو واتاتوك وغيرهما بكامل طاقتهم التخزينية قبل إتمام الأمم المتحدة لدراستها، وذلك خوفاً من إحتمـال تعرضـها لزلزال قوي قد يؤدي على الأرجح، حسب الخبراء، الى انهيارات وتصدعات في السدود وتكون عواقبها وخيمة على العراق (24).
احد عشر: اذا استمر الاتراك ببناء السدود وخاصة سد جزرة القاتل للعراق واستمر التعنت التركي برفض توقيع اي اتفاقات تلزمها على المدى البعيد، فلا بد من تقديم شكوى الى المؤسسات الدولية كمحكمة العدل الدولية ومجلس الامن. ان توصيات مؤتمر” استعمال المياه الدولية لغير الملاحة” الذي صدقت عليه الامم المتحدة في 2014 تدعو للتوزيع العادل للمياه وعدم قيام اي دولة باي مشاريع مائية تسبب الاذى بدول النهرالاخرى. الكاتب والباحث العراقي علاء اللامي تساءل بدهشة عن سبب عدم استعمال العراق لهذه الاتفاقية التي هي مئة بالمئة لصالحة وقال: ” أن هذه الاتفاقية الدولية النافذة تعتبر وبحق سلاحا فعالا ومرجعية رصينة وقوية يمكن للدولة العراقية استعمالها والاستناد إليها في دفاعها عن حقوق العراق المائية ومصالحة الحيوية والتي بلغت اليوم خيار الحياة أو الموت بالنسبة لشعب العراق” (17).
اثنا عشر: اذا لم نتفع كل هذه الخطوات فلن يكون للعراق وسوريا أي خيار غير قطع العلاقات بشكل كامل مع تركيا واعتبارها عدواً وبذلك استخدام الدولة والشعب لكل الوسائل المتاحة وعدم استثناء أي خيار مهما كان صعبا للدفاع عن الحضارة والتاريخ والوجود والمستقبل.
أمامنا فرصة وربما الاخيرة لمواجهة هذه الخطر الوجودي فإذا لم نكن بمستوى المسؤولية ونواجه شريعة الـ”غاب” التركية موحدين فنحن قادمون على مشاهد كثيرة من “الصيف الجاف” يتناحر فيها شعبنا على الفتات. هذا وعلى المدى البعيد سيؤدي الى نكبة لشعبنا في الشرق العراقي شبيهة بنكبة شعبنا في الجنوب الفلسطيني، وسيتحول هلالنا الخصيب الى هلال نضيب، يصبح فيه العراق واجزاء كبيرة من سورية امتداداً لصحراء الجزيرة العربية.
هذه ليست اقوالاً للترهيب، ففي تقريرين منفصلين للمنظمة الدولية للبحوث ولمنظمة المياه الاوروبية هذا العام استنتجوا فيهما موت نهري دجلة والفرات في العراق في العام 2040 بسبب السدود التركية (15). كذلك فالعالم الياباني، أكيو كيتوه، من معهد متيولوجيكل للابحاث في اليابان، الذي يدرس تحولات الطقس وتأثير السدود التركية، توقع زوال “الهلال الخصيب القديم” في هذا القرن “والعملية قد بدأت” (16).
————————————————————————————————————————-
ملاحظة: هذا البحث كان قد وضعه سابقاً الباحث راجي سعد، تحت عنوان: من هلال خصيب إلى هلال نضيب، ثم عاد وحدّث معطياته مشكوراً لنشره على منصّة سيرجيل,
Who are behind all those genocides in the Middle-East at the start of the 20th century?
Again Christians and Armenians and minorities?
Who are those Donma sect behind the planning for the execution of these genocide? The Jews of Salonica who faked converting to Islam.
Note: Imperial Germany was in control of Turkey and its prime nemesis was Imperial Russia and encouraged these genocides of Christians supporting Orthodox Russia
Nassib Abu Dergham posted in Lebanon daily Al Bina2
«دونمة» المجازر… «دونمة» التقسيم 1
د. نسيب أبوضرغم
ونحن في الذكرى المئة لمجازر اليهود بحق الأرمن، على يد جمعية الاتحاد والترقي شكلاً، وبتخطيط من اليهودية العالمية أساساً، لا بدّ من الكشف عن حقيقة هذه الجمعية الطورانية، وبخاصة لجهة سيطرة اليهود عليها، ودورها في إحداث الخطوة الأولى من مخطط احتلال فلسطين والسيطرة على سورية الطبيعية والعالم العربي برمّته.
بدءاً، لا بد من تعريف «الدونمة»، فهي لفظة، تعني الظلمة أو الاستتار، اتخذها يهود سالونيك شعاراً لتحقيق أهدافهم في الإمساك بالدولة العثمانية، وإزالة المعوقات كافة من طريق وصولهم إلى القدس.
يقول المؤرخ Seton Watson: «إنّ الحقيقة البارزة في تكوين جمعية الاتحاد والترقي، إنها غير تركية وغير إسلامية، فمنذ تأسيسها لم يظهر بين زعمائها وقادتها عضو واحد من أصل تركي صاف، فأنور باشا مثلاً هو ابن رجل بولندي مرتد، وكان جاويد الأصل دافيد من الطائفة اليهودية المعروفة بالـ»دونمة». وكراسو Crasso من اليهود الإسبان القاطنين في مدينة سالونيك
وكان طلعت باشا بلغارياً من أصل غجري اعتنق الإسلام ديناً…». ويضيف واطسون: «إن أصحاب العقول المحركة وراء الحركة كانوا يهوداً أو مسلمين من أصل يهودي، وأما العون المالي فكان يجيئهم عن طريق «الدونمة» ويهود سالونيك الأغنياء».
بناءءً عليه، يكون أعضاء الدونمة هم من غير المسلمين الذين تظاهروا باعتناقهم الإسلام لتدمير الدولة العثمانية، والإمساك بمقدراتها وتوظيفها في خدمة المشروع اليهودي الجهنمي. «ولقد كان للدونمة في سالونيك دور بارز في الحياة السياسية والاقتصادية لتركيا الحديثة…
وكان أهم تأثير سياسي لهم عليها تركيا الحديثة مشاركتهم الفعالة في جمعية الاتحاد والترقي، التي قادت الانقلاب على السلطان عبد الحميد الثاني في بداية القرن العشرين 1908 ».
إن جمعية الاتحاد والترقي تمثل الترجمة السياسية والاقتصادية والثقافية لمضمون الدونمة، وكان بالتالي من البداهة أن يكون أركان هذه الجمعية من يهود الدونمة والماسونيين، ولأن لهذه الجمعية الدور الأساس في إخراج تركيا من روحها وشكلها،
لا بدّ من الإشارة إلى زعماء هذه الجمعية، للإنارة على الدور اليهودي الأساس في التخطيط لإسقاط الدولة العثمانية من تاريخها، عبر عملية التتريك بالفكرة الطورانية، الفكرة التي ما زالت تمثل حتى اليوم روح القومية التركية.
وللإضاءة أكثر على ما جرى، لا بدّ من كشف حقيقة الفكرة الطورانية والشخصيات التي ابتكرتها.
يقول المؤلف البريطاني إيليو غريننيل ميرز في مؤلفه حول «تركيا الحديثة» في فقرة مأخوذة من تقارير دائرة البحوث البريطانية الصادرة سراً حول الحركة الطورانية: «إن الطورانية في نشأتها محبوكة أ- فنياً، ب أوروبياً، ولم يختلقها العثمانيون من الأدب الفارسي لمصلحتهم، بل هي موحاة إليهم من الأوروبيين وهم لم يخططوا لها، بل خُططت لهم،
فالعثمانيون، إذن ليسوا مخططين، ولا متابعين لها، وإنما هم استغلوا كأداة ووسيلة وحسب».
وأيضاً فقد أورد سركيس كيفورك يورنسوزيان في دراسة بعنوان «ومضات من تاريخ كاراباخ» أن «مبتكري هذه النظرية الطورانية ليسوا أتراكاً، بل صهاينة يتحدر معظمهم من أصل يهودي، جعلوا لهذه النظرية عمداً وأساساً يرتكز إلى أن جميع الشعوب التركية تنحدر من أصل طوراني واحد الأتراك- التركمان- الأذريون- القرقيز- الأوزباك- الطاجيك…. ».
ولأهمية إبراز الدور اليهودي في عملية الاستيلاء على السلطنة العثمانية، وارتكاب المجازر باسم القومية الطورانية، لا بدّ من الإضاءة على أهم الكُتاب الذين أسسوا لهذا البناء الطوراني.
1 – المستشرق اليهودي أرمينيوس فامبيري، صديق حميم للسلطان عبد الحميد الثاني هو من أصل هنغاري .
2 – المستشرق اليهودي الألماني فرنزفون ويرنر، كتب تحت اسم مستعار مراد أفندي .
3 – المستشرق اليهودي البولوني قسطنطين برجتسكي، الذي كتب بِاسم مستعار مصطفى جلال الدين باشا ، نشر كتاباً عام 1889 «الأتراك القدامى والجدد».
4 – المستشرق اليهودي الفرنسي ليون كاهون، كتب كتاب «مقدمة لتاريخ آسيا».
6 – خالدة أديب مشكوك في أصلها ، ولكن توجهها صهيوني واضح، في كتابها «دولة بني طوران الجديدة»، لنلاحظ الشبه مع تعبير دولة بني صهيون ، تدعو فيه إلى سيطرة تركيا على الشعوب المجاورة، وقد سميت برسول الطورانية و»ملليت أناسي» أي أم الملكة.
7 – الكاتب ضياء كوك ألب من ديار بكر نشر كتاباً بعنوان «الأسس التركية» 1923 أثبت فيه توجهه الصهيوني.
يظهر من خلال ما ورد، أن إبداع الفكرة الطورانية كان بفعل اليهود والماسونيين،
وما كانت جمعية الاتحاد والترقي إلا الإطار التنظيمي لمشروع اليهود القاضي بإسقاط الدولة العثمانية والسيطرة على مقدراتها بواسطة يهود أظهروا إسلامهم،
والجمعية لم تتأسس حتى بقرار من هؤلاء اليهود الذين تزعموها، بل كان ذلك بقرار صهيوني رفيع.
يقول المؤرخ Seton Watson: «كانت هذه الجمعية إحدى إفرازات المجلس الصهيوني العالمي، كما كان قادتها وزعماؤها من الدونمة والماسونيين… أنشئت، بأمر من المجلس الصهيوني العالي بتمويل صهيوني عن طريق جاويد David اليهودي والصهيوني العريق».
ولقد اعترف أحد أعضاء الدونمة، قرة قش زادة محمد رشدي، وهو كان عضواً سابقاً فيها وأمام مجلس الأمة التركي في الثلث الأول من القرن العشرين: «بأن الدونمة ما هم إلا يهود باطنيون ولا يمتون إلى الإسلام بصلة».
كان لا بدّ من الإضاءة على المواضيع التي وردت، حتى يمكننا إظهار الصلة الوثيقة بين الصهيونية العالمية والأحداث التي أدت إلى سقوط الدولة العثمانية، وإبادة الأرمن وغيرهم من السريان والآشوريين، وبالتالي حكم تركيا عبر أحد أبرز قادة الدونمة مصطفى كمال.
كان لا بد من إبادة الأرمن في نظر يهود الدونمة، حتى تقوم القومية التركية،
وقد لعب يهود الدونمة دورهم بالكامل ونفذوا المجزرة بشكل وحشي، لم يشهد التاريخ البشري مثيلاً له، والناظر إلى أسماء الذين أوكل إليهم أمر الإبادة، يدرك مدى التماهي بين الصهيونية والطورانية والذي ما زال قائماً حتى اليوم.
وهم: جمال باشا السفاح، طلعت باشا، أنور باشا، د. ناظم باشا، بهاء الدين باشا، شاكر باشا، عزيز بك، جواد بك، عاطف رضا بك. وكانوا جميعاً من يهود الدونمة.
يقول رشيد رضا: «إنّ زعماء جمعية الاتحاد والترقي كلهم من شيعة الماسونية وإن من لوازم تشيعهم للماسونية قوة نفوذ اليهود فيهم وفي الدولة. وذلك يقتضي فوز الجمعية الصهيونية في استعمار بلاد فلسطين…» .
لقد أردنا من إلقاء الضوء على طبيعة حكام تركيا في بداية القرن وأصلهم اليهودي، لنربط في حلقات مقبلة، كيف أن الدور الذي رسمه اليهود للدولة التركية في بداية القرن، ما زالت تلك الدولة تقوم به حتى اليوم تحت مسميات عديدة.
يجب أن لا ننسى أن تركيا هي أول دولة إسلامية اعترفت بـ»إسرائيل»،
وتركيا هي الدولة الإسلامية الوحيدة المنخرطة في حلف شمالي الأطلسي، وتركيا هي معبر لأفعى التقسيم اليهودية، الذي تعمل له على مدى سورية الطبيعية.
My bus tour experience in Turkey: 7 days in different hotels
I liked this bus tour and already missed this enduring vacation. I am looking forward to another bus tour to different regions in Turkey.
Note 1: I say it upfront that the worst parts in this tour is to “incarcerate” us in modern malls for 3 hours in each major city. These 5 unnerving visits highly upset me. Maybe many would like to visit a mall once or twice, but many of us would rather be in a zoo (if available) or a park with monster roller coasters., and would have settled for a place with babyfoot (fuzzball) , ping pong and dart throwing…..
We didn’t even visit any old souks where we could buy some items that peple back home wanted, like cotton abayaat and other exotic gifts.
My purpose of taking this “exhausting” trip was to test my endurance, hopefully for climbing the Himalayas (and I could take more physical traumas), but the repeated Malls visits took the wind out of my morale.
Note 2: There is no way to pay in other currencies but in Turkish Lira (TL) or credit cards. If you fail to exchange currencies you die of hunger since no shop would accept dollars or Euros: I think government restrictions are followed, except in touristic sites for buying gift. One person told me that he is using his credit cards for everything. Thus, once all my TL were spent, I bought a cologne bottle by credit for less than $3. And I kept using the card for eating.
Note 3: Truth is, none of the guides (Lebanese and Turkish) attempted to introduce us at the first meeting. I could have made this tour without knowing anybody if I didn’t force myself to introduce myself.
The introduction could be: “It is standard procedure to introduce ourselves at our first meeting, at least with our first name. If you feel uneasy, then say “pass”
Actually, it was on the last day that I haphazardly knew that 2 groups were from my district and neighboring towns. Truth is that I felt alone most of the tour, like when I arrive early for breakfast /dinner, no one would join my table. And had to mingle without invitation.
Going out does barely change the habits of Not introducing ourselves: this habit of “tarkeez al tarboush”.
We landed in Izmir (Smyrna) on Monday morning around 11:30 am and had a “panoramic” tour around this big city of 3.5 million, stretched around an inlet of the sea. Izmir is an industrial city and the sea was badly polluted from former tanning factories and is being cleaned up.
Smyrna was a destination to Athens philosophers’ (Protagoras and Anaxagoras) who were banned from the city, mostly when condemned as heretics, and its close region of Milet by a river. It was a main province during the Farisi empire until Alexander defeated this empire. All the Greek city-states had trade contoires in this city in the antiquity,
We slept at the 5 stars Wyndham hotel and I enjoyed its indoor comprehensive spa.
It was the Adha Eid (the sacrifice in Muslim religion) and Turkish had vacation for 3 days and most businesses and pharmacies were closed. Many Lebanese take advantage to buy very urgent inexpensive drugs, in large bundle, compared to Lebanon.
Once I entered a pharmacy with the group. I didn’t want to by anything. I inquired what kind of drug I should buy 3 years down the drain. I ended up settling for a B-complex vitamin bottle
We resumed to Ephesus and walked the vestiges of this vast ancient city. Apparently, the Austrian archaeologists barely excavated 10% in the last 100 years. When Austria will run out of funds, the German are in the list to continue the work.
The Turkish government reap the entrance fees without spending any money on the archaeology sites. It was hot and the sloping marble street was slippery and the tour was done quickly at my displeasure. Our Turkish guide for the tour was carrying a Turkish flag on a stick to follow. him I ended up following 3 different groups with guides holding the same flag.
One of the 7th most famous wonders in antiquity, the “Temple of Artemis”, is reduced to a single colon and badly repaired. Apparently, the Christians dismantled this “atheist” temple, as the Muslims later will dismantle Christian sites.
We resumed our drive to Meryemena on a hill, supposedly where Virgin Mary died, based on a dream from a bed-ridden German crippled woman. I strongly doubt this myth, since it was Not possible that Mary, who died at age 56, could reach this remote destination. The most plausible location is in actual Syria and on the seashore.
The next day we drove to Pamukkele and the Hieropark hotel. I enjoyed the open-air iron mud-like pool, watching as in the balcony the night entertainment of music and belly dancing. I then swam in the open-air pool and could Not share the belly dancer in my swimming trunk. I liked this supposed 4 stars hotel more than in the other hotels.
We visited the Roman ancient city of Hieropolis with chalk areas and spring pools and slippery low-level pools. A great visit. I think I experience a sudden kind of diarrhea and barely reached the far away WC. Excellent day to spend in that quaint town.
We resumed our trip to Konia, a 5 hours trip. At one point I told the guide that there is urgency to stop at the first gas station and Not wait for the “programmed break”. I had to come forward twice for the guide to take my request seriously. Many stepped out of the bus and thanked me for my straightforward move.
The “program” made us visit the Mevlana Museum, a place where Imam Jalal El Din taught his students of dervishes. At night, a bunch of the group spent money to watch an hour of Whirling Dervishes. I had watched them in a TV documentary, which I had cut short. I didn’t like this Hilton hotel with its long corridors that reminded me of old hotel style.
The “program” wanted us to visit the Uchicar castle where disciple John was “buried’. I refused to visit this castle because it was apparent that its crumbling outside walls, haphazardly filled with little stones, were “renovated” with plain sculpted stones. And it was hot and I was tired for these “archaeological” meandering.
The temple of Baalbak in Lebanon is far more majestic and far more ancient than any temple that exists or ever existed.
We proceeded to Cappadocia where over 150 flying hot balloons is performed about 250 mornings per year . The hot balloon morning was cancelled by the authority for climate causes and reported for the next morning.
I also refused to share in that experience. 18 of our tour group were crammed in a single “nacel” but they experienced a wonderful event from up there. Our guide refused me to join the group, just to watch the frenetic preparation and procedure for the flight, a decision that has no reasonable foundation at all.
It seems that a ticket for a seat in a balloon is $50 if purchased in Turkey, instead of the $175. It was reported to me by one of the group when walking the main street in Cappadokya (as written in Turkey) , and being more curious than the rest of us. Obviously, if seats are “available”.
It is in this Goreme town that I got lost. The Turkish guide said that we will meet at a Chinese restaurant. I visited the first Chinese place and no one was there. I was told there were 8 other Chinese restaurants. One of them is across the main street, and it was closed. And I ended wandered around and checking on the other “closed” Chinese restaurants (probably they take siesta time?).
I got lost off the main street. Hard to find a Turkish speaking English or French or Arabic… I met a guy wearing a large back pack and speaks English and he said he is a trekking person. He used his GPS but was of no help. After 30 minutes of walking I re-located the main street.
I was exhausted and it was hot and walked straight to the bus. It was locked. On my way back, I met 3 of our group and were urgently trying to locate a public WC. I told them there are none where they are searching. They ignored me.
I resumed my walk and sat in the first “restaurant” and ordered hot tea (chi) and used their WC. One funny female member said: “So for ordering a hot tea you are waiting for another hour to go back to the bus?”
We visited several sites of these caves dug in the hills, like the Nevsehir valley, the Goreme Open Air Museum and the Red “canyon”. Our Turkish guide Levant flew his tiny drone to film the valley. I thought he was preparing a documentary on this area that he is most fond of. Apparently, Levant is a “professional” photographer and had exhibited some of his pictures in London.
We also visited this Kaymakli “underground city” of 4 levels, dug in a chain and series of caves and holes. Apparently, there are 8 more underground cities, one of them is of 13 floors deep. Most of them were excavated during the Hittite empire, 2000 years BC. Many claim that Christians at some periods inhabited these cities. I believe that these habitation were reserved for slaves and prisoners.
On Saturday we drove to Adana and were parked in a Ramada hotel, in the downtown, with no facilities, save a tiny gym.
A group were whisked to the Optimum Mall. Later, with nothing to do, I opted to walk 1.5 km to there and returned in the same bus at 8 pm.
A group paid $45 for dinner and for watching Turkish traditional dancing, an event that I opted to ignore: I prefer to participate in the dancing and Not sit and watch.
The group reported that they were invited to the dancing floor and many Spanish and Italians danced: a piece of news that I was not filled with, otherwise I would have shared in that event, instead of spending a much boring night. Actually, I planned to work on my laptop, but I could Not recharge it and the connection failed on me that night.
A video, shared to our Izmir group, showed one of our female members joining the belly dancer. In fact, she ignored the dancer and performed her our “choreography” and the official dancer had to step aside. Our group belly dancer added a section in her dance performance, bowed , bent over (mtayyazi) for a while.
I finished reading a book and then remembered that Maria, a young girl sitting behind me in the bus with her mother, initiated me to YouTube this day on the bus. I listened to 2 hours on these old musics of the 70’s.
On the bus that day, Maria connected me to the Rolling Stones at my request. I was so enthralled with the music that when the guide Natasha sounded on the micro: “I have something to say. Are you listening?” I removed one earplug and replied: “Only with one ear”
The next day we paid a visit to the marina in Mersin and I had bass fish with a large Efes beer.
Actually, two days ago, as we were roaming the streets of the town of Seljuk, in the Ephesus province, for a “free lunch”, meaning with our own money and I spent most of my TL on eating “for fee”, I patronized a small eating place and asked for a local Turkish beer. He suggested a very large bottle of Efes, claiming it was made in Seljuk. Later, the Turkish guide rectified: This beer is made in Istanbul.
We returned to Adana in order to fly from its tiny airport. But before that, we were parked in a mall to wait for 3 hours for the airport departure. That was a grueling ending for a good trip.
Our plane our delayed 2 hours because another plane was hired to pick us and the returning hajjis (pilgrims) from Mecca were hoarding all the available planes back to Lebanon.
My taxi driver had to take a nap in his car and I waited outside, hoping that he didn’t lose patience, but he showed after 15 min of worrisome wait.
(I learned later that mobile phones should be closed when boarding a plane to another country, otherwise, when we land we will not be able to receive contact on our mobile)
Note 4: This sentence “It is Not in the program” is what ire me most. In the last night of our tour, I suggested that all the group go to a club, a karioki club for example, and apply our talents in singing, dancing… The idea was good, but the guide replied: “This event is Not in the program”. We had a night off, even an afternoon off. What then? Extra expenses in gas bus? Extra expenses to the driver? Do you think anyone would Not have chipped in for the additional expenses? An event that would have gathered the group and had a great time to meet.
Note 5: Couples mostly remember to take a taxi to visit an old souk. But single people barely can come up with this ingenious idea. It is the guide responsibility to remind everyone of this possibility to schedule their “free time”.
Note 6: Asian tourists preceded us on every bus stop (break), every touristic sites, every hotel. They were from mainland China, Taiwan, Thailand, Singapore, and even from Kazakhstan (I spotted two goddesses of them and had to investigate their origin). Canadian Asians were there and who were transferred by their companies to Japan, Singapore… and they insisted 3 times that they are Canadians. All of these emerging countries with large middle-classes who are on the move
Note 7: We drove miles in rich fields, trees of all kinds, and fruit trees that have been harvested. A vast country of plenty in the valley between the Taurus mountain chains. And even the dry vast plateau of Konya, where barely a tree could be seen, the fields of cereals were harvested.
Maybe because of the Adha Eid or the fields were already harvested, I didn’t spot a farmer or an agricultural equipment working the land. Turkey manufacture most of the kitchen industrial products and export them to the EU, products that Europe desisted from resuming production because of expensive workforce. Turkey has many carries, mostly for white marble and extensive construction works for new towns and new building. The guide told us that Turkish “construction companies” were exported to many countries, especially in Libya, Qatar and Asia neighboring countries such as Uzbekistan, Turkmenistan…
Note 8: This is an ongoing updated article. I asked members to add comments so that I make a comprehensive article, but no one contributed or responded. One member wrote that this was her worst vacation and she felt a total stranger among our group. Maybe her feeling is founded.
Tidbits and notes posted on FB and Twitter. Part 220
Note: I take notes of books I read and comment on events and edit sentences that fit my style. I pa attention to researched documentaries and serious links I receive. The page is long and growing like crazy, and the sections I post contains a month-old events that are worth refreshing your memory
“A Berlin, on pourrait recruter 20 chomeurs pour controller si les proprietaires de chiens ramassent les crottes de leurs animaux” (Claudia Hammerlig, deputee’ Verte). Je pense que ces controlleurs de crottes doivent eux-meme les ramasser s’ils donnent une amende: ou bien ils les ramassent ou bien les clients paient une amende.
Les controlleurs de crottes de chiens doivent pouvoir louer aux proprietaires de chiens les equipement necessaire pour ramasser les crottes
“Seul celui qui travaille doit pouvoir manger?” (Depute’ alleman Munteferingo). Et Tous ceux qui touchent des allocations doivent fumer et boire de la bierre?
La pauvrete’ decoule du comportement des gens de sous-culture? Sous-entendu, c’est pas le porte-monnaie qui est vide, mais l’esprit. Comme si les riches qui achetent des objets de luxes qu’ils n’utilizent pas, ou bien une seule fois, ont tant d’esprit a distribuer?
To where the 200,000 inhabitant of Al Raqqa were transferred to? The USA has the humanitarian duty to save all civilians and Not commit war crimes as ISIS and allow UN team to visit this totally bombed and demolished city.
Now that Turkey entered Afrin, it want to attack the city of Manbej in the Syria Kurdish canton of Kobani? This city co-habit “Arab” tribes, Kurds, Turkmenes, tcherkess and Tchetchenes. It was liberated in 2015 from ISIS.
The northern region of Syria is at proximity of historic cities such as Mardin and Nusaybin that mandated France over Syria and Lebanon gave to Turkey in 1935
A Kobani, dans la residence Kongra Star, ce sont les femmes qui traitent les plaintes de vendetta des crimes d’honneur, avant de les referer a la justice quand elles ne trouvent pas de compromis.
En 2015, l’ organisation Kurde de Syrie (PYD), a l’instigation des Americains, ont rases des villages entieres dans la region de Tell Abyad pour que les Americains construisent leurs bases militaires (des crimes de guerre documentes par Amnesty)
A l’ Assemblee’ Legislative du canton Kurde Al Jazira (Cezire) dans la ville de Amoude siege 101 membres , dont la moitie’ sont feminins.
Rojava (Ouest du Kurdistan) de Syrie, Iraq et Turkie
Les grandes puissances coloniales ont l’intention d’hypoteque’ l’avenir du Nord Syrie, riche en hydrocarbure (25% des reserves de terre), surtout dans la region de Al Malikiyah (Rumeillah) pres de la riviere Tigre.
Le contrat social de la Federation democratique des Kurdes de la Syrie rejette le nationalism et prone une societe’ egalitaire, paritaire et le respect des droits des minorites. (Mireille Court et Chris Den Hond, envoyes speciaux du Monde Diplomatique)
Les organizations Kurdes PKK et le PYD se referent a Abdullah Ocalan (Kurdish/ Turkish leader in prison since 1999) et a l’ecologiste Americain Murray Brookchin (1921-2006)
“Thank you Turkey for the milk!” posted one Twitter user from Qatar, along with a picture taken in a supermarket whose shelves were full of Turkish-brand bottles. (Why? Is Qatar in such a dire need with all its billions invested overseas?)
Over the weekend, fresh stocks of milk, yogurt, poultry and juice from Turkey were flown to Doha as the country faced a shortage of fresh produce due to the recent crisis in the Gulf – the worst in the past decade. (Iran is better positioned and closer to Qatar by sea and air to provide all that Qatar need)
On Tuesday, Turkish President Recep Tayyip Erdogan described the isolation of Qatar as inhumane and against Islamic values, comparing it to a “death sentence”. (Why? Turkey and Qatar actions in Syria for the last 6 years were that humanitarian)
His foreign minister is due to visit the country on Wednesday for talks about the crisis
As Saudi Arabia, Bahrain, the United Arab Emirates and Egypt decided to sever all ties with Qatar, accusing it of supporting terrorism, Turkey’s initial reaction was to try to refrain from taking sides and to call for dialogue.
But just two days later Ankara made a dramatic pro-Qatari turn.
The passing of a bill to authorise the deployment of Turkish troops to Qatar was presented to the international community as a clear message: Doha is not alone.
In fact, the bill had been waiting for parliamentary approval for almost two years – long before the Qatar crisis erupted.
The two countries had already signed a military protocol back in 2015, and Turkey had opened a military base in Qatar – its first in the region, currently hosting about 100 Turkish soldiers, but with a capacity of up to 5,000 troops.
On Monday, the Turkish army sent a further three officers to co-ordinate the future deployment. Some reports suggest that Ankara will initially deploy infantry, then a naval force, followed by F16 fighter jets.
Ankara perceives Doha as one of its key allies, especially after Turkey’s increasing isolation internationally.
Qatari Emir Sheikh Tamim bin Hamad al-Thani was the first leader to make a solidarity call to President Erdogan after the Turkish coup attempt last year.
Turkey-Qatar trade ties $424m (Not much)
Turkish exports to Qatar in 2015: main items sea vessels, electrical goods, furniture $361m
Qatari exports to Turkey in 2015: main items petrol and derivatives, aluminium, plastic products
126% Growth of Turkish exports to Qatar since 2011
25% Decrease of Qatari exports to Turkey since 2011
There are even reports alleging that a 150-strong elite unit of Qatari special forces was sent to Turkey for close protection of Mr Erdogan after the coup plot. (Yeah. Turkey’s President badly need all kinds protection, even with the lousy Qatari special forces, after dismantling his armed forces and detaining thousands of judges, teachers and university students…)
The governments of the two countries also share similar ideological stances.
Neither classifies the Muslim Brotherhood or Hamas as “terrorist organisations”; both have condemned the military coup in Egypt that toppled Mohammed Morsi in 2013; and both have supported Islamist groups in their attempt to overthrow Bashar al-Assad’s regime in Syria.
They also have the same attitude towards Iran. Both acknowledge that it is one of the key players in the region and try to maintain good ties – contrary to the Saudi demonisation of Tehran.
Qatar has also been investing heavily in Turkey – it ranks seventh in terms of Doha’s foreign investments.
Turkish exports to Qatar are valued at more than $420m (£330m), and the emirate is seeking several arms deals with Turkish defence firms. (Not that of any quality since Turkey relies on Israel to do the maintenance of its heavy tanks and air-fighters)
The value of projects undertaken in Qatar by more than 30 Turkish companies, mainly in the construction sector, has reached approximately $8.5bn to date, according to official numbers.
And with the 2022 World Cup’s preparations under way, Turkish contractors are eyeing the country for further investments.
Mr Erdogan has demanded an immediate end to the Qatar crisis, calling on the Saudi king to take the lead to resolve it.
Although taking a pro-Qatari position, Turkey does not want to be perceived as anti-Saudi.
What it wants first and foremost is a diplomatic settlement to restore the relations between the parties.
But if the tension escalates further leading to a military confrontation, or a coup, will Turkey still be prepared to stand by its recently adopted “brother”?
Note 1: Trump and Saudi monarch deal was to subsidize most of the promised $350 billion from Qatar sovereign fund. Saudi kingdom taking full control of Qatar as it did with Bahrain. The US military got hysteric and pressured Trump to cool down his antics. Two US navy ships arrived to Qatar, supposedly to train Qatari marine
Note 2: Qatar is no Bahrain. Not that it is that bigger in population and land, but richer and many countries rely on Qatar’s generosity and investment. Not even the US airbase in Qatar will intervene in any military confrontation: Iran will Not allow this move, this time around, on its backyard
Note 3: Qatar Emir didn’t learn the lesson from his father who was pressured by Saudi Kingdom to step aside: He had ignored Big Brother privilege to initiate political positions and Not take front seat in the political scenes such as with Syria, Libya and Egypt
Note 4: Qatar former foreign minister Hamad confessed yesterday that they committed serious errors in funding terrorist factions in Syria, Iraq and libya. He admitted that, headed with the USA, they shared with Saudi Kingdom the same headquarters in Jordan and Turkey to destabilize Syria since the inception of the civil war in 2011
If you want the truth in reporting, search it in Turkey where journalists and reporters are locked up in prisons. Erdogan is much bloodier and cruel when it comes to exterminating Syrians
Note 1: Many countries are producing modified tear gas agents, far more potent to disperse mass demonstrators and deadly in many cases. The tear gas have killed many in Egypt, Turkey, Palestine and Tunisia, Pakistan, Thailand…
Note 2: A plausible alternative was that a bomb hit nerve gas reserves stored by the rebels in tunnels… Apparently, antidote nerve gas too were discovered in the tunnels…
“I have to tell wife Anzi of my extermination mission…”
Note 1: The French author Jean-Claude Belfiore is from an Armenian mother and a Sicilian father. He had published “Hannibal: An unbelievable destiny“.
His second book that I reviewed in two parts was “I committed genocide on Armenians…” Diaries of a Turkish Captain.
He did his best to fool the reader that the book is a genuine diary from an actual Turkish officer.
The cover features an old picture of a Turkish officer, and throughout the book the author made sure to give the impression that the story was extracted from a diary, with attached clips of old Turkish dailies.
This style angered me and the author replied to my review.
Note 1: Sunni Kurds in the outback Turkey (195-18) were hired to do the ugly killing and ransacking of villages and guarding the prisoners.
Note 2: Here is the reply Jean–ClaudeBELFIORE to my review.
Merci pour cette mise au point. Dans la publication d’un livre, il y a des contraintes éditoriales que, peut-être, vous ignorez et sur lesquelles il serait trop long de revenir.
Mais rappelez-vous une chose: un texte publié, quel qu’il soit (un journal?), est différent du texte qu’on garde chez soi dans un tiroir.
Encore une fois, le “journal” est un genre littéraire à part entière, comme le récit, comme le théâtre: il a ses lois – des lois qui sont différentes de celles du journal qu’on tient à la maison.
Il ne faut pas essayer de comparer les deux. Le premier n’est pas moins sincère que le second. – Et c’est parce que le massacre des Arméniens est sérieux que j’ai choisi un Turc pour le raconter.
Autre chose.
Je préfère la traduction “I killed Armenians” (part II) plutôt que “I committed genocide”, qui est anachronique. Le mot “genocide” est apparu en 1944.
Merci de l’intérêt que vous portez à ce livre. Jean–ClaudeBelfiore
Image caption Words in common use betray the language of our past
Modern Indo-European languages – which include English – originated in Turkey about 9,000 years ago, researchers say. (The eastern seashore region of the Mediterranean sea)
Their findings differ from conventional theory that these languages originated 5,000 years ago in south-west Russia.
The New Zealand researchers used methods developed to study virus epidemics to create family trees of ancient and modern Indo-European tongues to pinpoint where and when the language family first arose.
A language family is a group of languages that arose from a common ancestor, known as the proto-language.
Linguists identify these families by trawling through modern languages for words of similar sound that often describe the same thing, like water and wasser (German). These shared words – or cognates – represent our language inheritance.
According to the Ethnologue database, more than 100 language families exist.
The Indo-European family is one of the largest families – more than 400 languages spoken in at least 60 countries – and its origins are unclear.
The Steppes, or Kurgan, theorists hold that the proto-language originated in the Steppes of Russia, north of the Caspian Sea, about 5,000 years ago.
The Anatolia hypothesis – first proposed in the late 1980s by Prof Colin Renfrew (now Lord Renfrew) – suggests an origin in the Anatolian region of Turkey about 3,000 years earlier.
To determine which competing theory was the most likely, Dr Quentin Atkinson from the University of Auckland and his team interrogated language evolution using phylogenetic analyses – more usually used to trace virus epidemics.
Fundamentals of life
Phylogenetics reveals relatedness by assessing how much of the information stored in DNA is shared between organisms.
Image caption The researchers used methods developed for tracing virus epidemics
Chimpanzees and humans have a common ancestor and share about 98% of their DNA. Because of this shared ancestry, they cluster together on phylogenetic – or family – trees.
Like DNA, language is passed down, generation to generation.
Although language changes and evolves, some linguists have argued that cognates describing the fundamentals of life – kinship (mother, father), body parts (eye, hand), the natural world (fire, water) and basic verbs (to walk, to run) – resist change.
These conserved cognates are strongly linked to the proto-language of old.
Dr Atkinson and his team built a database containing 207 cognate words present in 103 Indo‐European languages, which included 20 ancient tongues such as Latin and Greek.
Using phylogenetic analysis, they were able to reconstruct the evolutionary relatedness of these modern and ancient languages – the more words that are cognate, the more similar the languages are and the closer they group on the tree.
The trees could also predict when and where the ancestral language originated.
Looking back into the depths of the tree, Dr Atkinson and his colleagues were able to confirm the Anatolian origin.
To test if the alternative hypothesis – of a Russian origin several thousand years later – was possible, the team used competing models of evolution to pitch Steppes and Anatolian theory against each other.
Image caption Cognate words represent our language inheritance
In repeated tests, the Anatolian theory always came out on top.
Commenting on the paper, Prof Mark Pagel, a Fellow of the Royal Society from the University of Reading who was involved in earlier published phylogenetic studies, said: “This is a superb application of methods taken from evolutionary biology to understand a problem in cultural evolution – the origin and expansion of the Indo-European languages.
“This paper conclusively shows that the Indo-European languages are at least 8-9,500 years old, and arose, as has long been speculated, in the Anatolian region of what is modern-day Turkey and spread outwards from there.”
Commenting on the inclusion of ancient languages in the analyses, he added: “The use of a number of known calibration points from ‘fossil’ languages greatly strengthens the conclusions.”
However, the findings have not found universal acceptance.
Prof Petri Kallio from the University of Helsinki suggests that several cognate words describing technological inventions – such as the wheel – are evident across different languages.
He argues that the Indo-European proto-language diversified after the invention of the wheel, about 5,000 years ago.
On the phylogenetic methods used to date the proto-language, Prof Kallio added: “So why do I still remain sceptical? Unlike archaeological radiocarbon dating based on the fixed rate of decay of the carbon-14 isotope, there is simply no fixed rate of decay of basic vocabulary, which would allow us to date ancestral proto-languages.
“Instead of the quantity of the words, therefore, the trained Indo-Europeanists concentrate on the quality of the words.” (Like what words can be classified as quality? Eating, running, killing, war, stealing, raping, fruits, grains, earth, land, mountains, rivers, water…?)
Prof Pagel is less convinced by the counter-argument: “Compared to the Kurgan hypothesis, this new analysis shows the Anatolian hypothesis as the clear winner.”
Note: Civilizations centered around major rivers and estuaries.The meeting spots for all the people fleeing catastrophic events and shortage of food.
The Euphrates and Tiger Rivers, along of where they flow in Syria and Iraq, have been centers of great earlier civilizations. The hot bed of civilization where all the migrant people lived and developed for many thousands of years.
It is from these centers that civilizations spread to other regions and constituted this unified DNA for mankind.
Turkey was the transit stage toward Europe and the Caucasus.